فصول متنقلة لحل أزمة التكدس.. هل تنجح التجربة؟

فصول متنقلة
وزير التعليم يعلن عن فصول متنقلة لحل أزمة التكدس - أرشيف

قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم: “إنه سيتم الاتفاق مع الصين من أجل عمل فصول متنقلة لحل أزمة التكدس ومشكلة الكثافات” مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية هي كيفية توصيل الأفكار الصحيحة للمجتمع.

جاء ذلك خلال استعراض وزير التعليم، استعدادات الوزارة لامتحانات نصف العام الدراسي الأول، اليوم الاثنين، في اجتماعه مع المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين على مستوى الجمهورية.

وفكرة الفصول المتنقلة تقوم على أن يكون هناك فصل ثابت لكل معلم يتسلمه في بداية عام دراسي، ليقوم بتهيئته حسب متطلبات طرائق تدريس مادة تخصصه، وتجهيزها بالمواد والوسائل المناسبة المتاحة، والتلميذ هو الذي ينتقل في بداية كل حصة إلى حجرة المعلم، ويغادرها في نهاية زمن الحصة، لينتقل إلى حجرة معلم مادة أخرى، بمعنى: انتقال ملكية الحجرة الدراسية الأدبية من التلاميذ إلى المعلم.

أراضٍ وفلوس

وأعلن شوقي في مؤتمر صحفي، نهاية سبتمبر الماضي، الحاجة إلى 200 ألف فصل، لحل مشكلة الكثافات المرتفعة في الفصول الدراسية، مضيفا: “أن الأمر قد يستغرق عشر سنوات، وأنّ نظام التعليم الجديد لا يشمل حل أزمة التكدس داخل الفصول.

وأضاف شوقي: “أن مشكلة الكثافة والأعداد وُضِعَت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى “أراضي وفلوس” بحسب تعبيره، وأنه جرى بناء 30 ألف فصل، ونحتاج 100 مليار جنيه، للقضاء على الكثافة.

وتساءل شوقي: “مَن الذي يخرج الكاميرا ويصوّر الفصول؟” مشيرا إلى أنّ كل ما صُوِّر من فصول مرتفعة الكثافة ما هو إلا جلد للمصريين.

ليست عائقا

وفي تصريح سابق له، علّق شوقي على شكاوى الأهالي من الكثافة الطلابية بالفصول، قائلا: “إن بناء الفصول تكلفته باهظة، والدول ذات الكثافات العالية، مثل: باكستان، يجلسون الطلبة في الحوش”.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج: “الكثافة ليست العائق الأصلي لو تصميم المنهج مختلف، نظام التعليم الجديد يعمل على العقول، كان من الممكن أن نترك المناهج كما كانت، ونبني فصولا أكثر، لكننا فضّلنا التعامل مع عقل الطفل، الأولاد هيتعلموا حتى لو قعدوا في الحوش”.

واستطرد: “أن رؤيته حول نظام التعليم الجديد تتمثّل في البحث عن حلول غير تقليديّة، فالتعليم لا يحتاج غرفا مغلقة، بل أن يتعلم الطلاب فنون ورياضة، كأنهم ذاهبين إلى نادٍ” مشيرا إلى أن هناك توجّه أن يكون الأولاد في الفناء أكثر من الفصول، ليس بالضرورة الجلوس على مقعد.

140 طالبا بالفصل

مشكلة ارتفاع كثافة الفصول الدراسية ليست بالجديدة، وسبق أن طرحها الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم السابق، في 12 من مارس 2016، وأكّد وقتها أن كثافة الفصول الدراسية تصل في بعض مدارس القاهرة إلى 140 تلميذا.

ولفت الشربيي، في تصريحات صحفية، إلى أن عدد التلاميذ على مستوى مصر 19 مليون ونصف، بينهم عشرة ملايين و500 ألف تلميذ بالمدارس الحكومية فقط، وتسعة آلاف تلميذ لا يجدون أماكن في المدارس الحكومية.

الشربيني أضاف: “أنه عرض المشكلة على مجلس الوزراء، لمضاعفة موازنة بناء المدارس لحل المشكلة، ثم عرض وجهة نظر أخرى لطرح الأراضي التي تمتلكها الوزارة على المستثمرين بنظام حق الانتفاع، على أن تسترد أموالهم بعد مدة التعاقد مضافا إليها 30% كعائد، وتكون الحكومة قد ربحت مدارس، وصيانة، وأجور مدرسين، وإشراف”.

آثار تكدث بالفصول

وقال الدكتور إبراهيم مجدي، أستاذ الطب النفسي: “إن الزحمة وزيادة الأعداد، والحر، وعدم وجود تكييفات في الفصول يؤثر على تركيز الطلاب، كما يتسبب في وجود عنف بين الطلاب ومع المدرس.

وأضاف مجدي، في تصريحات صحفية: “أن عدد الطلاب في الفصول يجب ألا يزيد عن 25 أو 30 تلميذا، لنجاح العملية التعليمية.

أما الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، فأكد أن من أهم أسباب زيادة كثافة الفصول في المدارس الحكومية:

  • نقص الميزانية المخصصة لبناء المدارس.
  • توجيه جزء كبير منها إلى جوانب أقل أهمية من حل هذه المشكلة.

مشيرا إلى أن كثيرا من التلاميذ يضطرون للوقوف طوال اليوم الدراسي أو الجلوس على الأرض.

وأشار حمزة، في تصريحات صحفية، إلى أن مشكلة تكدّس الفصول لم يُجرَ حلها في عهد أي وزير سابق للتربية والتعليم، ولابد لحل المشكلة من توفير ميزانيات لإنشاء العدد الكافي من الفصول الدراسية، وتشغيل المدارس الحكومية ذات الكثافة العالية أكثر من فترة صباحية ومسائية.

وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن العام الماضي عددا من المؤشرات العامة عن التعليم قبل الجامعي، خلال الفترة بين عامي (2015-2016) و(2016-2017) وفقا لأحدث التقارير الصادرة عنه.

وأشار الإحصاء إلى ارتفاع كثافة الفصول في المراحل التعليمية المختلفة قبل الجامعية، إذ كانت أعلى كثافة للفصول من نصيب طلاب المرحلة الابتدائية بـ46.3 في العام (2016-2017) مقابل 45.4 في العام السابق عليه، يليها المرحلة الإعدادية بـ43، ثم التعليم الثانوي الزراعي بـ41.7.

بينما كانت أقل كثافة للفصول من نصيب مدارس التربية الخاصة بـ8.4، يليها التعليم المجتمعي 24.7، والتعليم الثانوي الصناعي 35.1، والتعليم ما قبل الابتدائي بـ35.4.

اقرأ أيضا:

محمد محمود

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *