صفقات السكك الحديدية.. تطوير أم زيادة في الخسائر؟

صفقات السكك الحديدية.. تطوير أم زيادة في الخسائر؟
استلام أول دفعة من الجرارات المتعاقد عليها مع شركة جنرال إليكتريك الأمريكية- مصر في يوم

رغم تأكيدها على خسائرها الضخمة، التي تقف حائلا دون تطوير خطوطها، على النحو الذي يحفظ حياة مستخدميها، تحتل صفقات السكك الحديدية الصدارة، من حيث الضخامة، والتمويل الذي غالبا ما يكون من خلال قروض من جهات أجنبية.

أحدث صفقات السكك الحديدية التي جرى إبرامها كانت من خلال قرض بمبلغ 290 مليون يورو، وافق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، لمصلحة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، لشراء ما يقرب من 100 جرار جديد، والموقّع في القاهرة، بتاريخ 19 يونيو 2017، بين مصر والبنك الأوروبي، لإعادة الإعمار والتنمية.

ومن جهتها، بدأت هيئة السكة الحديد، اليوم، استلام أول دفعة من الجرارات المتعاقد عليها مع شركة جنرال إليكتريك الأمريكية، ضمن صفقة الـ110 جرارات.

صفقات السكك الحديدية

ويتضمن الاتفاق المبرم مع شركة جنرال إلكتريك تمويل وتوريد 110 جرارات جرى التعاقد عليها نهاية 2018.

صفقات السكك الحديدية صفقات السكك الحديدية

وتنص عقود الصفقة على تصنيع 50 جرارا بالكامل في مصانع الشركة بأمريكا، يُجرى توريدها على خمس دفعات قبل نهاية النصف الأول من عام 2020، بواقع 10 لكل مرحلة، وتصنيع 50 أخرى بمشاركة الشركات المصرية.

وتقدر الصفقة التي أبرمتها وزارة النقل، العام الماضي، بقيمة 575 مليون دولار، وتشمل توريد 110 جرارات جديدة، مع صيانة وإصلاح 81 جرارا كانت الشركة قد سلمتها للهيئة عام 2008، لكن توقف العمل بها، لعدم قدرة الهيئة توفير قطع الغيار اللازمة حينذاك.​

وعلى مدار عام، أبرمت هيئةجر السكك الحديدية عدة صفقات، لتوريد قطارات وجرارات، ى استلام بعضها، فيما لا يزال هناك جانب قيد التنفيذ.

ففي أغسطس الماضي، وصف أشرف رسلان، رئيس الهيئة، صفقات هيئة السكك الحديدية، بأنها من العيار الثقيل، وأنها ستنعش أسطول السكة الحديد ككل.

وذكر رئيس السكك الحديدية، أنه سيُجرى توريد أول قطار ضمن الستة قطارات المكيفة من شركة “تالجو” الإسبانية، أوائل عام 2021 طبقا للتعاقد، متابعا: كل شهرين سيُجرى تسليم قطار من المتبقيين، وسيُجرى تشغيلها على خطوط القاهرة – الأسكندرية، والقاهرة – أسوان.

ولفت رسلان إلى أن أكبر صفقات السكك الحديدية على الإطلاق هي الـ1300 عربة جديدة، تضم 300 عربة أولى وثانية مكيفة، 500 عربة ثالثة مكيفة، وهو نوع لأول مرة يُجرى تشغيله في مصر، وسيكون لخدمة أهالي الوجه القبلي أو الخطوط البعيدة، بالإضافة إلى 500 درجة عادية، ذات تهوية ديناميكية، من خلال فتحات تهوية بالسقف.

صفقات ضخمة

ويأتي تعاقد وزارة النقل، أبريل الماضي، على توريد عدد ستة قطارات ركاب جديدة، مع شركة تالجو الإسبانية، ضمن صفقات السكك الحديدية المبرمة خلال العام الحالي.

وتبلغ تكلفة القطارات الجديدة 157 مليون يورو، جرى توفيرها من خلال التعاون الاستثماري بين وزارة النقل والبنك الأوروبي، لإعادة الإعمار والتنمية EBRD.

وفي سبتمبر 2018، جرى التعاقد على صفقة “ترانسماش”، وتضمنت توريد 1300 عربة ركاب سكة حديد جديدة مع الشركة المجرية الروسية TMHH بقيمة 1.016 مليار يورو، بقيمة حوالي 20 مليار جنيه.

بواقع 650 عربة من المجر، و500 عربة من روسيا، و150 عربة يُجرى توريدهم من مصر، تحت إشراف كامل من الشركة، وذلك عن طريق إنشاء مصنع لعربات السكك الحديدية في مصر، وسيكون مختصا أيضا بأعمال الصيانة والعمرات الخاصة بالعربات.

ومن جهتها، أكدت وزارة النقل، أن هذه الصفقة تعد الأضخم في تاريخ السكة الحديد المصرية، وتمثل نقلة نوعية كبيرة في مستوى الخدمة المقدمة لجمهور الركاب.

وتشمل الصفقة ما يلي:

  • 800 عربة مكيفة.
  • 500 درجة ثالثة مكيفة، وهي خدمة جديدة، يُجرى تقديمها للركاب لأول مرة في تاريخ سكك حديد مصر.
  • 180 درجة ثانية مكيفة.
  • 90 عربة درجة أولى مكيفة.
  • 30 عربة بوفيه مكيفة.
  • 500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية.

وفي إطار صفقات السكك الحديدية التي دخلت مرحلة التوريد، صفقة المائة جرار مع شركة جنرال إلكتريك GE الأمريكية، بقيمة إجمالية 314 مليون دولار، ويُجرى حاليا استلام الدفعة الأولى منها، بعدد عشرة جرارات.

الصيانة أولا

وكانت جلسات مجلس النواب قد شهدت مناقشات ساخنة بشأن مشروع القرار الجمهوري، بالموافقة على اتفاق قرض شراء 100 جرار جديد، الذي أقره الرئيس اليوم لمصحلة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بمبلغ 290 مليون يورو.

ورغم موافقة البرلمان على اتفاقية القرض، فإن النواب كان لهم ملاحظات على هذه الاتفاقية.

وقال النائب كمال أحمد: “إن هذه القروض تمثل عبئا على الأجيال المقبلة”، مطالبا مسئولي السكة الحديد بشرح كيفية الاستفادة من القرض على الوجه المطلوب.

وأعلن النائب حسين خاطر تحفظات بهذا الشأن، منها الصيانة، وهل الشركة التي سيُجرى التعاقد معها على شراء الجرارات ستكون ملتزمة بتوريد قطع الغيار التي تعتبر أهم من الصيانة.

وطالب النائب محمد الغول، تمهيد القضبان قبل التعاقد على شراء جرارات جديدة، متمنّيا أن تكون هناك خطة للنهوض بالقضبان أولا.

وعلى الصعيد، انتقد النائب محمد الحسيني إبرام المزيد من صفقات السكك الحديدية من خلال القروض في الوقت الذي تعاني فيه الورش من الإهمال، قائلا: “يا فرحتي أروح أشتري جرارات والورش محتاجة إعادة نظر”.

وتساءلت النائب هالة أبو علي عن كيفية سداد قيمة القرض، مطالبة بضرورة أن يكون هناك إعادة ترتيب أولويات لخطة النهوض بمنظومة السكة الحديد.

خسائر الهيئة

وكشفت الحكومة عن توقعاتها بارتفاع خسائر الهيئة القومية للسكك الحديدية إلى 9.8 مليارات جنيه، في موازنة العام المالي المقبل، مقابل 5.4 مليارات جنيه خسائر متوقعة في العام المالي الجاري، بزيادة نحو 81.5%.

ووفقا للبيان الإحصائي لمشروع موازنات الهيئات الاقتصادية للعام المالي الجديد لوزارة المالية، تعد سكك حديد مصر أكبر الهيئات الاقتصادية الخاسرة خلال العام المالي المقبل، إذ تمثل الخسائر نحو 51.8% من إجمالي خسائر 21 هيئة اقتصادية، متوقع لها تحقيق خسائر، بقيمة إجمالية 18.9 مليار جنيه خلال العام المالي المقبل.

وكان مرفق السكك الحديدية قد حقق خسائر فعلية العام المالي (2017-2018) بنحو 10.4 مليارات جنيه، وفقا للبيانات الرسمية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *