فتح باب عودة العلاقات الودية وروح المصالحة التي تحرك بها تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودي، على مدار الأسابيع الماضية، آفاقا متجددة للمطالبة بتدخله في إنهاء أزمة محمد أبو تريكة لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق، من أجل عودته إلى بلاده بعد سنوات من الإبعاد عن وطنه.
وكان عدد من جماهير الأهلي المتأثرين بصور تركي آل شيخ الحميمية مع محمود الخطيب، وكلماته بأنه لن يعتذر لهم لأنه واحد منهم، قد طالبوه بالتدخل من أجل إنهاء أزمة أبو تريكة لعودته مجددا لمصر، إذ يمكث في قطر ويعمل محللا لقناة بي إن سبورت.
ولا يستطيع النجم المصري حاليا العودة إلى مصر بسبب ملاحقات قضائية خلال السنوات القليلة الماضية، على خلفية بعض المواقف السياسية.
مصالحة تركي آل الشيخ
بعد أشهر طويلة من الخصام والمناكفة بين تركي آل الشيخ ومحمود الخطيب من جهة، وتركي آل الشيخ وجماهير الأهلي من جهة أخرى، بدأ الحديث فجأة عن المصالحة.
وفي هذا الإطار بدأ تركي خطوات متسارعة، بدأها بالمواقف التالية:
- رفض السباب والشتائم التي يكيلها مرتضى منصور للخطيب بين الحين والآخر.
- قرر التنازل عن كل القضايا التي رفعها ضد من تعرضوا له بالسب والقذف من جماهير الأهلي.
- الحديث عن وقف دعمه لمرتضى منصور والزمالك.
- إبداء رغبته في المصالحة مع الخطيب والأهلي وجماهيره، والذي بدأ بإكليل من الورود مع مندوبيه، وانتهى بالزيارة المنتظرة إلى منزل الخطيب والقبلات المتكررة.
- الإعلان عن عدم وجود متهمين من جماهير الأهلي في قضية الإساءة له وأنه مسامح.
- دغدغة مشاعر جماهير الاهلي العريضة بأنه واحد منهم، وأنه مستعد للتنسيق مع الخطيب لإنهاء أزمة أبو تريكة وعودته.
حينها طالبه عدد من جماهير الأهلي بالتدخل لعودة أبو تريكة مجددا لمصر، فرد آل الشيخ عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على “فيسبوك” :”أبو تريكة عمل فيّا فصل في السابق لكن الله يسامحه، أنا أحبه كلاعب”.
ثم أضاف :”أتمنى إنهاء أزمته، لكن لابد من احترام القضاء المصري”.
أزمة أبو تريكة
كانت محكمة جنح الشئون المالية والتجارية، قد أصدرت قرارا فى نوفمبر الماضي ضد محمد أبو تريكة في القضية رقم 141 لسنة 2018، على خلفية اتهامه بالتهرب الضريبي بالحبس سنة، وكفالة 20 ألف جنيه.
واعتبر محامي أبو تريكة في تصريحات صحفية، أن الحكم الصادر بحبس موكله شابه إخلال بحق الدفاع في أثناء نظر القضية، لأن المحكمة رفضت طلبه بإحالة أوراق الدعوى للخبراء، كما هو متبع في مثل هذا النوع من القضايا.
كما تعرض أبو تريكة لعدد من الأزمات أمام المحاكم والجهات الأمنية، على خلفية مواقف سياسية، ففي 14 يناير 2017، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار خليل عمر، إدراج اسمه وعدد من السياسيين على قوائم الإرهاب، والتي سبقها الحكم بالحجز على أمواله.
ورغم تقديمه طعنا على الحكم، صدر قرار بإعادة إدراجه على قوائم الإرهاب، ثم قبلت محكمة النقض طعنه على الحكم.
أمير القلوب
في المقابل لا يترك النجم أبو تريكة مناسبة إلا وأشاد فيها بمصر، وأعرب عن استعداده للعمل والتضحية من أجلها، إذ أشاد بالمصريين وبدعم الجماهير المصرية للمنتخب الجزائري، ووصف القاهرة بأنها عاصمة الجزائر.
وذلك على إثر فوز منتخب الجزائر ببطولة أمم إفريقيا، التي استضافتها مصر، في الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو الماضيين، بعد ما تفوّق على نظيره السنغالي بنتيجة 1 / صفر، بهدف سجله نجمه بغداد بونجاح.
وقبلها أشاد بالنجم محمد صلاح وطالبه بأن يحقق اللقب القاري مع مصر.
الف مبروك يا نجم النجوم اللقب الأوربي ننتظر اللقب القاري مع منتخب مصر ومبروك عليك الكرة الذهبية 🇪🇬🇪🇬 pic.twitter.com/ieE05MC1AI
— محمد أبوتريكة (@trikaofficial) June 1, 2019
كما أشاد أبو تريكة بتنظيم مصر للبطولة الإفريقية، وأشاد بحفل الافتتاح في إستاد القاهرة، وقال أبو تريكة: “إن مصر أبهرت العالم بحفل أسطوري وتنظيم غير مسبوق”.
وأضاف أبو تريكة خلال الاستوديو التحليلي للمباراة الافتتاحية وقتها: أن الحفل خرج بصورة مبهرة، تعبّر عن حضارة مصر وأصالتها، كما أن أغنية “متجمعين” تعبر بصدق عن أن كرة القدم توحد الشعوب.
وطالب بتقديم الدعم والتشجيع لمنتخب مصر لكى يحرز اللقب الثامن الغالي “على أرضنا الحبيبة مصر”.
اليوم يبدأ منتخبنا الوطني مشوار اللقب الثامن الأفريقي إن شاء الله كل التوفيق والدعم والتشجيع لكى يحرز أبطالنا هذا اللقب الغالي على أرضنا الحبيبة مصر ….الثامنة يا أبطال 🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬🇪🇬
— محمد أبوتريكة (@trikaofficial) June 20, 2019
حب الجماهير
أبو تريكة الموصوف بأمير القلوب، بادلته الجماهير الحب، إذ هتفت الجماهير المصرية والعربية طوال أيام البطولة باسمه بشكل جماعي في الدقيقه 22 من أحداث كل مباراة، في إشارة إلى رقم القميص الذي كان يرتديه، في سابقة هي الأولى في الملاعب العربية والعالمية.
وأبدى محمد أبو تريكة، تأثّره بعد هتاف الجمهور باسمه، وقال في رد باكي: “الذي يخرج من القلب يصل للقلب، لو بلدي فين لا بد أن أخدمها”، مضيفا: “ليس هناك من يقول لي كيف أحب بلدي، أنا أحب الشعب المصري، أحب بلدي بعيني وبقلبي، لا أحد يستطيع أن يوجهني”.
وأضاف: “الشعب المصري هو من صنع اسم أبو تريكة، وأنا لا احتاج هتافات، وإن كنت أشكرهم عليها”، متابعا: “مصر لو طلبت مني عيني وقلبي أنا تحت أمرها”.
وهكذا لا تترك جماهير الأهلي بشكل خاص، وجماهير الكرة في مصر والعالم العربي بشكل عام، فرصة إلا عبرت عن حبها لأمير القلوب، فهو الذي تميز أثناء لعبه بالمهارات العالية والأهداف المؤثرة، والبطولات الوافرة، ويبقى حلم عودته لبلده أملا يراود الجماهير.
أضف تعليق