بعد شهرين من الجدل، انتصرت معركة أولياء الأمور بإعلان طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أنه سُمِحَ للمدارس التجريبية بدراسة الباقة بالإنجليزية، واكتملت طباعة كتاب كونكت بلس “connect plus” لمواد المستوى الرفيع، وسيجري توزيعه خلال الأسبوع المقبل لمن يرغب.

ففي يوليو الماضي اتّخذ وزير التعليم قرارا بإلغاء مادة المستوى الرفيع وعدم تدريسها بالمدارس، وقال حينها: “إن مادة المستوى الرفيع انتهت ولن تُدرّس مرة أخرى في المدارس”.

قرار الوزير قوبل بموجة عارمة من الغضب من قِبل المدارس التجريبية وأولياء الأمور، واصفين القرار بأنه يساوي بين كافة المدارس، ويضعهم في “بوتقة” واحدة، مشيرين إلى أنه لن يكون هناك تمييز بينها وبين مدارس “الحكومة العادية“.

وعلّق شوقي في ذلك الوقت على رفض المدارس التجريبية لباقة اللغة الإنجليزية، ورغبتها في إعادة المستوى الرفيع، بأنها لديها مناهجها وكتبها، مؤكدا أن تصميم كتب المستوى الرفيع في المدارس التجريبية سيتسبب في تخريج طالب لا يجيد اللغة العربية.

الأهالي بين نارين

على الرغم من وجود حالة من الرضا بين أولياء الأمور بعد قرار وزير التعليم الأخير، بخصوص المستوى الرفيع، إلا أن التخبط في القرارات وعدم شرح آليات التنفيذ، وطبيعة المنهج الجديد الذي سيدرّس للطلاب ما زال يثير مخاوف أهالي الطلاب.

رحبت شيماء الشواربي “ولي أمر” بعودة مادة المستوى الرفيع، موضحة أن ابنها سيتأخر عاما عن أقرانه للحاق بالمدراس التجريبي للاستفادة من مميزاتها، لذا عليها أن تتأكد من اعتماد المستوى الرفيع في صورته الجديدة بشكل نهائي.

وتساءلت “هل سيبقى النظام على اللغة الإنجليزية أم أن ابنها سيخسر من عمره عامين ويدرس مناهج عادية في النهاية؟” بجانب أنها دفعت مصاريف التجريبي مقدما فكيف يدرس الطفل في النهاية بالعربي؟! وتابعت: أن “تخبط القرارات” جعلت أولياء الأمور في تخوف دائم على مصير أبنائهم.

وقالت هناء عبدالرحمن النجدي، ولي أمر طالب في الصف الأول الابتدائي بمدرسة رسمية لغات: “لو الكونكت بلاس طلع مشابه لالكونكت أو أقل من جودة المستوى المتعارف عليه، فماذا سيكون الحل هل سنعود للمطالبة برجوع المستوى المتعارف عليه الذي تم إلغاؤه؟”.

وتؤكد سماح أحمد، ولي أمر طالبة في “كي جي” تو بمدرسة رسمية لغات “أن الوزير كان مصمما على إلغاء الهاي ليفل – connect plus – ثم عاد مرة أخرى” متابعة: “المستوى موجود، لماذا المنهج الجديد وهناك مناهج موجودة فعلا؟”.

حشو المنهج

فيما تقول أمل شوقي، ولي أمر طالب في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة تجريبي رسمي: “إن كتاب الباقة معقد جدا، ولا يصلح للأطفال، وأن كتاب اللغة الصادر عن الوزارة أفضل منه، لأن أي شخص ليس مدرسا للغة ولا متعلما تعليما عاليا سيستطيع المتابعة مع ابنه” مشيرة إلى أن كتاب الوزارة شرحه سلس، ويدير حوارا، وفيه قواعد وكلمات وتطبيقات وأسئلة” مؤكدة أنه متنوّع، ويؤكد المعلومة.

وأضافت أمل: أن “كتاب المستوى ثقيل جدا، وحشو بلا داعي، ومجموعة كلمات ليس لها علاقة ببعضها، وعليها مجموعة أسئلة كثيرة جدا، ومرهقة للطالب” كما أن كتاب اللغة الأساسي عليه 50 درجة تضاف إلى المجموع، أما المستوى 50 درجة لا تضاف إلى المجموع، ولكن المادة بها نجاح ورسوب، مما ينتج عنه ترهيب ورعب وحشو للأطفال، ومن الممكن الرسوب فيها.

قرار صائب

أما أماني الشريف، أدمن اتحاد المدارس التجريبية، فعلّقت قائلة: إن أولياء أمور اعترضوا على كتب “كونكت” لضعف محتواها، حيث لا يتناسب مع المدارس التجريبي واللغات والخاصة، لذلك اتخذ وزير التعليم قرارا بتأليف كتاب “كونكت بلس”، ليكون أكثر عمقا وأعلى مستوى من كتاب “كونكت” العادي الذي يدرس في المدارس الحكومية.

وأضافت: أن الكتاب القديم سوف يظل يدرس إلى طلاب المدارس الحكومية، ولكن المدارس التجريبي واللغات والخاصة يدرس لهم كتاب “كونكت بلس” ليتناسب مع مستواهم في اللغة الإنجليزية، خاصة أنه كتاب مخصص للمرحلة الابتدائية، ويحتوى على دراسات اجتماعية وعلوم ورياضيات تدرس باللغة الانجليزية لطلاب مدارس اللغات.

وعن رأيها حول هذا القرار قالت: إنه قرار صائب بسبب اعتراضات أولياء أمور مدارس اللغات على المنهج المقدم في كتاب “كونكت” مضيفة أن المادة الموجودة داخل الكتاب جيدة، ولكنها تتناسب مع طلاب المدارس الحكومية.

وكانت الشريف قد كشفت أن المدارس الخاصة أعلنت صراحة تمردها، وعدم تنفيذها قرارات الوزير، وضربت بهذه القرارات عرض الحائط، مشيرة إلى أن أولياء الأمور مستمرون في تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام الوزارة.

وأعلن بدوي علام، نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، في تصريحات صحفية له أنه تقدم بمذكرة لوزارة التربية والتعليم بجعل المستوى الرفيع في المدارس الخاصة نشاطا، موضحا أن كثيرا من الكتب الخاصة بالهاي ليفل جرت طباعتها ووصولها إلى المدارس، لأن قرار وزارة التربية والتعليم جاء متأخرا، وأن الوزارة لم ترد على مذكرتهم بشأن هذا الأمر حتى الآن.

ثراء المضمون

وتعليقا على عودة مادة المستوى الرفيع لطلاب المدارس التجريبية والخاصة، قال الدكتور حسني السيد، أستاذ المناهج والخبير التربوي: “إنه قرار صحيح وسليم انطلاقا من مبدأ حق طلاب وأولياء أمور هذه المدارس، الذين يتحملون نفقات أكثر للحصول على ما يميزهم عن المدارس الحكومية العادية”.

وأضاف السيد في تصريحات له: “عودة المستوى الرفيع للمدارس التجريبي حق لهم، ولكن يجب أن تتضمّن مادة المستوى الرفيع مضمونا يثري مفاهيم الطالب، ويثري الحصيلة اللغوية لديه على أن تكون متوافقة مع الدين وعقائدنا وأفكار المجتمع”.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *