الدعم في 2019: حذف وسخرية وتخفيض أسعار

الدعم في 2019: حذف وسخرية وتخفيض أسعار
احتل ملف الدعم في 2019 صدارة اهتمامات رجل الشارع على مدار العام - مصر في يوم

احتلّ ملف الدعم في 2019 صدارة اهتمامات رجل الشارع على مدار العام، وحظي بنصيب وافر من تصريحات المسئولين، وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وبخلاف التوسع في تقليص دعم الوقود والكهرباء، شهد ملف الدعم في 2019 تصريحات متضاربة للمسئولين، أثارت جدلا واسعا فيما يتعلق بالتموين.

فما بين وعود بحل مشكلات الحذف العشوائي من بطاقات التموين تارة، وتأكيد استمرار عملية تنقية البطاقات تارة أخرى، ثم سخرية من إصرار المواطن المستحق للدعم على نيل حقه فيه بطريقة مُرضية، تلخّصت معاناة المواطن مع الدعم.

تراجع مخصصات الدعم خلال 2019

الدعم في 2019

وتستعرض السطور التالية أبرز المحطات التي مر بها ملف الدعم في 2019.

واستهلت وزارة التموين عملها بملف الدعم في 2019 -الذي أوشك على الرحيل- بإعلان بدء عمليات حذف المستبعدين من الدعم ببطاقات التموين، مؤكدة أن الأمر سيُجرى على مراحل عديدة.

وكشف مشروع موازنة العام المالي الجاري 2019-2020 المرسل من الحكومة إلى مجلس النواب، عن استبعاد 13 مليونا و782 ألف مواطن، من منظومة الدعم التمويني.

وأعلن وزير التموين، في بيان سابق، أن عملية المستبعدين من الدعم عملية ديناميكية مستمرة.

وقال عمرو مدكور، مستشار وزير التموين: “إن محددات تصفية مستحقي الدعم تنقسم إلى خمس فئات، هي: الفقر المدقع، والفقر، والهشّة، والمتوسطة، والغنية”.

وبدورها، أعلنت لجنة العدالة الاجتماعية، المُشكَّلة من خمس هيئات، هي: التموين، والتضامن الاجتماعي، والاتصالات والتكنولوجيا، والإنتاج الحربي، وهيئة الرقابة الإدارية المحددات الخاصة بمراحل الحذف تباعا.

وبالفعل جرى حذف 13 مليونا و782 ألف مواطن، على أربع مراحل متتالية هي:

  • المرحلة الأولى: في فبراير الماضي.
  • المرحلة الثانية: انطلقت في مارس الماضي.
  • المرحلة الثالثة: في الثاني من أبريل الماضي.
  • المرحلة الرابعة: انطلقت في يوليو الماضي.

وواجهت المعايير والمحددات التي أعلنت عنها لجنة العدالة الاجتماعية في المرحلة الرابعة آلاف الشكاوى من المواطنين، ولاقت انتقادات واسعة من خبراء الاقتصاد والاجتماع، إذ وُصفت بأنها جرت بشكل يخالف القواعد والضوابط المحددة لمستحقي الدعم.

فعلى سبيل المثال: وصف شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، ارتفاع معدلات الحذف، سواء العشوائي عن طريق الخطأ أو وفقا لمعايير غير موضوعية بسياسة “الارتجال والفهلوة” التي تخلّف ملايين الضحايا.

فيما قال محمود العسقلاني، رئيس جمعية “مواطنون ضد الغلاء”، في تصريحات صحفية: “إن الجمعية تلقت آلاف الشكاوى من مواطنين عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكدون فيها أنهم أصبحوا ضمن المحذوفين من الدعم، وأن بطاقاتهم توقفت عن الصرف”.

ولفت العسقلاني إلى أن المواطن قد يقف بجوار مكاتب تقديم الخدمات الإلكترونية لساعات لتسجيل تظلم من القرار، مما يفاقم أزمتهم، ويضاعف الأعباء على غير القادرين، والذين يحتاجون للدعم”.

وكانت وزارة التموين قد بدأت الاستعداد لتطبيق معايير الاستبعاد من دعم التموين على المرحلة الخامسة للمستبعدين، وخاصة أرباب المعاشات، وتجاوز عدد مَن جرى استبعادهم في المراحل الأربعة السابقه ثمانية ملايين شخص.

رسالة من السيسي

ومع ارتفاع وتيرة الشكاوى، وجه الرئيس السيسي، رسالة للمواطنين بشأن الحذف من الدعم في 2019، إذ قال على صفحته بموقع التواصل “فيسبوك”: “في إطار متابعتي لكل الإجراءات الخاصة بدعم محدودي الدخل، فإنني أتفهّم موقف المواطنين الذين تأثّروا سلبا ببعض إجراءات تنقية البطاقات التموينية، وحذف بعض المستحقين منها”.

وأضاف السيسي: “أقول لهم اطمئنوا، لأنني أتابع بنفسي هذه الإجراءات، وأؤكد لكم أن الحكومة ملتزمة تماما باتخاذ ما يلزم، للحفاظ على حقوق المواطنين البسطاء، وفي إطار الحرص على تحقيق مصلحة المواطن والدولة.. تحيا مصر”.

توالت بعدها تصريحات المسئولين، لتتجدد آمال ما يقرب من 14 مليون مواطن، سمحت لهم وزارة التموين بتقديم تظلمات عبر آليات أعلنت عنها.

إلا أن وزير التموين عاد ليبدّد آمال الكثيرين، إذ قال في تصريحات صحفية، في 19 أكتوبر الماضي: “إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يطلب إعادة جميع المستبعدين من بطاقات التموين، ولكنه قال: إنه يتابع اهتمام الناس في هذا الموضوع”.

وأضاف المصيلحي، في تصريحات له على هامش زيارته للبحيرة: “لو هدِّينا النظام ده، اوعى تفتكر إننا نقدر نظبطه تاني، وليس معنى عودة المواطن المحذوف من بطاقات التموين إنه صح، ولكن سيُجرى التحقّق من البيانات، وستصله رسالة بذلك”، تاركا المواطن حائرا بين الحرمان من الدعم بالحذف، والتعلق بأمل التظلم.

وفي الأول من ديسمبر، قررت وزارة التموين والتجارة الداخلية، تخفيض أسعار بعض السلع التموينية لأصحاب البطاقات ومستحقي الدعم، لتشمل أربع سلع، هي: “السكر، والزيت، والأرز، والدقيق”، بقيمة تتراوح بين 25 قرشا إلى جنيهين.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال محمد الديب، سكرتير عام شعبة المواد الغذائية والبقالة بغرفة الجيزة التجارية: “إن أسعار بعض السلع التموينية التي يُجرى صرفها على البطاقات التموينية لدى التجار أعلى من أسعار نظيرتها في السوق الحر”.

وقررت وزارة التموين والتجارة الداخلية إلغاء زيت دوار الشمس بسعر 20 جنيها، والدقيق المعبأ ورقيا 1 كيلو جرام بسعر 7.25 جنيهات.

سخرية المصيلحي

وفي الثاني من ديسمبر، خرج علي مصيلحي، أثناء حفل وضع حجر أساس المنطقة اللوجيستية في قرية طوخ، التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، بتصريح أثار استياء المواطن، إذ قال في معرض تعليقه على مفاضلة المواطنين بين السلع لاختيار الأنسب، وفقا لفيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: “أنت جاي تأخد الدعم وللا جاي تتأنعر”.

وزير التموين يسخر من مستحقي الدعم.. ماذا قال؟ (فيديو)

ومن جهته، وصف محمد فؤاد، عضو مجلس النواب، تصريحات الوزير التموين، بأنها مخالفة صريحة لأحكام المواد 8، 51، 53 من الدستور مطالبا الحكومة بضرورة الاعتذار عن تلك التصريحات، باعتبارها تعدٍّ بالقول على المواطنين، وفقا له.

يُذكر أن منظومة التموين احتلت المرتبة الأولى في شكاوى المواطنين خلال عام 2018، وفقا لتصريحات طارق الرفاعي، مدير منظومة الشكاوى الحكومية في مجلس الوزراء.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *