وزير التعليم: أحاول أن أفهم ماذا حدث خلال الخمسين سنة الماضية

وزير التعليم
وزير التربية والتعليم ينتقد تردي أوضاع اللغة العربية ولغة الحوار في المجتمع - أرشيف

انتقد طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أوضاع اللغة العربية، ولغة الحوار في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، ومدى تردّيها.

وقال شوقي في منشور على الفيس بوك: “تربيت على قراءة المقالات الرصينة لقامات كبيرة في الصحف القومية والمجلات، وقد تعرفت على أسلوب الفيلسوف الكبير توفيق الحكيم على صفحات الأهرام، وتابعت بشغف أسلوب الكاتب الموهوب الكبير أنيس منصور، وعرفت السياسة من خلال (بصراحة) للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كل يوم جمعة.

وقد علمني جدي -رحمه الله- وأنا لم أتجاوز السابعة من عمري قراءة (نوابغ الفكر العربي) وسلسلة (اقرأ) وكان يكافئني بقراءة كتب (كامل الكيلاني) قبل نوم القيلولة كل يوم جمعة، قرأت في مكتبات جدي مجلدات عميد الأدب العربي طه حسين، ثم العقاد وغيرهم”.

وأضاف في المنشور الذي حمل عنوان “صورتان من الماضي والحاضر ونظرة إلى المستقبل”: “كل هذا قبل سن الثامنة حين فارق جدي الحياة في منتصف الستينات، ولم يحدثني جدي عن الدرجات أو الامتحانات يوما في حياته، وإنما كان يفخر بحفيده أمام الناس الذي قرأ لهؤلاء العظماء في هذا السن الصغير بفضل تشجيعه لي وتعليمي أن قيمة المرء فيما يعلم”.

وأشار إلى أن والده اتبع نهج جده وطريقه في إجلال العلم والعلماء، وطلب العلم، والبحث، والتعلم.

تردي الوضع الحالي

وواصل متحدثا عن تردّي الوضع الحالي: “أفقت من هذه الذكريات لأواجه الواقع الحالي بعد نصف قرن، وحزنت لما أصاب العلم والمعرفة والعلماء، وأحاول جاهدا أن أفهم ماذا حدث خلال الخمسين سنة الماضية للتعليم والمجتمع والوعي الجمعي”.

مضيفا: “أنا لا أتحدث عن سنوات قضيتها في بيوت العلم وجامعات كبرى في الغرب، وإنما أتحدث عن طفولة أفرزت هوية مصرية فخورة بانتمائها العربي، ولغة عربية رصينة، تعلمتها في مدارسنا الحكومية، واستكملتها في مدارس مدينة حلب الجميلة في سوريا الشقيقة”.

ولفت إلى أن ما أثار ذكرياته هو ما لاحظه في الصحف من ضياع لغة الحوار، واستبدالها بالصراخ والسب ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعي – على حد وصفه – مضيفا: “وتأملت أيضا في تردي اللغة العربية فيما نقول وفيما نكتب، ومن العجب أن تتهاوى اللغة الأم ومعها اللغات الأخرى، وقد استبدلنا هذا كله بلغة دارجة ركيكة، ومصطلحات لا أعلم من أين جاءت وكيف تروق لنا بديلا عن جمال ورصانة لغتنا الأم، وتأملت كيف نتشدق بحرية الرأي، ثم ننهال سبابا وتجريحا في أي صاحب رأي لا نتفق معه، وكأن الرأي الأخر عداوة مطلقة تستدعي نواقيس وطبول الحرب”.

وتابع الوزير: “إذا ضاعت قيمة العلم والمعرفة والحجة والمنطق تحول الكلام إلى حالة عبثية من الضجيج كالتي نعيشها اليوم، لم يعد العلم شرطا كي نتحدث ونتجادل، ولم يعد للمرجعية دور في التحقق من أي معلومة، ولم يعد للغة وزن، فأصبح الكلام مرسلا بلا معنى وبلا عمق”.

الصوت العالي

واعتبر شوقي في منشوره الذي تناول تدني اللغة في المجتمع، أن الصوت العالي أصبح أقوى من العلم، وانتصر الابتزاز الفكري على المنطق والحجة، مضيفا: “في هذا العالم الجديد نجد تربة خصبة للإشاعات والتشهير وهدم الأمم، ولِمَ لا؟ فقد بات الناس لا يسألون سندا أو مرجعية لأي شيء يُكتب، ولا يحتاج المرء علما أو مصداقية كي يتناول شتى الأمور، ولهذا كله نجده يسيرا جدا أن تنتشر الإشاعات والأكاذيب والتحريف والتزييف، لأننا لم نعد نحاسب مروجيها، وكأننا نجد سعادة خاصة في تناول سيرة الناس وتحقيق مكاسب خاصة بأقل جهد بإثارة بلبلة دائمة تستنزف الوقت والجهد، وتقتل العزائم والهمم”.

يذكر أن الوزير الحالي يحاول البدء في منظومة تعليمية جديدة مع بداية العام الدراسي الجديد، ويواجه معوقات كثيرة في تطبيقها، نتيجة عدم الجاهزية، وعدم اقتناع كثير من القائمين على العملية التعليمية وأولياء الأمور بالإجراءات الجديدة، مما أسفر عن تراجع الوزير عن بعض قراراته الخاصة بمناهج المستوى الرفيع.

صورتان من الماضي والحاضر ونظرة إلى المستقبلتربيت صغيراً على قراءة المقالات الرصينة لقاماتٍ كبيرة في الصحف القومية…

Posted by Tarek Shawki on Sunday, 18 November 2018

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *