أرض مطار إمبابة.. هل يجرى تعويض المتضررين من المشاريع؟

أرض مطار إمبابة.. هل يجرى تعويض المتضررين من المشاريع؟
نزع ملكيات لبعض الأراضي والعقارات الواقعة بنطاق المشروع، وكذلك باكيات محال تجارية- مصر في يوم

كثر الحديث مؤخرا عن أرض مطار إمبابة، وهي أرض تتخطى مساحتها 220 فدانا، وظلت موقوفة طوال ثمانية عشر عاما بعد نقل المطار منها، وسط وعود بالتطوير من حكومات متعاقبة دون الدخول في حيز التنفيذ.

ظلت أرض مطار إمبابة التي تحوَلت إلى ما يشبه مقلب القمامة، محط أنظار الأهالي والمستثمرين، إلى أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا، في يوليو 2017 بإعادة تخصيص أرض مطار إمبابة لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

وتضمن قرار الرئيس الذي نُشر في الجريدة الرسمية في حينه، استخدامها في أغراض التنمية العمرانية الشاملة، وتوجيه العائد الاستثماري منها لتمويل استكمال تطوير منطقة شمال الجيزة.

وبدورها أعلنت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنها أعدت مخططا تفصيليا لأعمال تطوير أرض مطار إمبابة وبدأت بالفعل في تنفيذ مخطط إعادة استغلال الأرض.

حديقة وكباري

ومؤخرا أعلن اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، أنه جارٍ الانتهاء من تشطيب 159 عمارة شاملة المرافق، بها 3118 وحدة سكنية بمساحات تتراوح بين 70 و105 متر، و231 محلا تجاريا، بمساحات تتراوح بين 10 و30 مترا.

ولفت إلى أن المشروع تضمن توسعة كوبري أحمد عرابي وامتداده داخل أرض المطار، وإنشاء منزل ومطلع جديد، ويبلغ طول النفق الرئيسي 600 متر بعرض 30 مترا، بجانب تنفيذ كوبري سيارات عمودي بطول 360 مترا للربط بين شرق وغرب المحور، ونفق مشاة عمودي على المحور، و4 مطالع ومنازل للربط مع الطريق الدائري.

وأضاف أنه جرى إنهاء وافتتاح حديقة جيزة بارك، وهي حديقة ذات طابع ريفي على مساحة 38 فدانا بطاقة استيعابية بحد أقصى 10 آلاف فرد يوميا. إلا أن الأمر ظل مبهما فيما يتعلق بالمستيفيدين من مشروع التطوير والكيفية التي ستطرح بها وزارة الإسكان تلك الوحدات.

مشروع أرض مطار إمبابة

بينما كلف مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بسرعة التنسيق بين وزارة الإسكان، ومحافظة الجيزة، لإعداد تصور للاستغلال الأمثل للوحدات السكنية التي جرى بناؤها في أرض مطار إمبابة.

وطالب رئيس الوزراء أن يكون هناك حصر دقيق للوحدات التي جرى إزالتها من المناطق العشوائية بمحيط شمال الجيزة، وعدد الغرف بكل وحدة، مشيرا إلى أن الدولة في كل مشروعات التطوير التي بدأتها في الفترة الماضية تُعوض المُضارين، سواء بتعويض مادي، أو وحدة بديلة من وحدات مشروع أرض مطار امبابة.

وبدوره كشف المهندس عبد المطلب عمارة، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية، عن تطورات خطة تطوير أرض مطار إمبابة.

وقال عمارة، خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج التلفزيونية: إن “منطقة أرض مطار إمبابة تشمل حديقة و3 آلاف وحدة إسكان اجتماعي مميز”، لافتا إلى أنه من المقرر بناء 5 آلاف وحدة سكنية ضمن مشروع جنة بأراضي إمبابة.

وقال: إن الشقق الموجودة بالمشروع سيجرى استغلالها في شقين هما:

  •  الأول تعويض المضارين من أعمال التطوير بمناطق إمبابة، وشارع ترسا، وجزيرة الوراق، ومثلث بشتيل.
  • طرح وحدات  للبيع تصل لـ2000 وحدة.

هدم ونزع ملكية

ولم يكن مشروع إعادة استغلال أرض مطار إمبابة خطوة البداية في مخطط جديد لتطوير شمال الجيزة، وإنما جاء كخطوة تالية لأعمال هدم وإزالات قامت بها المحافظة قبل سنوات من إطلاق المشروع في منطقة إمبابة وضواحيها بما فيها جزيرة الوراق.

إذ أعلنت محافظة الجيزة، بالتعاون مع جهاز تعمير القاهرة الكبرى في الثامن من أكتوبر عام 2016، البدء في إعداد مخطط جديد لتطوير شمال الجيزة، والذي يهدف إلى إحداث تنمية شاملة للقطاع الشمالي من المحافظة والقضاء على العشوائيات الكائنة بالمنطقة وفتح محاور مرور جديدة وربطها بالطريق الدائري.

وأكدت منال عوض نائب محافظ الجيزة في ذلك الوقت، أنه جرى نزع ملكيات لبعض الأراضي والعقارات الواقعة بنطاق المشروع، وكذلك باكيات محال تجارية، وأنه سيجرى تعويض الأهالي بشقق ومحلات بعمارات أرض مطار إمبابة أو مبالغ مالية، بعد تقدير اللجان المثمنة للأراضي لكل قطعة.

مراحل

وفي نهاية 2017، أعلن اللواء محمد ناصر، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير منطقة مطار إمبابة، والتي تتضمن محور أحمد عرابي لربط ميدان سفنكس بالطريق الدائري، وتنفيذ 3 آلاف وحدة سكنية، بمساحات من 80 مترا وحتى 105 أمتار، حتى تكون أحد الحلول البديلة للمواطنين بعد التنازل عن مسكنهم.

وأضاف أن المرحلة الثانية التي مازالت قيد التنفيذ، تتضمن بدء التفاوض مع المواطنين ودفع التعويضات لهم، والحصول على وحدة بديلة أو أخذ تعويض مادي، لافتا إلى أن تكلفة التعويضات تقدر بنصف مليار جنيه، على أن تكون التكلفة النهائية للمشروع 2 مليار جنيه.

ولفت إلى أن المرحلة الثالثة تتمثل في  إنشاء مول تجاري ومنشآت استثمارية بمنطقة أرض مطار إمبابة وأنه سيجرى الإعلان عن وحدات الإسكان الاجتماعي خلال 10 أيام.

نقل المطار

ومطار إمبابة حرى إنشاؤه في نهاية الأربعينيات، حيث كانت الكثافة السكانية متواضعة والشوارع واسعة وفسيحة، وكانت تلك المنطقة واحدة من مناطق إسكان الصفوة بإمبابة، ولكن مع الادارة السيئة لنظام المحليات غرقت المنطقة في طوفان العشوائيات، الأمر الذي أدى إلى عدم إمكانية تطبيق قواعد الطيران المدني ووقعت حوادث كثيرة.

ولعل أشهر الحوادث التي ذاع صيتها في ذلك الوقت، مصرع خمسة أشخاص بسبب سقوطهم من فوق أسطح المنازل، لرعبهم من اقتراب الطائرات منهم أثناء الهبوط، وفي عام 1982 سقطت طائرة تدريب في زمام قرية البراجيل.

وفي عام 1991 قام ثلاثة عاطلين بسرقة محطة المساعدات الملاحية الخاصة بإرشادات الطائرات، وقاموا ببيعها لتاجر خردة مقابل 300 جنيه، بالرغم من أن سعرها يقدر بحوالي 50 ألف دولار.

بينما أكد الخبراء، أن الارتفاعات المخالفة والمباني العشوائية تقف حائلا أمام اتباع القواعد السليمة للطيران، لذلك جرى نقل مطار إمبابة إلى مدينة 6 أكتوبر ووقف الطيران به عام 2001.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *