لماذا تتزايد شكاوى المستخدمين من شركات المحمول في مصر؟

لماذا تتزايد شكاوى المستخدمين من شركات المحمول في مصر؟
شكاوى عديدة متكررة بسبب ضعف الشبكات وعدم وجود أبراج تقوية كافية وسرقة الرصيد وبطء الإنترنت- مصر في يوم

انتشرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدد كبير من الشكاوى والغضب الكبير للعملاء من شركات المحمول المختلفة في مصر، وتنوعت الأسباب التي ذكرها المستخدمون، بين ما وصفوه بسرقة الرصيد، وانقطاع الإنترنت، وضعف الشبكات، الأمر الذي دعا الكثير من المواطنين للتهديد بكسر الخط الذي يستعملونه واللجوء إلى شبكة أخرى، بالإضافة لحملات المقاطعة.

ووسط غضب وسخرية من ناشطين لقي هاشتاج “#فودافون_بتسرقنا” الذي تصدر قائمة تويتر في مصر تفاعلا كبيرا، ووفقا لمراقبين تكمن أسباب مشكلات شركات المحمول والاتصالات في ضعف البنية التحتية، وتضاعف أعداد المستخدمين للإنترنت نتيجة زيادة الوعي التكنولوجي لدى المواطنين.

شركات المحمول

وعبر هاشتاجات تويتر المتنوعة بين الحين والآخر، يتداول ناشطون حالات سرقات شركات المحمول لعملائها في مصر، وكتب أحمد: “حضرتك شحنت ب 35 جنيه وماكنتش سالف ولا جنيه، عملت 3 مكالمات، 3 مكالمات ميتعادوش ال 10 دقايق، لقيتهم بيقولولى رصيدك خلص بس الكلام لسه مخلصش”.

وقالت أنغام: “الهاش ده في وقته انا مديونه ليهم بـ86 جنيه ليه معرفش، كان عندي فلكسات نت مستخدمتهمش قولت أحولهم للشهر الجاي وأنا بحولهم قالولي تم تجديد الباقه عحساب الشركه ولازم تدفع 86 جنيه، واناوحده بتعمل باقه ب17 جنيه كلمتهم قالولي لازم تدفعي والخط هيتوقف طب ده كلام”.

وعلق أحمد يحيى ساخرا: “ماشي يا اورنج ونعمه يا اشتري فودافون، أي دا فودافون كمان بتسرق”.

وغرد سيد قائلا: “اه ماهى لما تعمل اعلان جايبة فيه صلاح وعمرو دياب يبا اكيد بتسرقنا”.

حملات مقاطعة

ولم تكن حملة مقاطعة فوادفون لسرقة الرصيد هي الأولى من نوعها، ففي سبتمبر الماضي شن عدد كبير من عملاء شبكة “we” لخدمات المحمول، التابعة للشركة المصرية للاتصالات، هجوما عنيفا على الشركة، بسبب شكاوى متكررة من سوء خدمة الإنترنت ونفاد الباقات، وطالبوا بمقاطعتها عبر هاشتاج #مقاطعة_we الذي شهد مشاركة واسعة.

وجاءت حملة المقاطعة بعد أيام من إعلان المركز القومي لمراقبة جودة خدمات الاتصالات التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، تقريره في الأول من سبتمبر الماضي، حول جودة خدمات الصوت والإنترنت، المقدمة من شركات الاتصالات العاملة في مصر.

وأظهر التقرير أن شركة “we” هي أكثر الشبكات التي يوجد بها مناطق متأثرة بمشاكل جودة الخدمات الصوتية، وبلغ العدد 80 منطقة.

شكاوى لا تنتهي

وبخلاف شكاوى المواطنين من سرقة الرصيد، تظهر الشكاوى من مشاكل جودة الصوت منذ أكتوبر 2018، حتى بسبب عملية إعادة توزيع الترددات بين الشبكات، كما يشتكون بشكل مستمر من عدم تحسن تغطية شبكات المحمول.

وتكثر شكاوى المواطنين في محافظات مصر المختلفة من بطء الإنترنت، ولا يختلف الحال كثيرا مع تغيير الشركات التي تقدم الخدمة، وأهمها:

  • الشركة المصرية لنقل البيانات (تي.إي داتا) التابعة للمصرية للاتصالات.
  • لينك دوت نت التابعة لأورنج الفرنسية.
  • فودافون داتا التابعة لفودافون وشركة أخرى تابعة لاتصالات مصر.

وتتعدى الإشكاليات في الإنترنت المنزلي إلى المشكلات التي تواجه المواطنين من سوء حالة السيرفرات بمكاتب التموين أثناء توجههم إليها لتسجيل بياناتهم أو تحديثها، ما يؤدي إلي الازدحام الشديد.

ضعف البنية التحتية

وفي يونيو الماضي، ناقشت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، طلبَي الإحاطة المقدمَيْن من النائب سعيد حساسين، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي، بشأن الانقطاع المتكرر وسوء خدمة الإنترنت، وسوء خدمة شركات المحمول، وذلك بحضور ممثلي الجهاز القومي للاتصالات.

وأرجع ممثلو الجهاز القومي للاتصالات في الاجتماع، سبب سرعة الإنترنت البطيئة في مصر إلى سوء تخطيط المدن من البداية، وانتشار العشوائيات، وعدم وجود بنية أساسية تكنولوجية.

وأوضحوا أن قوة وسرعة الإنترنت ستظهر في العاصمة الإدارية الجديدة والمناطق والمدن المخططة ببنية تكنولوجية جيدة.

فيما عزت شركات المحمول أسباب ضعف الشبكات وعدم وجود أبراج تقوية كافية إلى أن الشركات تقوم بإنشاء أبراج تغطية جديدة وذلك وفقا لأساسين:

  • عدد مشتركيها بمحيط المنطقة الجغرافية التي ستنشئ بها البرج.
  • معدل استهلاك المشتركين بالشبكة وتكون الأولوية للمشتركين ذوي العائد الأعلي.

ولكن في حالة عدم تحقيق هذه الأبراج عائدا مناسبا لشركة المحمول يجرى الاستغناء عن إنشاء الأبراج في هذه المنطقة وذلك لأن تكلفة إنشاء برج التغطية لا تقل عن مليون دولار.

كما أن بعض المناطق الأخرى تشتكي أيضا من تغير جودة خدمة شبكة المحمول وذلك بسبب أبراج سكنية عملاقة أمام برج التغطية فتؤثر علي التغطية.

مراقبة وغرامات

وتراقب الدولة أداء شركات المحمول من خلال جهاز تنظيم الاتصالات، ويضع لائحة جزاءات تتضمن كل مخالفة باللائحة لها عقوبة، وتختلف القيمة بين أول مرة تتم فيها المخالفة وبين تكرارها خلال مدة زمنية محددة، إذ تتضاعف حال تكرار المخالفة.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، قرر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، توقيع عقوبة مالية على شركة “we” لخدمات المحمول، قدرها 12 مليون جنيه نتيجة حدوث أعطال جسيمة يوم 30 أكتوبر الماضي، أثرت على خدمات الاتصالات لعدة ساعات عن قطاع كبير من عملاء الشركة في عدد من المناطق.

وفي يوليو الماضي، قال مسئول رفيع بشركة فودافون: إن الشركة سددت نحو 10 ملايين جنيه لجهاز تنظيم الاتصالات لانقطاع الخدمة في بعض المناطق قبل عيد الفطر المبارك، وذلك بعد دراسة قانونية الغرامة المفروضة من الجهاز.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *