ظاهرة تسريب الامتحانات.. لماذا عادت ومتى تنتهي؟

ظاهرة تسريب الامتحانات.. لماذا عادت؟ ومتى تنتهي؟
السماح للطلاب بالدخول بالهواتف المحمولة رغم تشديد وزارة التعليم - مصر في يوم

يبدو أن الجهود المبذولة من القائمين على التعليم لم تكن كافية للقضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات حتى الإلكترونية منها، فبالرغم من إعلان الوزارة نجاحها في تحدي وقوع السيستم في امتحانات الصف الثاني الثانوي التي انطلقت يوم السبت الماضي، إلا أن ظاهرة التسريب عادت بقوة.

وتعرضت وزارة التربية والتعليم لمشكلة تسريب الامتحانات منذ اليوم الأول لانطلاقها، وبعد مرور ساعة من الوقت، وتحديدا في الساعة 10 صباح السبت الماضي، إذ ظهر امتحان اللغة الإنجليزية بشكل متداول على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وكتحدٍّ جديد للوزارة، تداول مجموعة من الطلاب حل أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي، بشكل جماعي، من خلال مجموعات مشتركة على “فيسبوك”، عقب تسريب امتحان اللغة الإنجليزية الإلكتروني.

تسريب الامتحانات

ومن جهته، علق طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، على تسريب الامتحانات بقوله: “الأمر يتعلق بالموروث الثقافي الذي يحتاج للتطوير بالتوازي مع العملية التعليمية”.

وردا على سؤال موجه للوزير من أحد المعلمين على إحدى جروبات “الواتس آب”: “لماذا لم يتوقف تسريب الامتحانات؟”

قال الوزير: “لأن الأخلاقيات والمفاهيم تحتاج تطويرا موازيا”.

واستطرد المعلم: “فين متابعة الإدارات والمديريات؟ لماذا تعطي الفرصة للطلاب والمعلمين لإفساد ما تنوي الوزارة تطويره؟”

ليعلّق وزير التربية والتعليم قائلا: “نبذل قُصارى الجهد، ولكن يظل العنصر البشري تحديا كبيرا للأسف، وهو يتطلب منا جميعا إصلاحه، وليس وزارة التربية والتعليم فقط، هذه آفة مجتمعية ترسخت عبر سنوات”.

إجراءات وأسباب

وعن إجراءات مواجهة تسريب الامتحانات، أوضح شوقي خلال تصريحات صحفية، أن الأمر محدود جدا، ولا يعد ظاهرة، متوعدا بالتحقيق ومعاقبة المتسببين، واعدا بعدم تكرار ذلك.

ولكن يبدو أن تحذيرات الوزير لم تكن رادعة بما يكفي، فقد تكرر الأمر وجرى تسريب صور من امتحان اللغة العربية للصف الثاني الثانوي، كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للامتحان الإلكتروني لمادة الفلسفة، للصف الثاني الثانوي الثلاثاء الماضي.

كما جرى أمس تسريب امتحان الأحياء بعد ساعة من بدء الامتحان، الذي يؤديه الطلاب عبر “التابلت”، وتداولت بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وجروبات “الواتساب”، صورا للامتحان.

كما تداولت صفحات الغش الإلكتروني، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا من امتحان اللغة الأجنبية الثانية بالثانوية، إذ جرى تداول امتحان اللغة الفرنسية، الذي يؤديه طلاب الصف الثاني الثانوي بعد مرور 15 دقيقة من بدء الامتحان.

وتداولت صفحات الغش الإلكتروني صورا لامتحان اللغة الإسبانية، الذي أداه طلاب الصف الثاني الثانوي أمس، بتعليقات “الحل بسرعة”.

وأعرب عدد من أولياء الأمور لطلاب الصف الثاني الثانوي عن غضبهم واستيائهم من تقاعس مشرفي اللجان والمراقبين في امتحان اللغة الأجنبية الثانية، عن أداء عملهم، والسماح للطلاب بالدخول بالهواتف المحمولة، رغم تشديد وزارة التعليم على عدم اصطحاب التليفونات داخل اللجان.

وقالت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني: “إن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تتأكد من صحة الامتحان المتداول، ومطابقته للامتحان الحقيقي للطلاب”.

إهمال وتقاعس

وعن أسباب تسريب الامتحانات، يقول كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية: إن ضعف الوازع الأخلاقي والإهمال والتقاعس وعدم الالتزام أهم أسباب استمرار تسريب الامتحانات رغم الانتقال لنظام التابلت.

وأوضح مغيث في تصريحات صحفية، أن جميع عناصر منظومة التعليم مسئولون، بدءا من الطلاب الذين لا يلتزم أغلبهم بقاعدة عدم اصطحاب الهواتف المحمولة.

ويضيف الخبير التربوي، أن هناك مشرفين ومراقبين مقصرين في أداء الدور المطلوب منهم، مؤكدا أنه لا يمكن إعفاء واضعي نظام الامتحانات من المسئولية، إذ ربما كان الأمر يحتاج لمزيد من التأمين، وفقا له.

طلب إحاطة

وبدوره، قدم النائب محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، طلب إحاطة لعلي عبد العال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن عودة تسريب الامتحانات الخاصة بطلاب الصف الثاني الثانوي.

ووصف النائب تسريب الامتحانات بالكارثة، خاصة أن نظام الامتحانات أصبح بالكتاب المفتوح، متسائلا في طلب الإحاطة عن صحة التسريبات وأسبابها.

وأوضح النائب أن هذا الأمر تسبب في ارتباك كبير لدى الطلاب وأولياء أمورهم، مطالبا باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير التي تكفل منع تكرار مثل هذه الوقائع الخطيرة، التي تهدر مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

ورغم طلب الإحاطة والتحركات الرسمية، وتأكيد الطلاب وأولياء الأمور، وتداول الأخبار عبر وسائل الإعلام الرسمية، وتعليق الوزير، إلا أن وزارة التعليم علقت على وقائع الغش وتسريب الامتحانات، قائلة: “إنها لم تتلقَّ أي شكاوى تؤثر على سير العملية الامتحانية”.

وقالت وزارة التعليم في بيانات رسمية: إن جميع طلاب الصف الثاني الثانوي يؤدون الامتحانات دون أي مشكلات، سواء بطريقة إلكترونية أو بطريقة ورقية، في المدارس غير المجهزة تكنولوجيا، عدا بعض حالات الغش الفردية، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، وإحالتها إلى الشئون القانونية بديوان عام الوزارة.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *