أثارت تصريحات نشأت زارع، كبير أئمة الأوقاف بالدقهلية، غضبا كبيرا بين الأزهريين، بعد مطالبته شيخ الأزهر، بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية، معتبرا أنها احتلال، وفقا له.
وشن عدد كبير من الأزهريين هجوما شرسا على “زارع”، واتهموه بتشويه الإسلام، وطالبوا وزارة الأوقاف بمحاسبته.
الاعتذار على الفتوحات الإسلامية
وقال نشأت زارع، في تصريحات صحفية: “إذا كنا نتكلم عن تجديد الخطاب الديني فـ(ألف باء) هو نقد التراث، لأنه بشري، لمحاولة إيجاد معايير إنسانية متفق عليها في عالم اليوم، ولأي نص يصدمنا مع الآخرين نشوف له حل، إما تأويله وإما ننظر في سبب نزوله وتاريخه”.
وأضاف: “كما ننتقد الحملات الصليبية، ونقول لا علاقة لها بالمسيحية، ننتقد الفتوحات الإسلامية ونقول ليست من أركان الإسلام وفرائضه، وسيدنا علي بن أبي طالب أوقفها ولم يفعلها، وأعمال الصحابة أعمال بشرية، فيها الصواب والخطأ، وهذا لا يعيبهم، بدليل أن الصحابييْن: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب اختلفا حول حرب الزكاة، فهما اختلفا في أمر سياسي وليس دينيا”.
وعلق زارع على غضب الأزهريين بشأن مطالبته بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية، بقوله: “أعلنت رأيي هذا منذ سنوات في مقال حمل عنوان (الفتوحات السياسية) قلت فيه: إن الفتوحات سياسية وليست إسلامية، وإن إلصاقها بالإسلام يضره، والقرآن كان واضحا في هذه القضية، وأكد أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء، وتحدث للدفاع عن النفس”.
وواصل: “رسولنا لم يدخل البلاد، بل كان يكتفي بإرسال رسائل سلمية للملوك، وأسأل كل مؤيدي الفتوحات: (أترضاه لأمك أو لأختك؟).. ضع نفسك في نفس المكان، وتخيل أنك ولدت غير مسلم، فهل ترضى أن يعتدي عليك آخر، ويخيّرك بين الإسلام والجزية والقتال، وإذا انتصر عليك يأخذ نساءك سبايا كما تقول كتب الفقه والتراث”، بحسب قوله.
وبخلاف تصريحاته عن الفتوحات الإسلامية، اعتاد نشأت زارع إثارة الجدل بتصريحاته الغريبة، فقد سبق وقال خلال خطبة ليوم الجمعة: “إن العالم المعاصر به أمثلة ونماذج أَشبه بأعمال الأنبياء، مثل: “بيل جيتس” و”مارك” مؤسس “فيسبوك”، ومجدي يعقوب، وألفريد نوبل وغيرهم.
وتابع: “على الجميع الاقتداء بهذه الأعمال الإنسانية التي تبقى لك بعد الممات، وتخلِّد ذكرك فى العالمين، وعلى المدرِّس أن يُوقف من وقته يوما للفقراء، والطبيب يوما في الأسبوع أو الشهر لعلاج الفقراء مجانا، كما نسمع عن أطباء الغرب”.
تجديد الخطاب الديني
وفي 27 يناير الماضي، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالبه بالاهتمام بتجديد الخطاب الديني، من خلال مؤتمر الأزهر العالمي، والمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن التراخي عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم، ليخطفوا عقول الشباب، ويدلّسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم التفسير الخاطئ للقرآن والسنة، ومن هنا جاءت أهمية انعقاد هذا المؤتمر، بحضور علماء 41 دولة عربية وإسلامية.
(قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة ٢٩
هذه الآية سبب الفتوحات، فالخطأ من المسلمين ولا من رب المسلمين؟.
إن كانت الفتوحات خطأ كما يزعم