خلال شهر.. وفاة 14 وإصابة 53 بسبب الطقس السيئ

موجة من الطقس السيئ
من المتوقع أن تضرب موجة من الطقس السيئ معظم المحافظات لمدة 72 ساعة، اعتبارا من مساء الغد - أرشيف

مع بداية فصل الشتاء في كل عام، تعلن الحكومة اتخاذها إجراءات وتدابير ورفع حالة الطوارئ على الطرق السريعة إلى أقصى درجة، استعدادا لتقلبات الجو وسقوط الأمطار، ويتسابق المسئولون في الوزارات المختلفة بإصدار التصريحات حول هذا الشأن.

ولا يغيب أعضاء مجلس النواب عن المشهد، فكل منهم يدلي بدلوه، مطالبا الحكومة بضرورة الاستعداد بشكل فعّال للموسم، تجنبا لتكرار مشكلات وكوارث سابقة في المناطق المتوقع هطول السيول والأمطار عليها بغزارة.

ورغم من ذلك، تطالعنا الصحف بأنباء شبه يومية عن وقوع حوادث وكوارث تخلّف ضحايا، بسبب الأمطار والتقلبات الجوية المتوقعة في مثل هذا الوقت من العام، إذ توفّى خلال شهر ديسمبر الجاري نحو 14 شخصا، وأُصيب 53 آخرين، بسبب الطقس السيئ.

انهيار خمسة عقارات

  • ومنيت الإسكندرية، على مدار شهر ديسمبر الجاري، بانهيار خمسة عقارات، وسقوط العديد من الضحايا، كان آخرها اليوم الأحد، إذ لقي شخصان مصرعهما في انهيار عقار رقم 79 بشارع الغزالي بمنطقة اللبان، وسط الإسكندرية.

وتبيّن من المعاينة، أن العقار المنهار قديم، ولم يتحمل سقوط الأمطار، ويتكوّن من طابق أرضي وطابقين علويين، وانهار سقف الطابق الأخير على الطابق الأول.

وبحسب الحي، أن الانهيار كان بفعل تأثير الأمطار التي تشهدها الإسكندرية منذ خمسة أيام تزامنا مع نوّة “عيد الميلاد”.

وأسفر الحادث، عن مصرع مسن 60 عاما، ونجل شقيقه طفل عمره أربع سنوات، وجرى نقل الجثتين لمشرحة كوم الدكة.

  • وفي التاسع عشر من ديسمبر الجاري، احتُجزت ربة منزل ونجلها عدة ساعات قبل أن تمكّن قوات الحماية المدنية من إنقاذهما.

جاء ذلك على إثر انهيار عقار بمنطقة كرموز بفعل أمطار غزيرة، وعواصف رعدية، استمرت لثلاثة أيام متتالية، بسبب نوة “الفيضة الصغرى”.

  • وفي السادس من الشهر الجاري، تسبّبت الأمطار في انهيار عقار قديم بشارع الحسيني مع شارع ابن الخطاب بمنطقة محطة مصر، وسط الإسكندرية، بسبب سوء الأحوال الجوية، وأسفر الانهيار عن إصابة عدد من الأشخاص.
  • وفي الرابع من ديسمبر، انهارت أجزاء من عقار قديم، خالٍ من السكان، بشارع العربي كامل، بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية، بسبب الأمطار وموجة الطقس السيئ.

تسبب انهيار العقار في أضرار لعقارات مجاورة، فيما لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا، إلا أن الأهالي أبدوا تساؤلاتهم عن سبب تقاعس الحي عن إزالة العقار، رغم خلوّه من السكان، وصدور أمر إزالة له منذ فترة.

  • وما زلنا مع الإسكندرية، التي شهدت في الثالث من ديسمبر، انهيار أغلب أجزاء منزل بمنطقة محرم بك، وسط الإسكندرية، بسبب موجة الطقس السيئ التي تتعرض لها البلاد، على خلفية نوة “قاسم” ما أسفر عن إصابة شخصين.

حوادث

ولم تنحصر خطورة الأمطار وتقلبات الطقس في انهيار العقارات، وإنما تتسبّب الطقس السيئ في كثير من حوادث الطرق، أبرزها:

  • حادثة سير في السادس من ديسمبر، بطريق “أسيوط – سوهاج” نتج عنها وفاة ستة مواطنين، وإصابة عشرة آخرين.
  • وشهد الطريق الصحراوي الشرقي ببني سويف، في الثالث من ديسمبر، حادثة تصادم 14 سيارة ملاكي وميكروباص ونقل، قبل نفق أبو صالح اتجاه حلوان، بسبب سوء الأحوال الجوية، أسفر عن وفاة أربعة وإصابة 26.
  • وفي الشرقية، أُصيب خمسة أشخاص في انقلاب سيارة على الطريق الدائري الإقليمي اتجاه بلبيس.

الصعق بالكهرباء

  • كما تسبّبت الأمطار في السادس من الشهر الجاري، في مصرع شابين صعقا بالكهرباء من “عمود إنارة” بالفيوم، وكذلك نفوق ماشية، نتيجة لصعقها بالتيار الكهربائي من “عامود إنارة” أيضا في المحافظة ذاتها.

يأتي هذا إلى جانب غرق بعض شوارع القاهرة، والجيزة، وعدد من المحافظات بمياه الأمطار، وسيول متوسطة ضربت أودية في جنوب سيناء، وإعاقتها لحركة السير في طرق رئيسة.

  • وقبل ثلاثة أيام، تعرضت مدن وقرى محافظة كفر الشيخ، بسبب مياه الأمطار، إلى غرق الشوارع، وانقطاع التيار الكهربائي ببعض المناطق والقرى، لتبيت أكثر من ليلة في ظلام دامس في برد شديد، لعدم القدرة على التعامل السريع مع تقلبات الأحوال الجوية.

أول الضحايا

يُذكر أن أول ضحايا الأمطار لهذا العام كان في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، حيث لقي عامل مصرعه صعقا بالكهرباء، أثناء تخطيه مياه الأمطار بشارع يوسف الحكيم بمنطقة كرموز غربي الإسكندرية، وملامسته أحد الأعمدة الحديدية الحاملة لتندة أحد المحلات، يعلوها كابل كهرباء خاص بإنارة الشارع.

ليكون أول ضحية لموجة الطقس السيئ التي تضرب البلاد، وتحرّر المحضر رقم 4452/2018 إداري قسم شرطة كرموز، وجرى العرض على النيابة العامة التي صرّحت بدفن جثة العامل.

أعلى نسبة حوادث

أظهر آخر تقارير منظمة الصحة العالمية أن مصر ما زالت تتصدّر الترتيب العالمي في حوادث الطرق بأكثر من 25 ألف ضحية سنويّا، بين قتيل ومصاب، إضافة إلى تلف أكثر من 19 ألف سيارة وعربة، إذ يقدّر خبراء قيمة الخسائر بثلاثين مليار جنيه سنويّا.

ووفقا للتقرير جاءت مصر في المركز الأول، بمعدل 25 ألفا و500 قتيل ومصاب، وأكثر من 30 مليار جنيه خسائر سنويا. كما كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع عدد حوادث السيارات إلى 14 ألفا و710 حوادث.

120 نقطة سوداء

وأظهرت دراسات فنية عالمية لهيئة التعاون الدولي اليابانية “جايكا” أن مصر تضم 120 نقطة سوداء لحوادث الطرق على شبكة الطرق السريعة، أبرزها: طريق بني سويف – المنيا، وطريق العباسة – شرقية، والكيلو 52 على طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي، وطريق الإسماعيلية – السويس، والإسماعيلية – بورسعيد، وبني سويف – العياط، ووصلة أبو سلطان.

وبحسب بيانات حديثة لوزارة النقل أن 40% من الكباري والطرق القديمة انتهى عمرها الافتراضي، وباتت تشكّل خطرا على المواطنين، بسبب أنها بلا صيانة.

اقرأ أيضا:

تطوير مثلث ماسبيرو.. هل ينصف المشروع أصحاب المكان؟

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *