“صاحب للإيجار”.. فكرة اجتماعية هادفة أم إيقاع بالفتيات؟

"صاحب للإيجار".. فكرة اجتماعية هادفة أم إيقاع بالفتيات؟
جدل وسخرية بسبب إطلاق صفحة صاحب للإيجار على موقع "فيسبوك" - مصر في يوم

“صاحب للإيجار.. friend for rent” صفحة أُنشِأت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قبل أسبوعين، لتعلن أن فكرة الإيجار لم تعد مقصورة على الأشياء والأماكن فقط، وإنما تطوّرت لتشمل الأشخاص أيضا.

فكرة الصفحة وأسلوب إعلانها عن نفسها أثار جدلا وسخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وغضبهم في الوقت نفسه، إذ اعتبره بعضهم محاولة تخالف العادات والتقاليد.

فيما ظن آخرون أنها مجرد دعابة، ليرد مؤسسوها بأنها صفحة جادة، وستقدم خدمة حقيقية مقابل أجر.

صاحب للإيجار

صفحة صاحب للإيجار

أُطلقت صفحة صاحب للإيجار في 21 مايو، وعرّفت نفسها بهذه الكلمات: “أي حاجة أنت عاوزها أو عاوزاها هنعملهالك بس كلمنا.. عندك اجتماع وعاوز حد يروحه معاك كلمنا.. عاوز واحدة تناسبك تمثل إنك مرتبط بيها ليلة كاملة كلمنا.. عاوزة حد يروح معاكي السينما وتاكلو في حتة حلوة بعدها كلمينا.. إحنا بنأجرلك صاحبك”.

وأسس صفحة “صاحب للإيجار” أربعة من الشباب يعملون في مجالات مرتبطة بالصحافة الإلكترونية والتسويق الرقمي، وهم: “بلال عزت، وسقراط، ومحمد مجدي، وأحمد فرج”.

وقال سقراط في تصريحات صحفية: “إن إطلاق الصفحة كان بمثابة اختبار للفكرة على أرض الواقع لمعرفة مقدار التفاعل معها”.

وأضاف: “أنهم يخطّطون لإطلاق تطبيق يُجرى من خلاله إدخال بيانات العملاء بشكل سري وآمن لضمان الجدية، وذلك على غرار شركتي النقل أوبر وكريم اللتان حازتا على ثقة العملاء أكثر من التاكسي الأبيض التقليدي، بحسب قوله.

اتهامات وانتقادات

وواجهت الصفحة انتقادات كثيرة، وقوبلت بتعليقات لاذعة من زوارها الذين تخطوا المليوني زائر، وكذلك معجبيها الذين وصلوا إلى 50 ألف شخص خلال أسبوع من إطلاقها، بحسب سقراط مؤسس الصفحة.

وأظهرت تعليقات رواد الصفحة شكّ بعضهم في محتواها وأهدافها، ومدى جديتها، فبعضهم اعتبرها ساخرة، وآخرون اتهموها بتسهيل الإيقاع بالفتيات في الخدمة الخاصة بتوفير صديقة.

ويؤكد سقراط أنه ورفاقه كانوا يتوقعون أن الفكرة ستواجه انتقادات شديدة، ويضيف: “أن الصفحة تلقت ما يزيد على سبعة آلاف رسالة، وهو ما أوضحه في رسالة مثبتة على الصفحة”.

صاحب للإيجار

ضمانات وخدمات

ولفت مؤسس “صاحب للإيجار” إلى أن “70% من الرسائل كانت طلبات لخدمات من أفراد جادين، لأن صفحاتهم الشخصية محترمة”.

وعن الاحتياطات والضمانات التي يمكن أن تتخذها صفحة صاحب للإيجار لضمان الجدية وعدم التلاعب أوضح سقراط أنه يظهر من خلال التعليق وظيفة الشخص وصورته وتعليقاته، وبالتالي يمكن معرفة جدية الشخص من خلال قليل من البحث أو التتبع لحساب العميل، فضلا عن البيانات الأخرى التي يتطلب الحصول على الخدمة إدخالها.

ويرى صاحب الفكرة أن الصفحة تعمل على تعويض النواقص في العلاقات الاجتماعية بطريقة أو بأخرى.

وفي هذا السياق، تقدم الصفحة خدمات الاستماع والتسلية وكذلك إقامة أعياد الميلاد لمن يعانون الوحدة، وتعلن عن ذلك من خلال منشورات عديدة، تتضمن عبارات على شاكلة “مصاحبهم بقالك سنين وعمرهم حتى ما فكروا يعملولك عيد ميلاد، كلمنا بس وإحنا هنجيبلك صحاب يعملولك أحلى عيد ميلاد”.

صاحب للإيجار

“رغاي ومحدش بيسمعك أو بيستحملك وكل صحابك بيقاطعوك وإنت بتتكلم؟ كلمنا وهنوفرلك صاحب يسمعك للآخر من غير ما يقاطعك” ليرد أحد المتابعين بتعليق ساخر: “يعني مش هقضي العيد لوحدي”

خدمات ساخرة

وأشار مؤسس الصفحة إلى أن نسبة 30% من الرسائل التي وصلتهم حتى الآن كانت تسأل عن مدى إمكانية تقديم خدمات “ساخرة” مثل: أصدقاء يؤدون الامتحانات بدلا عنهم، وبعضهم الآخر يطلب العمل، سواء فتيات أو رجال.

فيما طلبت صاحبة حساب يحمل اسم فاطمة إبراهيم  أشخاصا للتشاجر بدلا عنها وقالت” في خدمة زيادة ممكن نضيفها ستات كبيرة لسانها طويل لو حد رايح يتخانق يروحوا معاه ”

الفتيات أكثر اقتناعا

وقال سقراط: “إن الرسائل كشفت عن أن الفتيات أكثر اقتناعا بفكرة صاحب للإيجار من الرجال، كما أنهم مفضلون أكثر في أعمال البيع والتسويق، لأن ما يرفضه العميل من رجل، ربما لا يرفضه إذا قدمته له فتاة وهذه القاعدة ليست في مصر فقط، بل في العالم أجمع”، وفقا لقوله.

وأضاف: “أن السخرية والاتهامات كانت معظمها من الرجال والشباب، وأن التعليقات أظهرت تعامل الفتيات مع الأمر بشكل جدي، وأكدت حاجة الكثير منهن إلى مساعدات من النوع الذي أعلنت عنه الصفحة.

موعد الانطلاق

وقال مؤسسو الصفحة: “إن لديهم عددا من الفتيات والرجال جاهزون للعمل، بالإضافة إلى طلبات العمل العديدة التي تلقوها، والتي سيُجرى تنقيتها للتعرف على الجادين منهم، وتوظيفهم”.

وأكدوا أنهم لا يزالون في مرحلة “العصف الذهني” لتحقيق تقدم في فكرتهم، وإعداد التطبيق الخاص بها، ومن المتوقع أن يبدأ في إطلاقه بعد انتهاء تنظيم كأس الأمم الإفريقية.

خدمة صيني

وتشير  إحدى الصحف الصينية إلى أن أول مَن قام بتنفيذ فكرة “صاحب للإيجار” هم الصينيون، بهدف القضاء على الوحدة، إذ قام بعض الأشخاص الذين يعانون من الوحدة باستئجار شريك لهم، ليستمتعوا معه بالأعياد والاحتفالات عبر سوق الشركاء المؤقتين الذي يقدم خدمات مثل: تنظيف المنزل، وقضاء الحاجات وغيره.

وذكرت إحدى الصحف الصينية أن هذا السوق شهد نموا كبيرا خلال احتفال بالسنة الصينية الجديدة، وارتفعت أسعار الطلب إلى 50% عن العام الماضى.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *