كسارة الجمجمة أو “skull breaker” لعبة جديدة أو تحدٍّ قاتل انتشر بين الطلاب، خلال الأونة الأخيرة، من خلال التطبيقات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
تسببت اللعبة في أضرار بالغة لكثير من ممارسيها، إذ إن فكرتها تعتمد على إقناع طفلين لثالث بأنهما سيصوران مقطع فيديو أثناء القفر معا متجاورين، ويقفز الطفلان في البداية على يمين ويسار الفتى الأوسط، وما أن يأتي دور الأوسط ليقفز في الهواء يركلان ساقه، فيفقد اتزانه، ويسقط ليرتطم جسمه في الأرض بقوة تجاه الخلف.
لعبة كسارة الجمجمة
ومع اتساع انتشار لعبة كسارة الجمجمة بين الطلاب في مصر، بدأ المتخصصون في البحث في أسباب ظهورها، وتوالت تحذيرات المؤسسات المختلفة من مخاطر ممارستها.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: “إن اللعبة التي تسمى بكسارة الجمجمة، ما هي إلا سلوك عدواني مرفوض ومُحرم”، مطلقا عليها “لعبة الموت”.
وأوضح المركز في بيان له: “أن كسارة الجمجمة لعبة، أو كما تسمى في عالم مواقع التواصل الاجتماعي (تحدٍّي) هدفه نهاية ضاحكة لمقطع فيديو، إلا أن قصة الفتى المصروع المؤلمة لم تنتهِ بعد”.
وتابع البيان: “الحق أن لعبة كهذه ليست من مثيرات الضحك لدى أصحاب الطبائع السوية، ولا دعابة فيها أو تسلية ألبتة، إذ هي لعبة الموت في الحقيقة، وتؤدي إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة”.
وأهاب مركز الأزهر بأولياء الأمور في البُيوت، والمُعلمين في قطاعات التعليم ومراحله أن ينكروا مثل هذه التصرفات غير المسئولة من الأبناء والطلاب، وأن يوجّهوهم لما فيه سلامتهم، وأن يَحُولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم.
مطالب برلمانية
وفي السياق، طالب جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، وزارة التربية والتعليم، باتخاذ إجراءات لحماية طلاب المدارس في مختلف محافظات مصر من خطورة لعبة كسارة الجمجمة التي يلعبها الطلاب، والمنتشرة بشكل إلكتروني، خاصة على تطبيق TikTok.
وناشد النائب المسئولين في الجهات المعنية بمواجهة مثل هذه الألعاب من المنبع وفي البداية، لتجنب انتشارها بشكل أكبر بين الأطفال والطلاب، ومن ثَم ترتّب بسببها العديد من النتائج السلبية عليهم وعلى الأسرة مثلما حدث جراء لعبة الحوت الأزرق التي انتشرت بالطريقة نفسها العام الماضي.
واعتبر طلعت توجيه وزارة التربية والتعليم كتابا دوريا للمديريات أمرا غير كافٍ، مطالبا بمتابعة دقيقة علي أرض الواقع باتخاذ إجراءات أكثر تأثيرا مثل:
- تفعيل التحذيرات من خلال الإذاعة المدرسية والمدرسين بالفصول.
- الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تتلائم مع كل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة.
- التوعية المجتمعية من جانب رواد ومشاهير السوشيال ميديا.
- إيجاد حوار مشترك بين المدرسة وأولياء الأمور والطلاب، ومناقشتهم، ومشاركتهم اهتماماتهم.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت تعليمات رسمية، حذرت خلالها من لعبة كسارة الجمجمة، التي ظهرت بين طلاب المدارس في الآونة الأخيرة.
وذكرت وزارة التربية والتعليم أن لعبة كسارة الجمجمة تسببت في العديد من الإصابات الخطيرة، وحالات شلل، قد تصل إلى الوفاة.
أسباب ومخاطر
وعلى الصعيد، حذّر أطباء العظام واستشاريو الطب النفسي من مخاطر تلك اللعبة، إذ لفت محمد فوزي، أستاذ العظام بجامعة عين شمس، إلى أن تلك اللعبة قد تنتهي بالوفاة.
وحذر أستاذ العظام مما قد تسببه من أضرار بالغة تتمثل في:
- اختلال القُدرات العقلية والإدراكية.
- ارتجاج المخ ونزيفه.
- كسر الجُمجمة.
- كسر العمود الفقريّ.
- إصابة الحبل الشوكي.
- الشلل.
- الموت.
وعن أسباب ظهور مثل تلك الألعاب، قالت بثينة عبد الرءوف، الخبيرة التربوية: “إن لعبة كسارة الجمجمة وغيرها ما هي إلا تطور طبيعي لألعاب الفيديو جيم القتالية”، واصفة الأمر بأنه بات خطيرا بعد تحويل الخيال إلى حقيقة، ونقل الكارتون إلى شيء مجسم في الواقع.
وأوضحت الخبيرة التربوية، في تصريحات صحفية، أن ظهور مثل تلك الألعاب يرجع لأسباب عديدة، منها:
- استغلال مبتكريها حب المغامرة لدى الصغار، بهدف تحقيق الربح المادي فقط، وإن كلف الأمر حياة الآخرين.
- رغبة المراهقين في التميز والظهور اللافت الذي يبهر أقرانهم.
- عدم تحقيق الطفل أو المراهق لذاته على أرض الواقع.
وأرجع جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والخبير التربوي، أسباب وصول تلك الألعاب الخطيرة إلى هذه المرحلة المؤسفة لعوامل تتعلق بالأهل، وأخرى تخص طبيعة المراهق، وثالثة ترتبط بالمؤسسات الثقافية والتعليمية.
وأوجز استشاري الطب النفسي العوامل خلال تصريحات صحفية، وأهمها:
- التقليد الأعمى للقادم من الغرب، دون انتقاء أو تحليل.
- عدم تواصل الأهل مع أبنائهم ومراقبتهم، ومعرفة حدود الألعاب، وما يمكن أن تسببه.
- انجذاب المراهق خلال تلك المرحلة العمرية للشاذ والغريب.
- لجوء المراهقين لممارسة هذه الألعاب هو بمثابة تعويض لافتقادهم اهتمام الأهالي.
- غياب دور المؤسسات في التوعية بخطورة هذه الألعاب.
ظهور اللعبة
وظهرت لعبة كسارة الجمجمة في فنزويلا، وأُطلق عليها اسم “رومبانيوس” باللغة الإسبانية وتعني “skull breaker”، وانتشرت في أوروبا بعد أن صوّر أطفال المدارس بأمريكا الجنوبية أنفسهم أثناء اللعب.
ووصل التحدي إلى أوروبا، وتسبب في مشكلات بين تلاميذ المدارس، وحذرت الشرطة في إسبانيا من خطورتها، وقالت في تغريدة لها: “هذا التحدي ينتشر في بعض المدارس، ونود أن نحذركم من المشاركة فيه، لما يسببه من إصابات خطيرة”.
وتسبب لعبة كسارة الجمجمة في مخاطر عديدة، تصل إلى الوفاة المفاجئة حال السقوط على الرأس، وبحسب صحيفة “الصن” البريطانية أشارت التقارير الأولية إلى تعرض حالات شاركت في التحدي لإصابات في الرأس والرقبة والظهر، بعضها خطيرة، وترقد في العناية المركزة.
أضف تعليق