احتفالية برعاية السيسي.. هل تستحق الحكومة جوائز التميز؟

جوائز التميز الحكومي
إعلان وزارة التخطيط اليوم عن جوائز التميز الحكومي - مصر في يوم

يأتي إعلان وزارة التخطيط اليوم عن جوائز التميز الحكومي، بعد أيام قليلة من توجيه العديد من النواب سيلا من الانتقادات المتتالية لأداء الحكومة، خصوصا وزرات المجموعة الخدمية والاقتصادية، بسبب ما أسموه بفشل هؤلاء الوزراء في ملفاتهم المهمة التي كانوا يديرونها.

انتقادات النواب لأداء الوزراء جاءت أعقاب بيان الحكومة، الذي ألقاه مصطفى مدبولي، في 8 أكتوبر الجاري، أمام أعضاء البرلمان، في الجلسة العامة له، إذ تحدث عن برنامج الإصلاح الاقتصادي، وما حققته الحكومة من إنجازات لتحسين وضع الاقتصاد منذ 2014 وحتى نهاية 2018.

ويسلم مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اليوم الخميس، جوائز التميز الحكومي عن المسابقة التي أطلقتها وزارة التخطيط في ضوء خطة التنمية المستدامة “رؤية مصر 2030” للارتقاء بأداء الحكومة بدعم وشراكة إماراتية في يوليو 2018.

الأمر الذي رد عليه العديد من النواب بأنها إنجازات لم تنعكس على المواطن، ولم تصبّ في مصلحة تحسين معيشته، وتوفير حياة كريمة له، رغم أن ذلك من المفترض أن يأتي على رأس أولويات الحكومة.

جوائز التميز الحكومي

وقال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب: “كل التحية للشعب الذي تحمّل الكثير في مواجهة الإصلاحات الاقتصادية، التي لم يشعر بها، ولم تكن لها أي مردود”.

وفي سياق انتقادات أداء الحكومة، قال عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن: “بيان الحكومة يشعرنا أن الشعب يعيش في رخاء ورغد، وهذا غير صحيح، فالمواطن تحمّل أكثر من قدرته، ولم يشعر بأي مردود من الإصلاحات الاقتصادية التي تتحدث عنها الحكومة”.

وتساءل: “كيف يعيش المواطن البسيط وفاتورة الكهرباء تصل إلى 500 جنيه، ومثيلتها فاتورة المياه؟”.

وانضم النائب أحمد يوسف إدريس، عضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر لسابقيه، منتقدا ما أسماه فشل حكومة مدبولي، في تنفيذ تكليفات وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وتحسين ظروفهم.

وعلى صعيد معاكس للاتجاه بمنحها جوائز التميز الحكومي، قال النائب، في بيان رسمي: “إن الحكومة تراخت في تحقيق ما يتطلّع إليه المواطن، ولم تنحز له”.

وأضاف إدريس: “الحكومة فشلت في توفير حياة كريمة للمواطنين، وتماطل في رفع المعاشات، كما أن وعودها وتصريحاتها للاستهلاك الإعلامي فقط، أما على أرض الواقع، فلا هناك رؤية ولا خطة واضحة”.

ووصف النائب حال المواطن المصري بـ”أنه يئن ويصرخ، إذ لم يلمس أي تحسن أو مؤشر على انتهاء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، بدءا من غلاء الأسعار، وارتفاع فواتير استهلاك الكهرباء والمياه”.

ولفت إلى تقرير الجهاز المركزي للإحصاء، الذي أكد ارتفاع نسبة الفقر بمصر في 2018، لتصل إلى 32.5%، مقابل 27.8% في البحث السابق للإحصاء عام 2015، بزيادة 4.7%.

واختتم بيانه بقوله: “إن الأمر يتطلّب ألا يقف النواب مكتوفي الأيدي أمام الفشل الذي حققته الحكومة في الملفات الخدمية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، وأن يكون هناك وقفة حازمة ومحاسبة للوزراء المقصرين”.

وعلى الصعيد، لفت النائب سامر التلاوي إلى شكاوى آلاف المواطنين من الاستبعاد من الدعم النقدي، بقوله: “إننا كنواب لا نجد أي ردود من الحكومة، خاصة في موضوع تكافل وكرامة”،  متابعا: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

أزمة الأمطار

وأعقاب موجة السيول التي شهدتها مصر الأسبوع الماضي، اتخذت الانتقادات تطورا يعد الأول من نوعه، إذ أعلن النائب عماد سعد حمودة، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، تشكيل لجنة مشتركة من لجنتي الإسكان والمرافق والتنمية المحلية بالبرلمان، لاستدعاء الوزارات المعنية بشأن ما شهدته البلاد مؤخرا من أضرار بسبب أزمة الأمطار والسيول.

وهددت النائب أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، بتقديم استجواب، تمهيدا لسحب الثقة من الحكومة، متسائلة: “إلى متى سيظل المواطن يعاني من الفشل الحكومي، ويدفع ثمن القرارات الخاطئة والفساد الإداري والمالي؟”.

فيما جاء رد مجلس الوزراء على انتقادات النواب بشأن فشل الحكومة في التعامل مع موجة أمطار، بأنه لا يوجد في القاهرة شبكات صرف منفصلة لمياه الأمطار، ولا في أي من المحافظات والمدن الأخرى، إذ جرى تخطيطها دون هذه الشبكة.

وقال “الوزراء”: “إن إنشاء شبكة لتصريف الأمطار يتطلب مليارات الجنيهات، وإمكانات الدولة المالية لم تكن تسمح بذلك، ومعظم الدول لا تنفذ هذه الشبكات باهظة التكاليف، وخاصة عندما لا تتعرض لمثل هذه الظروف كل عام أو اثنين، ويُجرى التعامل الفوري معها، وهو ما حدث بالفعل من الأجهزة المحلية”.

تسليم جوائز التميز

ويُجرى تسليم الجوائز في احتفالية تقيمها وزارة التخطيط، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وفد وزاري إماراتي، برئاسة محمد عبد الله القرقاوي، وزير شئون مجلس الوزراء والمستقبل بالإمارات.

وجرى اختيار المقيمين وفقا لمعايير محددة، تتضمن ضرورة امتلاكهم المؤهلات الأكاديمية والشهادات المهنية والخبرات العملية في مجالات التميز الحكومي وعمل الجهات، بما يمكّنهم من تقييم الجهات الحكومية والقيادات المرشَّحة للجائزة.

وتلقت إدارة الجائزة في دورتها الأولى نحو 2000 طلب ترشح لنيل جوائز التميز الحكومي، البالغ عددها 15 جائزة، تُوجه إلى خمس فئات رئيسية على النحو التالي:

  • جائزة المؤسسة الحكومية المتميزة.
  • جائزة الوحدة المتميزة في تقديم الخدمات الحكومية.
  • جائزة المؤسسة المتميزة في تقديم الخدمات الحكومية.
  • جائزة القيادات المتميزة.
  • جائزة الابتكار والإبداع.

وفي السياق، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي نواب الشعب للقيام بدورهم، وتحمل المسئولية كاملة في كل الأمور التي تهم الشعب، والقيام بممارسة دورهم الرقابي، والتحقق فيما يُنشر من قضايا جماهيرية، تستوجب الرقابة والمسائلة.

جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس للمصنعيْن التابعين لشركة النصر للصناعات الوسيطة، اليوم الخميس، لإنتاج الغازات الطبية والصناعية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *