ذكرى 25 يناير.. ثورة أم مؤامرة أم علاج خاطئ؟

ذكرى 25 يناير.. ثورة أم مؤامرة أم علاج خاطئ؟
تصريحات عديدة أطلقها مسؤولون وسياسيون حول ثورة 25 يناير خلال العام الماضي - مصر في يوم

منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق، حسني مبارك، كانت وما زالت ثورة 25 يناير حاضرة في تصريحات أغلب المسئولين ورموز النظام الأسبق والسياسين والإعلاميين التي دائما تثير الجدل.

وبين الذكرى السابعة والثامنة، لم تتوقف تصريحات المسئولين والسياسيين بشأن ثورة 25 يناير، إذ بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنهاها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

تصريحات السيسي

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الثامن للثورة بتصريح أثار جدلا، إذ قال في 31 يناير 2018: “إن ما حدث في مصر منذ سبع أو ثماني سنوات لن يتكرر ثانية”.

وأضاف السيسي، خلال افتتاحه حقل غاز طبيعي: “أنه قد يطلب من المصريين النزول مرة أخرى لإعطائه تفويضا ثانيا، لمواجهة من وصفهم بالأشرار، ومَن يرغبون بالعبث في أمن مصر”.

وفي 17 مايو، أشار السيسي خلال الجلسة الختامية في المؤتمر الخامس للشباب “اسأل الرئيس”: “حين حصلت أحداث 2011 (ثورة يناير) قلت إن سببها عدم إدراك الناس للواقع المصري”.

وفي 11 أكتوبر، تحدث السيسي في الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة عن رؤيته لثورة يناير قائلا: “إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها، يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه.. وياما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا، ودايما أقول إن 2011 علاج خاطئ لتشخيص خاطئ”.

مبارك والثورة

وخلال العام نفسه تحدث الرئيس الأسبق، حسني مبارك، مرتين عن الثورة، الأولى في التسريب الذي نشرته صفحة “أنا آسف ياريس” ونسبته لمبارك، وهو يتحدث عن دور الأمريكان في ثورة يناير.

وجاء في التسجيل -الذي قالت الصفحة “إنه صوت مبارك”-: “الثورة ابتدت والأمريكان كانوا شغالين فيها من 2005، وأنا كنت حاسس، لذلك كنا في اجتماع في سبتمبر 2010”.

وأضاف مبارك: “قلنا يا جماعة الأمريكان حطوا صوابعهم في الشق مني، لا قادر أتنازل لهم على قاعدة، ولا ميناء، ولا اتصالات، ولا حاجة، وعاوزين يزيحوني بأي تمن”.

وفي 26 ديسمبر، أثارت شهادة مبارك في قضية “اقتحام السجون” التي تحدث خلالها عن “اختراق 800 شخص الحدود المصرية إبان الثورة، قادمين من غزة، لينشروا الفوضي بالبلاد”.

وتحدث مبارك أيضا، عن دور إيران في ثورة يناير المصرية، قائلا: “إن مقتحمي الحدود (الشرقية) كان هدفهم اقتحام السجون، وتهريب أشخاص من حزب الله المقرب من طهران”.

رجال مبارك

لم يكن مبارك فقط مَن تحدث عن ثورة 25 يناير، فسبقه آخر وزير للداخلية في عهده، حبيب العادلي، الذي وقف أمام محكمة الجنايات في 11 أكتوبر الماضي، ووصف الثورة بالمؤامرة.

وقال العادلي: “إن هدف المؤامرة هو ضرب جهاز الشرطة، للتمكن من إسقاط النظام”، وأضاف أن “وزارة الداخلية رصدت قبل 25 يناير، لقاءات في بيروت، بين محمد البلتاجي وسعد الكتاتني وحازم فاروق وحركه حماس، كان هدفها إسقاط مصر”.

وفي 21 يونيو، أدلى اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق، بشهادته في قضية اقتحام السجون، وقال: “إن ما حدث في منطقة الشرق الأوسط إبان عام 2011 هي مؤامرة كبرى، شارك فيها دول وجماعات غير شرعية”.

مؤامرة

آراء السياسيين لم تختلف كثيرا عن ما سبق، ففي 15 يناير الجاري، قال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: “إن ثورة 25 يناير كانت ثورة عشوائية، وبلا تنظيم أو رؤية أو قيادة”.

واعتبر عبد الفتاح، في لقاء على فضائية “الحياة اليوم” 30 يونيو “ثورة منظمة وليست مدبرة”، والقوات المسلحة استجابت لمطالب الشعب، وكانت هناك حاجة لمن يتعامل مع مشاعر المواطنين الملتهبة.

ووصف الصحفي والبرلماني مصطفى بكري، أيام الثورة بأنها “كانت الدولة المصرية هدفا توجهت له كثير من سهام الأعداء لتدميرها، واستغلوا غضب الجماهير من بعض الأوضاع لتحقيق أهدافهم”.

لم تكن مؤامرة

في المقابل، لم يعبّر أحد من السياسيين عن دعمه لثورة يناير، سوى عدد قليل، بينهم الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، الذي قال في 7 نوفمبر الماضي: “إنّ ثورة 25 يناير كانت مبادرة جيدة للإصلاح”، مشيرا إلى أن الثورة يقوم بها العظماء، ويخطفها الجبناء.

وأوضح رئيس مكتبة الإسكندرية، أن الإصلاح هو الخيار الوحيد لتجنب الثورة، وأن اللجوء لاستخدام الوسائل الإلكترونية في التعامل المالي يقضي على الفساد.

وفي 29 أغسطس الماضي، قال الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق: “إن ثورة 25 يناير لم تكن مؤامرة، وإنه دخل للوزارة من باب ميدان التحرير”، وأضاف “عبد الخالق”، خلال لقاء تلفزيوني: “أن بعض المواطنين جاءوا من أقصى الصعيد لميدان التحرير للمشاركة في الثورة”.

فيما يرى فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، أن الحياة السياسية المصرية تسير نحو مناخ ينحرف تماما بعيدا عن المشهد الديمقراطي، الذي كان متفقا عليه منذ نجاح ثورة 25 يناير.

وأضاف في حوار صحفي، في يوليو الماضي: “أن الأحزاب ظهرت بسلاسة دون عقبات أمنية أو سلطوية عقب ثورتي يناير و30 يونيو، أعقبت ذلك الاتجاه بخطى حثيثة تجاه تضييق المجال العام، وتواكب مع ذلك انحسار الزخم السياسي مرة واحدة”.

وأشار إلى أن بعضهم يرى أن هذا الزخم ما كان له أن ينتهي، لولا ممارسات النظام والتضييق، ومواجهة التظاهرات بشكل عنيف وقاسٍ.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *