إعلان صفقة القرن.. ماذا بعد الرفض الشعبي والمؤسسي؟

إعلان صفقة القرن.. ماذا بعد الرفض الشعبي والمؤسسي؟
الصفقة قوبلت برفض واسع من الشعوب العربية وبعض المؤسسات المصرية - مصر في يوم

من كان يظن أن “وعد بلفور” سنة 1917 سيتجدد اليوم بشكل أوسع تحت مسمى صفقة القرن المزعومة بـ”رؤية السلام”، ليس بسياسة فرض الأمر الواقع فقط، بل وبصمت رسمي حتى الآن من بعض الدول العربية، وسط حالة من الغضب والسخط على مواقع التواصل الاجتماعي.

الصفقة المزعومة أعلن عنها في مؤتمر جمع بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، وقوبلت برفض واسع من الشعوب العربية وبعض المؤسسات المصرية، جاء أبرزها في كلمة شيخ الأزهر وبيان من اللجنة العربية في البرلمان.

ففي أثناء كلمته في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في كلمة قوية: “إن شخصيتنا كعرب ومسلمين صارت لا شيء الآن”.

الأزهر الشريف

وأضاف شيخ الأزهر: “أصبح من يقضي في أمورنا ليس عربيا أو مسلما، شعرت بالخزي وأنا أشاهد ترامب مع إسرائيل يخططون ويحلون مشاكلنا، ولا يوجد عربي أو مسلم، هذا هو المجال الذي لا بد أن نخطط له”.

وأوضح “الطيب” أن الحرب الحقيقية التي لا بد أن نخوضها هي حرب العلم، فلدينا جامعات مضى عليها أكثر من قرن وبها كل العلوم من الهندسة والزراعة والطب، ومع ذلك “لا نستطيع صنع لا أقول أسلحة، بل “كاوتش” سيارة”.

وتابع: “أصبحت لا أرى الإسلام إلا في أمور الزواج والطلاق والميراث فقط، حتى أصبحت شخصيتنا كعرب أو مسلمين لا شيء، من فضلكم ابحثوا عن مشكلة غير التراث”.

رفض واسع

بدوره، اعتبر النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، بمثابة “وعد بلفور جديد”، وأن مصر تؤكد مساندتها للشعب الفلسطيني في حقه بعدم التعدي على أرضه.

وأوضح أباظة، في بيان صحفي: “ترامب الذي لا يملك شيئا في أراضي فلسطين يريد أن يمنح نتنياهو الذي لا يستحق أراضي الدولة العربية الشقيقة”.

بينما قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن الإعلان عن صفقة حقيقية تتسم بالجدية والتوازن لا يمكن أن يتحقق سوى بالتفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبوساطة نزيهة، وبالتالي فإن محاولة فرض أية حلول بهذه الطريقة لن يكتب لها النجاح.

من جانبه، رفض نجم المنتخب المصري السابق، اللاعب محمد أبو تريكة، الصفقة المعلنة، وغرد على صفحته الرسمية في تويتر: “تسقط صفقة القرن وتعيش فلسطين حرة”.

وكتب قلب قاسم: “إسرائيل ليست دولة، إسرائيل غزو”، في ظل انتشار ملايين التغريدات من العالم العربي عبر وسوم مختلفة ترفض الصفقة.

وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن، بالتزامن مع الإعلان عن صفقة القرن المزعومة رفضا لها، مطالبين بإقامة دولة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

خريطة جديدة

ونشر الرئيس الأمريكي ترامب عبر حسابه الرسمي على “تويتر” خريطة توضح معالم الدولة الفلسطينية الجديدة، حسب الصفقة المزعومة، وقد ظهرت فلسطين فيها بحدود غير مترابطة عبارة عن أجزاء متناثرة تربطها جسور وأنفاق، بينما وضعت الخريطة مدينة القدس ومناطق غور الأردن وشمال البحر الميت ضمن حدود الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب خريطة ترامب، سيربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة نفق، كما أضيفت أراضٍ جديدة للقطاع تمتد داخل منطقة النقب “جنوب” ستكون منطقة صناعية ومناطق سكنية وأراضي زراعية، وداخل المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وضعت مستوطنات إسرائيلية.

ويربط بين الدولة الفلسطينية، بحسب خريطة ترامب، وحدود الأردن طريقان يعبران داخل إسرائيل أحدهما يوصل إلى جسر “الأمير محمد”، والآخر إلى جسر “الملك حسين”.

50 مليار دولار

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن صفقة القرن ستكون صفقة عظيمة للفلسطينيين وهي الأكثر تفصيلا على الإطلاق، والدولة الفلسطينية المقبلة ستكون متصلة الأراضي، و”القدس غير المقسمة” عاصمة إسرائيل.

وخلال مؤتمر صحفي لإعلان خطة السلام “صفقة القرن”، كشف عن أنها تتضمن استثمارات من دول الجوار وأبعد من دول الجوار، وستوفر مليون وظيفة، كما سيتقلص معدل الفقر للنصف، وسيرتفع الناتج القومي، لينتهي اعتماد الفلسطينيين على المساعدات الخارجية والخيرية.

وشكر الرئيس الأمريكي، الإمارات والبحرين وسلطنة عمان على دعم “خطة السلام”.

وكان كوشنر، كبير مستشاري ترامب، قد أعلن أول أمس الاثنين، عن وجود استثمارات بمبلغ 50 مليار دولار، ستسدد الولايات المتحدة منه نحو 20%، والاتحاد الأوروبي 10%، في حين يقع على عاتق دول الخليج العربي النسبة المتبقية، وهي 70%، ولا تتكفل فلسطين ولا إسرائيل بأي مبالغ.

تفاصيل صفقة القرن

كما كشف الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، عن صفقة غير معلنة ستدفع من خلالها دول خليجية نحو 100 مليار دولار، في إطار تنفيذ الصفقة التي اهتمت بالجانب الاقتصادي، على أن يدفع كل من الإمارات والسعودية 70 مليار دولار بالمناصفة.

وجاءت أبرز تفاصيل صفقة القرن حسبما أعلن ترامب، على النحو التالي:

  • الصفقة مكونة من 80 صفحة.
  • توفر 50 مليار دولار للفلسطينيين.
  • تعترف بإسرائيل دولة يهودية.
  • تنص على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة 70% من أراضي الضفة الغربية.
  • تنص على حل الدولتين حتى لا يكون هناك أي تهديد لأمن إسرائيل.
  • عاصمة الفلسطينيين هي القدس الشرقية، وستفتتح لها سفارة هناك.
  • عاصمة إسرائيل هي “القدس غير المقسمة”.
  • تدعو لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل.
  • تدعو حماس لتنزع سلاحها وتكون غزة “بلا سلاح”.
  • ربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية.
  • تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على غور الأردن.
  • يبقى محيط الحرم القدسي ضمن المسئولية الأردنية.
  • ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

ويبقى الترقب لما ستسفر عنه الأيام المقبلة بعد الإعلان الرسمي عن الصفقة، وسط رفض شعبي ومؤسسي في مصر، والعديد من الدول العربية.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *