تكرّرت وقائع إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات مؤخرا في أكثر من لعبة خلال الآونة الأخيرة، حتى باتت أحد أبرز المخاطر التي تهدد الرياضة المصرية، إذ طالت اللعبات الفردية والجماعية على حد سواء.
فمرة يثبت وجود المنشطات في اتحاد المصارعة، وأخرى في اتحاد الجودو، ثم اتحاد رفع الأثقال، ما يطرح أسئلة بشأن طبيعة تلك المنشطات التي تظهر بالعينات، وما إذا كان اللاعبون يعلمون بتبعاتها ومع ذلك يلجئون إليها عن عمد أم أن هناك خطأ ما.
ولعل قرار الاتحاد الدولي لرفع الأثقال -استبعاد مصر من بطولة العالم لرفع الأثقال، وحرمان لاعبيها من المشاركة في البطولة المقررة بتايلاند، بسبب ظهور عينات إيجابية لبعض اللاعبين- يأتي كناقوس خطر، يحذر القائمين على الرياضة، ويوجه بضرورة الاهتمام بالأمر بدرجة كافية.
إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات
الأمر لم يقتصر على قرار الاستبعاد من بطولة تايلاند، إذ أعلن علي مرزوق، الحَكم الدولي لرفع الأثقال، عن وجود خمس عينات إيجابية لعدد من اللاعبين، الذين شاركوا في دورة الألعاب الإفريقية التي أُقيمت في المغرب مؤخرا، وهو ما قد يؤدي لحرمان مصر من المشاركة بأوليمبياد طوكيو 2020.
احتمال حرمان مصر من المشاركة بأوليمبياد طوكيو 2020 دفع الرباع المصري العالمي محمد إيهاب، بطل أولمبياد ريو دي جانيرو إلى إعلان اعتزاله لعبة رقع الأثقال، مؤكدا أن عودته مرهونة بالمشاركة في الأولمبياد، وهو الأمر الذي بات غاية في الصعوبة، بعد ظهور حالات جديدة، وفقا لقوله.
ويشير الأطباء إلى أن هناك أسبابا كثيرة تُعد بمثابة “فخ”، إذ إنها تُخفى على الكثيرين، ومن الممكن أن تؤدي إلى وقائع إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات.
فمن جهته، قال أسامة غنيم، مدير الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات: “إن 66% من المكملات الغذائية للاعبين تحتوي على مادة التستوستيرون، المسئولة عن الهرمون الذكري، التي تظهر العينة إيجابية لتعاطي المنشطات”.
ويعد تناول مادة التستوستيرون، الهرمون الذكري، عن طريق أحد المكملات الغذائية، السبب الرئيسي في إيقاف إسلام الشهابي، لاعب منتخب الجودو، إذ جرى إيقاف اللاعب ثماني سنوات، وغرامة مالية 10 آلاف جنيه على اللاعب، و30 ألفا على الاتحاد.
وأبرز المحترفين الذين وقعوا في فخ هذه المادة أيضا، إيهاب عبد الرحمن، لاعب منتخب ألعاب القوى، الذي جرى إيقافه بسبب هذه المادة، وتقدّم بتظلّم للمشاركة في أولمبياد 2016، إلا أن التظلّم قد جرى رفضه، وحُرِم من المشاركة في المنافسات، رغم أنه كان من أبرز المرشحين للحصول على ميدالية أولمبية.
المكملات الغذائية
وأكد مدير الوكالة المصرية أنه سبق أن حذّر الاتحادات الرياضية من تناول اللاعبين لتلك المكملات الغذائية، عبر إرسال خطابات رسمية للاتحادات، لإخطارها بذلك، وتحذيرها من إيقاف اللاعبين، بسبب المنشطات.
وقال غنيم، في تصريحات صحفية: “إن جهل بعض اللاعبين وتعاطيهم أدوية، مثل: أدوية البرد، يجعل عيناتهم تظهر إيجابية، فضلا عن أن بعض اللاعبين يعانون أمراضا، ويحصلون على أدوية بها مادة منشطة، وأنه يستلزم حصولهم على شهادات مرضية من وكالة المنشطات، لتقديمها إلى الوكالة الدولية للمنشطات، حال ظهور حالات إيجابية بينهم”.
وتُعد المكملات الغذائية التي تحتوي على مادة “الكيراتين” أيضا أحد عوامل ظهور العينات إيجابية، وتتسبب في إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات، وهو ما جعل كل الدول تُحذّر الرياضيين من المكملات الغذائية، التي إلى جانب اعتبارها مادة منشطة -وفقا لما أعلنته وكالة مكافحة المنشطات الدولية “wada”- فإنها تتسبّب في الإصابة بالعجز الجنسي، والعقم، وسرطانات الكبد.
وأوصت الوكالة بالاعتماد على البديل الآمن كعسل النحل، وغذاء ملكات النحل، وحبة البركة، وجنين القمح، التي يكون لها تأثير إيجابي دون الإضرار بالصحة العامة.
ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات، مادة الركتوبمين، التي توجد ضمن أعلاف الحيوانات في الدول الأخرى، ونظرا لتناول اللاعبين للوجبات السريعة،” التيك واي” واللحوم المصنعة، تكون المادة قد دخلت أجسامهم، وتظهر في العينات.
ويأتي الكورتيزون ضمن المواد التي قد تؤدي إلى إيقاف اللاعبين أيضا، وهي أحد مكونات أدوية كثيرة، وقد ظهرت حالة إيجابية في الدوري المصري، للاعب محمد دبش، ولكن خرج اللاعب ليكشف ويؤكد أنه يتناول “نقط للأُذن” تحتوي على مادة الكورتيزون، وهي السبب في إيجابية العينة، وجرى رفع الإيقاف عنه.
أما اللاعبة هالة إمبابي، لاعبة منتخب المصارعة، فقد تعرضت لظهور عينة إيجابية، بعد تناولها أحد أنواع العصائر، التي أعطاها إياها مدربها، وفقا لتصريحاتها، إلا أن المدرب قال: “إنه لم يعطها شيئا، بل أن المادة كانت عبارة عن مدرّ بول”.
وفي هذا السياق، يؤكد مدير الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات، أن كارثة إيقاف اللاعبين بسبب المنشطات تكمن في أن المدربين رغم الدورات التثقيفيّة والتوْعويّة، إلا أنهم يضربون بها عرض الحائط، ويشجعون اللاعبين على تناول المكملات الغذائية، بحجة أنها تساعد في بناء العضلات.
أضف تعليق