إقبال بالملايين على “تطبيق تيك توك” في مصر.. ما الأسباب والمخاطر؟

إقبال بالملايين على تحميل "تطبيق تيك توك" في مصر.. ما الأسباب والمخاطر؟
مصر في المرتبة الـ11 من حيث الدول الأعلى تحميلا للتطبيق، بـ2.5 مليون عملية تحميل- مصر في يوم

رغم إطلاق تحذيرات كثيرة، مازال “تطبيق تيك توك” يحقق انتشارا واسعا بين المصريين، إذ تحتل مصر المرتبة الـ11 من حيث الدول الأعلى تحميلا لتطبيق “TikTok” بـ2.5 مليون عملية تحميل، وفقا لما نشره موقع “statista” المتخصص في إحصائيات التطبيقات الإلكترونية.

وتحتل الهند المرتبة الأولى على مستوى العالم، من حيث عدد تنزيل التطبيق على هواتف مواطنيها بـ41.7 مليون تحميل، رغم حظرها للتطبيق، فيما جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بـ16 مليون عملية تحميل، ويليها تركيا بأكثر من 7 ملايين تحميل، وكل من روسيا وباكستان جرى تحميل التطبيق 5.9 ملايين مرة.

تطبيق تيك توك

ويعرف “أليكس زو” الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لـ”تطبيق تيك توك TikTok”، (المعروف سابقًا باسم ميوزيكالي، Musical.ly) التطبيق بأنه منصة اجتماعية تسمح للمستخدمين بمشاركة مقاطع فيديو قصيرة مدمجة بفلاتر وملصقات رقمية، وخلفية موسيقى خاصة تعرف بالموسيقى الرقمية.

ويقول أليكس: إن فكرة التطبيق أتته عندما كان في القطار في ماونتن فيو، ورأى مجموعة من الشباب الصغير، نصفهم كان يستمع إلى الموسيقى والنصف الآخر يلتقط صور السيلفي والفيديوهات ويغطونهم بالملصقات، ثم مشاركة النتيجة مع أصدقائهم، فأتته وقتها فكرة الدمج بين الموسيقى والفيديو والشبكات الاجتماعية في تطبيق واحد.

وفي العام الماضي، 2018، جاء التطبيق في المركز الرابع من التحميل إذ تفوق على كل من إنستجرام وسناب شات، ولديه أكثر من 500 مليون مستخدم نشط شهريا على مستوى العالم.

وتنص شروط وأحكام الشركة الصينية المطورة لتطبيق تيك توك على ضرورة:

  • ألا يقل عمر المستخدمين عن 13 عاما.
  • موافقة أحد الوالدين أو الوصي شرط للسماح لأي شخص يقل عمره عن 18 عاما باستخدام التطبيق.

ويتمتع التطبيق بشعبية كبيرة بين الشباب، فنحو 50% من مستخدمي التطبيق على IOS تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاما، بينما 60% من مستخدميه على أندرويد، إذ يلجأ الشباب لإدخال بيانات غير حقيقية للهروب من الشروط والتمكن من تحميل التطبيق.

أسباب ومخاطر

ومن جهته، قال أستاذ علم النفس، محمد فؤاد: إن انتشار تطبيق تيك توك وغيره من التطبيقات بهذا الشكل الواسع سببه ما  يعانيه الشباب من فراغ ثقافي وتدهور أخلاقي، وأضاف أن غياب الرقابة وتغافل الأهل أهم أسباب ظهور أغلب الفيديوهات بصورة تتنافى مع الأعراف و الأخلاق والأديان.

ويتفق جمال فرويز، أخصائي علم النفس، مع فؤاد، في أن الفراغ وضعف الثقافة الأخلاقية والدينية وبث المشاهد التي لا تتفق مع القيم العربية عبر وسائل الإعلام بشكل “عادي” وغياب الرقابة من أسباب انتشار تطبيق تيك توك تحديدا وما يشبهه من تطبيقات في مصر.

ويضيف إلى ذلك رغبة الشباب الصغير والمراهقين في الهروب من رقابة الأهل بعد أن أصبح تطبيق فيسبوك مكانا لوجود الآباء والأمهات والمعلمين.

ويلفت إلى أن التقليد والانقياد وراء الموضة، والانسياق وراء كل ما هو جديد بدون أي وعي، والسعي نحو تحقيق شهرة سريعة حتى وإن كانت زائفة دون بذل جهد ودون اعتبار للضوابط الأخلاقية من عوامل انتشار التطبيق بين تلك الفئة العمرية.

تطرف وإدمان

ويتطرق فؤاد إلى أن أحد مخاطر استخدام تطبيق تيك توك هو استغلال بعض المغرضين الشباب، للترويج للعنف ونشر أفكار تكفيرية والحض على كراهية الدولة ومعاداتها.

ويضيف، أنه بالرغم من قيام الدولة بالكثير من المشروعات القومية إلا أنها لم ترعَ مشروعا ثقافيا قوميا يواجه ما نتعرض له من حملة نفسية ممنهجة، أصبحت فيها القيم المادية والبحث عن الشهرة والانسياق وراء أي أفكار هو السائد.

ويطالب أخصائي علم النفس، بإطلاق مشروع ثقافى بهدف ترسيخ قيم الدولة وثقافتها وغلق الباب أمام كل من تسول له نفسه اللعب بمقدرات هؤلاء الشباب وعقولهم وعدم جرهم سواء لطريق الانحدار أو الإرهاب.

وفي السياق، يشير فرويز، أخصائي علم النفس، إلى خطورة أخرى تتمثل في بعض أنواع الموسيقى الرقمية التي تصاحب فيديوهات التطبيق، موضحا أنه في بعض الأحيان تكون أعراض اعتيادها مطابقة تماما لأعراض المخدرات، ويتابع أن التوقف عن سماعها قد يصاحبه تعرض الشاب لحدوث تشنجات مستعصية بجانب الآلام المستمرة في الخلايا الجسدية.

ويضيف فرويز، أنه استقبل حالة في عيادته الخاصة، كانت تعاني من التشنجات المستمرة بسبب الابتعاد عن سماع هذه الموسيقى، وجرى متابعتها داخل العيادة لمدة 8 أيام من العلاج بالأدوية العصبية المسكنة لتهدئة الحالة نفسيا، حتى استقرت وأرشدها إلى المكوث في منزلها لكن بشرط المتابعة المستمرة من قبل ذويها، والابتعاد عن أي وسائل إلكترونية خلال فترة التأهيل النفسي.

تحذير الإفتاء

وكان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية،  قد حذر الأسر من خلال تقرير أصدره في أكتوبر الماضي من استخدام أبنائهم تطبيق “تيك توك”، والمعروف أيضا باسم “Douyin”، إذ تنشط عليه حسابات مؤخرا تروج للتنظيمات الإرهابية، وتعرض تسجيلات للعمليات الإرهابية التي تحتوي على مشاهد قتل وجثث.

وأوضح المرصد، في تقريره أن تطبيق الفيديوهات القصيرة، الذي ينشر محتوى ترفيهيا، تنشط مؤخرا عليه بشكل مكثف دعاية للجماعات الإرهابية التي تستفيد من التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في نشر أفكارها وعملياتها الإرهابية.

وقال المرصد: إن الانتشار السريع للتطبيق وعدد ونوعية الأشخاص الذين يتفاعلون عليه، تعد من الفئات المستهدفة للجماعات الإرهابية، فالتطبيق في غضون عام واحد فقط من إطلاقه يحتوي بالفعل على 100 مليون مستخدم و1 مليار مشاهدة فيديو يوميا.

وأردف المرصد أنه بحلول عام 2018، كان لدى تطبيق “تيك توك” بالفعل أكثر من 660 مليون تحميل حول العالم، وفقا لتحليل بيانات “Sensor Tower”، الذي يوفر بيانات حول تطبيقات الهواتف الذكية، كما يحتل التطبيق المرتبة الأولى في متجر التطبيقات من حيث التنزيلات في جميع أنحاء العالم خلال الربع الأخير من عام 2018.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *