طالب رمضان عبد المعز، أحد شيوخ الأزهر الشريف، بقصر مدة خطبة الجمعة على أربع أو خمس دقائق على الأكثر.
وقال عبد المعز خلال برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع عبر فضائية “dmc”، مساء الخميس: إنه لابد من إعادة النظر في وقت خطبة الجمعة، وكذلك وقت صلاة الجمعة. مضيفا: “خطبة الجمعة عندنا بتوصل إلى 45 دقيقة، والمفروض أنها لا تستغرق 4 أو 5 دقائق بالكتير، ده النبي كان بيصلي بسورة الأعلى والغاشية، أطول من الخطبة”. بحسب قوله.
مدة خطبة الجمعة
وانضم إلى عبد المعز مجموعة من مقدمي البرنامج، ووافقوه الرأي في ضرورة قصر مدة خطبة الجمعة، وهم خالد الجندي، وزكريا العرابي، وأشرف الفيل.
وامتد الأمر إلى دخول الشيوخ جميعا في تحدٍّ، إذ تباروا في أداء خطبة الجمعة في وقت قصير لا يتعدى الدقيقتين.
وبدأ كل منهم في إلقاء خطبة في دقيقتين، وقال الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: إن أطول خطبة جمعة يلقيها الآن لا تتعدى 15 دقيقة. لافتا إلى ضرورة التيسير على الناس وتبسيط اللغة المستخدمة.
وعن جواز إلقاء خطبة الجمعة باللهجة العامية قال الفيل: إن الأصل في إلقاء خطبة الجمعة أن تكون باللغة العربية الفصحى. مضيفا: “الزمن اللى نعيش فيه تلاقي ناس كتير لا تعرف الفصحى، وبالتالي لابد من التخفيف واستخدام العامية حتى يفهموا أمور دينهم”. بحسب تعبيره.
الخطبة الموحدة
وعلى صعيد تحديد مدة خطبة الجمعة، يذكر أنها في مصر مرت بأربع مراحل: الأولى قرار الأوقاف بجعلها “موحدة”، ثم تحويلها إلى “مكتوبة”، ثم عودتها”موحدة” مرة أخرى، وأخيرا إيكال الأمر للجنة مختصة، بناء على طلب السيسي.
البداية كانت بقرار وزارة الأوقاف في 2014 بتوحيد موضوع الخطبة، وإلزام الأئمة بالقرار، وتوقيع الجزاءات المشددة على المخالفين منهم.
ودأبت الوزارة منذ ذلك الحين على إحداث تغييرات وإصدار قرارات تخص خطبة الجمعة بمصر، في محاولة لضبط الخطاب الديني، والسيطرة على المساجد التابعة لها.
لم تكتفِ وزارة الأوقاف بوحدة الموضوع، وإنما انتقلت إلى تعميم نص الخطبة الملقاة على المصلين كل أسبوع، من خلال قرار وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، بتطبيق الخطبة الموحدة المكتوبة، وهو القرار الذي جرى تجميده بعد ذلك، نتيجة اعتراضات من الأزهر، وتدخل من رئيس الجمهورية.
الخطبة المكتوبة
ففي منتصف يوليو 2014، قرر وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، تطبيق الخطبة الموحدة على جميع مساجد الجمهورية، في خطوة وصفها باستعادة المنابر مرة أخرى من المتشددين.
وبعد عامين من تطبيق الخطبة الموحدة، قرر وزير الأوقاف، تحويلها إلى مكتوبة، في 12 من يوليو 2016، لإلزام الأئمة أكثر بالموضوعات التي يُجرى تحديدها. حسب تعبيره.
وثارت هيئة كبار العلماء على قرار وزير الأوقاف، في 26 يوليو 2016، وقررت برئاسة أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالإجماع، رفض قرار الخطبة الموحدة المكتوبة جملة وتفصيلا، ووصفوه بأنه سيحول الأئمة لقارئي نشرات، ويقتل الإبداع لديهم.
أضف تعليق