تخريج دفعات استثنائية من الأطباء.. هل تنتهي أزمة نقص العدد؟

تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب يثير جدلا: هل يحل الأزمة؟
تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب يثير جدلا - مصر في يوم

أثار قرار رئيس الوزراء في اجتماع مجلس الوزراء بشأن تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب، لمواجهة نقص الأطباء، موجة انتقادات حادة في القطاع الطبي والمعنيين به، إذ وصفه بعضهم بالتهريج والعبث بصحة المواطنين.

فيما قال آخرون: “إنه قرار مبهم وغريب ولا يصلح لمهنة الطب، وإن حل الأزمة يكون بعلاج أسبابها وليس بالبحث عن زيادة العدد”.

وأصدرت وزارة الصحة تقريرا رسميا، في أبريل الماضي، أعلنت فيه أنها تواجه نقصا حادا في عدد الأطباء العاملين بها والهيئات التابعة في جميع التخصصات.

تهريج وعبث بالصحة

وقال إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء: “إن قرار تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء  تهريج”، مشيرا إلى أن أعداد الخريجين مناسبة إلا أنه يوجد خطة ممنهجة لتطفيش الأطباء من العمل داخل مصر.

ووصف الطاهر، في تصريح صحفي، القرار بأنه محاولة لتهرّب الحكومة من مسئوليتها في تحسين وتطوير المنظومة الصحية، وأنه يعد عبثا بصحة المواطنين وأرواحهم وغير مقبول، بحسب قوله

وأشار إلى أن تخريج دفعة طب استثنائية مرفوض جملة وتفصيلا، ولن يؤدي إلا لخداع المواطن، وإبعاده عن المشكلة الأساسية، ويصب في مصلحة الدول الأخرى التي تستقطب الخريجين، مشيرا  إلى أنه لا يوجد في كل دول العالم دفعة طب استثنائية، وهو أمر لا يحدث إلا في أوقات الحروب فقط.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء أن الطبيب الأخصائي يحتاج إلى 15 سنة لكي يكون مؤهلا للتعامل مع المرضى، ويدرس سبع سنوات بخلاف النيابة وسنوات التكليف والدراسات العليا، متسائلا: هل سيظل العجز كل تلك السنوات؟

فشل وتخريب للمهنة

وعلى الصعيد، وصفت منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، قرار تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب بأنه تخريب كامل لمهنة الطب، ويضربها في مقتل.

وأكدت مينا في بيان لها، ضرورة حل أسباب هروب الأطباء، وأهمها رفع ما أسمته بالاضطهاد المادي والمعنوي، وحل مشكلة بدل العدوى المتدني، والاعتداءات اليومية، والتعسف، وحملات التشهير الإعلامي.

ولفتت إلى أن الطلبة يدرسون المعادلات التي تمكّنهم من السفر للخارج بدءا من السنة الثالثة في الكلية.

وأشارت عضو مجلس النقابة إلى أن القرار يتضمن فتح المزيد من كليات الطب الحكومية والخاصة، وحتى إن لم يكن للكلية مستشفى جامعي للتعليم والتدريب كما يشترط القانون، وهناك توجيه لفتح مستشفيات وزارة الصحة أمام طلبة كليات الطب الخاصة للتدريب.

وأضافت: “أن مستشفيات وزارة الصحة لخدمة المواطن، وغير مقبول أن يُجرى تشغيلها لخدمة كليات طب خاصة تدر على مالكيها الملايين”، بحسب مينا.

لجنة الصحة بالبرلمان

وبدورها طالبت اليزابيث شاكر، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، بتوضيح ما أعلنت عنه الحكومة من تخريج دفعات استثنائية لكليات الطب لسد عجز الأطباء، مشيرة إلى أن الأمر على ظاهره يفسر بأن هناك دفعات سوف تتخرج بعدد سنوات أقل، وهذا غير مقبول، فالطب لا يقبل الاستثناء.

وأكدت عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، أن الأسباب الحقيقية لتنفير الأطباء لا تزال موجودة، بدليل ارتفاع عدد استقالات الأطباء، لذا يجب معالجة هذه الأسباب أولا، قبل زيادة أعداد خريجي الطب.

وتعليقا على قرار الوزراء بشأن تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب قال محمود أبو الخير، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: “إن لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، ستتقدم بطلب إحاطة لوزارة الصحة، لبحث أزمة نقص الأطباء، وزيادة أجورهم”.

وأضاف أبو الخير إلى تصريحات شاكر: أن استقالة الأطباء سببها سياسة وزارة الصحة الخاطئة في التعامل معهم، معلنا أن 4200 طبيب تقدموا باستقالتهم في العام الماضي.

وفي المقابل، رأى سامي المشد، أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن القرار سيعمل على حل الأزمة عن طريق تخريج أعداد كبيرة من الأطباء لوجود نقص كبير في أعداد الأطباء في الوحدات الصحية بجميع محافظات الجمهورية.

تخريج دفعات استثنائية

وأعلن مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماع الحكومة يوم الاثنين الماضي، دراسة تخريج دفعات استثنائية من خريجي كليات الطب، في ظل العجز الشديد الذي نواجهه حاليا في أعداد الأطباء.

كما أعلن زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب، والتوسع في إنشاء كليات طب بشري جديدة حكومية أو خاصة أو أهلية، وضرورة العمل على أن يزيد عدد الطلاب الذين يُجرى قبولهم بكليات العلاج الطبيعي بالجامعات الحكومية والخاصة على الأقل لمدة عشر سنوات.

تكليف رئاسي

وأعلنت وزيرة الصحة التعاقد مع ألف طبيب، مع الاستعانة بالأطباء المحالين على المعاش لحل أزمة نقص الأطباء، وهو ما باء  بالفشل، ما جعل الوزارة تتراجع عنه.

وقال خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي: إنه يوجد تكليف من رئيس الجمهورية بالنظر في أعداد العاملين في القطاع الصحي، واستعرض الوزير أعداد الخريجين خلال الفترة من 2014 حتى 2018 وكذلك كليات القطاع الطبي الحكومي والخاص على النحو التالي:

  • بلغ أعداد الخريجين نحو 47 ألف خريج من 30 كلية طب.
  • 20 كلية حكومية، وثلاث كليات طب خاصة، وكلية طب تابعة للقوات المسلحة، ست كليات طب تابعة للأزهر.
  • 33 كلية طب أسنان، و43 كلية صيدلة، و15 كلية علاج طبيعي.
  • تكليف 8515 من الأطباء الخريجين دفعة عام 2017.
  • تكليف 2530 خريجا من دفعة 2016.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *