تدمير محال ومنازل وكنائس.. ما أسباب الحرائق في مصر؟

تدمير محال ومنازل وكنائس.. ما أسباب الحرائق في مصر؟
ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في حرق بعض المنتجات التي لا تحتاج لدرجة حرارة عالية- مصر في يوم

أصعدة لهب تنتج من الحرائق في مصر وتغطي سماء القاهرة وغيرها من المحافظات لتأكل كل ما هو تاريخي، إذ أصبح هذا هو المشهد المتكرر مع حلول فصل الصيف، الذي تزداد فيه بلاغات الحرائق إلى الإدارة العامة للحماية المدنية.

وخلال الساعات الـ72 الماضية، امتدت النيران للعقارات في العديد من المحافظات، أبرزها حريق كرداسة، ومحال بشارع الهرم، وحريق مدرسة ومستشفى التأمين الصحي، غير أن حادثة حريق كنيسة الأنبا بولا في حدائق القبة كان تأثيره الأكثر قسوة.

وما بين الحين والآخر تشتغل النيران بمنطقتيْ العتبة والموسكي، وسط تساؤلات عن أسباب الحرائق في مصر، وخاصة القاهرة.

كنيسة الأنبا بولا

وجاء آخر الحرائق في مصر اليوم ما حدث في كنسية الأنبا بولا بمنطقة حدائق القبة، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، التي استمرت ثلاث ساعات كاملة بسبب انفجار أحد التكييفات، ما سبّب ماسا كهربائيا، وفقا للسبب المبدئي للحريق.

وعلى الرغم من عدم وجود خسائر بشرية سوى إصابات بالاختناق، فإن تصاعد اللهب تسبب في حالة من الرعب والفرغ بين سكان المنطقة.

وقال شاهد عيان: “إن مشهد ارتفاع النيران في كنيسة الأنبا بولا، وعدم قدرة سيارات الإطفاء السيطرة على الحريق، دفع الأمهات والأهالي إلى حمل أطفالهم، والنزول بهم إلى الشارع في حالة خوف وهلع، خوفا من امتداد الحريق إلى مساكنهم”.

وقبل ساعات من اندلاع حريق كنيسة الأنبا بولا، نشب حريق داخل مستشفى “التأمين الصحي النموذجي”، الذي امتد للمدرسة الثانوية بنين، وأسفر عن التهام عدد كبير من المقاعد داخل المدرسة والرواكد الخشبية، ولم يسفر الحريق عن أي خسائر بشرية.

كما سيطرت قوات الحماية المدنية بالجيزة على حريق وقع داخل مخزن في كرداسة دون وقوع إصابات بشرية أو خسائر في الأرواح.

الحرائق في مصر

واندلع عدد من الحرائق في مصر منذ بداية عام 2019، خلّفت خسائر بشرية ومالية ضخمة، هزت الرأي العام، أبرزها حريق محطة مصر، وحرائق في الموسكي والعتبة والرويعي، وهي مناطق مكدّسة بالمحلات والبشر.

كما انتشرت النيران في محطة رفع مياه الشرب بالمنصورة، واندلعت حرائق أخرى في كنيسة القديسة دميانة بالهرم.

وفي يوليو 2018، اندلع حريق مستشفى الحسين، وامتد إلى ثلاثة طوابق، وألحق الأذى بالمرضى، كما احترقت مطبعة النقود بالبنك المركزي في شارع الهرم عام 2016، وكاد حريق المتحف المصري الكبير بميدان الرماية أن يتسبب بكارثة حضارية لمصر، إذ اشتعلت النيران بسبب شرارة من آلة تقطيع الحديد.

وإبان ثورة يناير في 2011 التهمت النيران نحو 200 ألف وثيقة تمثل تاريخ مصر في المجمع العلمي، كما تفحم مبنى الحزب الوطني بالتحرير في جمعة الغضب 28 يناير 2011.

وفي 2007 احترق مبنى مجلس الشورى “الأثري”، واشتعل قصر ثقافة بني سويف في 2005، ليحرق 47 شخصا، منهم أسماء كبيرة في المسرح المصري.

وتسبب حريق سوق الخضار، الذي وقع منذ أيام، في حريق 70 محلا، وما أعقبه من تشكيل لجان لفحص خسائر الحريق وتقدير قيمة الخسائر.

كما أسفر حريق الموسكي الذي وقع في مايو، عن حريق ما يقرب من 150 إلى 200 محل وباكية، وبلغت حجم الخسائر ما يقرب من 500 مليون جنيه.

أسباب الحرائق في مصر

وعن أسباب انتشار الحرائق في مصر، وخاصة في فصل الصيف، قالت مصادر في الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة: “إنها ترجع إلى التوصيلات الكهربائية العشوائية، وكثرة استخدام المكيفات، وتشغيلها لفترات طويلة على مدار اليوم، ما يتسبب في حدوث ماس كهربائي يمتد إلى الغرف والبيوت والمحال التجارية”.

وأضافت المصادر في تصريحات صحفية: “أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في حرق بعض المنتجات التي لا تحتاج لدرجة حرارة عالية، مثل: الحراير، والورق، والقماش، لأن الحرارة المرتفعة مع المادة تسبب اشتعالا خصوصا في أماكن التخزين السماوي، أي: الأماكن المفتوحة دون غطاء أو سقف، التي تظل داخل مخازن مكشوفة للشمس”.

وكشفت المصادر عن استقبال 100 بلاغ يوميا، أي: أن عدد البلاغات يقترب من ثلاثة آلاف بلاغ يتعلق بالحرائق بأنواعها شهريا، مشيرا إلى أن الإدارة تتعامل مع بلاغات أيضا في الشتاء بسبب الدفايات.

وتابعت المصادر: “أن انتشار الحرائق بكثرة في منطقتيْ العتبة والموسكي لكثرة المخازن العشوائية ومخلفات القمامة، وعدم توافر عناصر الحماية المدنية، وعدم وجود وسيط إطفائي بتلك المناطق، وغياب التراخيص”.

حرائق عمدية

فيما أرجع مراقبون أسباب اشتغال الحرائق، خاصة في المناطق الأثرية، إلى عدة نقاط أساسية، أولها أن المنطقة مأهولة بالسكان، وثانيها مع وجود المناطق الأثرية القديمة جدا، يوجد مواد قابلة للاشتعال، مثل: البلاستيك والأثاث وغيرهما، ما يشجع على سرعة انتشار الحريق.

وكذلك غياب السلامة المهنية، ودور الحكومة في التخفيف من حجم المهن الموجودة بداخل المنطقة، وهو ما يزيد حتما من سرعة الحرائق.

كما لفتوا إلى وجود أحيانا حرائق عمدية مفتعلة، تنشط في موسم الجرد السنوي للمتاجر والمحال، هدفها تغطية نتيجة الجرد السنوي.

القاهرة تتصدر

وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالي حوادث الحريق التي جرى رصدها خلال عام 2016 بلغ عددها 45 ألفا و697 حادثا، واحتلت القاهرة المركز الأول من حيث العدد بـ7289 حادثا، وهو ما شكل نسبة 16% من إجمالي عدد الحوادث.

وجاءت محافظة البحيرة في المركز الثاني بعد القاهرة بـ3408 حوادث بنسبة 7.5%، تلتها حوادث الحريق التي نشبت بمحافظة سوهاج، التي بلغ عددها 3323 بنسبة 7.3% من إجمالي حوادث الحريق خلال عام 2016.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *