النينو والاحتباس الحراري.. ما أسباب الحر الشديد في مصر؟

النينو والاحتباس الحراري.. ما أسباب الحر الشديد في مصر؟
النينو والاحتباس الحراري أبرز أسباب الحر الشديد في مصر - مصر في يوم

تشهد مصر موجة غير مسبوقة من الحر الشديد خلال هذه الأيام، إذ وصلت درجات الحرارة إلى أقصاها بـ 46 درجة مئوية في محافظة الوادي الجديد وهو ما لم يحدث منذ سنوات.

وقال أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية: إن فصل الربيع الذي لم ينته بعد يشهد موجة من الحر الشديد على مستوى العام. مشيرا إلى أن سبب ارتفاع درجات الحرارة في مصر هو منخفض قادم من السعودية والسودان لم يمر بالبحر الأحمر أو المتوسط.

وأكد عبدالعال أن اليوم شهدت فيه مصر أعلى درجات حرارة في الموسم، إذ وصلت إلى 45 درجة في القاهرة، مشيرا إلى أن هذه أعلى درجة حرارة وبعدها سيبدأ فصل الصيف.

أسباب الحر الشديد

وأرجعت هيئات الأرصاد الجوية في مصر والعالم موجة الحر الشديد خلال هذا العام وفي الأعوام السابقة، إلى أسباب عديدة أهمها:

  • البشر والتقدم الصناعي يؤدي إلى (الاحتباس الحراري)، والتغير الكبير في طبقة الغلاف الجوي.
  •  التغييرات التي تحدث على سطح الشمس نتيجة الدورة الشمسية، التي بدأت عام 2008 وتنتهي عام 2020، ويحدث خلالها انفجارات هائلة على سطح الشمس ترسل موجات حرارية إلى الغلاف الجوي، والذي ينتج عنه نوع من الحركة الهابطة والحفاظ على درجة حرارة الجو حارة.
  • “النينو”، وهي ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادئ، وتساعد أيضا على الارتفاع في درجات الحرارة والشعور بموجة الحر الشديد.

وقال السيد صبري، خبير التغيرات المناخية: إن التطرف في الطقس اليومي هو أحد مظاهر تغير المناخ العالمي أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.

وأضاف صبري: العلماء يؤكدون وجود علاقة بين الاحتباس الحراري والتغيرات الحادة في الطقس، مثل الحر الشديد والبرد الشديد.

وتابع: تشير الأبحاث إلى تقلص كبير في عدد الأيام الباردة على مدى العام مقابل زيادة عدد الأيام الحارة.

وقال أيمن فريد أبو حديد، الخبير فى معلومات التغيرات المناخية: إن حالة الجو غير المستقرة التي تشهدها مصر خلال السنوات الاخيرة هي واحدة من سلسلة حالات مدمرة موجودة حول العالم تتمثل في فيضانات ونوبات شديدة من الصقيع في المناطق الباردة ونوبات من الجفاف في المناطق شحيحة المطر.

وأضاف أبو حديد أن ذلك يأتي نتيجة مباشرة لتزايد الانبعاثات الحرارية في الجو.

تأثيرات الحر الشديد

وأفاد تقرير عن تغير المناخ في مصر بأن الحر الشديد له تأثيرات محتملة على قطاع الزراعة في مصر منها:

  • نقص الإنتاجية الزراعية في بعض المحاصيل نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتغير مواعيد ومعدلات تكرار حدوث الموجات الحارة والباردة، والإجهاد المائي للمحاصيل وانتشار الآفات والأمراض.
  • زيادة معدلات غرق وتملح الأراضي الزراعية الساحلية، تتراوح بين 21 – 51٪ من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة في الدلتا.
  • زيادة معدل الاستهلاك المائي للمحاصيل الزراعية.
  •  زيادة معدلات تآكل التربة وزيادة معدلات التصحر.

وبشأن الثروة الحيوانية، فإن الحر الشديد يمكن أن يتسبب في اختفاء بعض السلالات مع ظهور بعض أمراض الجديدة مثل مرض اللسان الأزرق وحمى الوادي المتصدع وكلاهما يرجع إلى التغيرات الملحوظة في المناخ فى مصر.

ومن المتوقع أيضا انخفاض إنتاجية الأعلاف بسبب آثار التغير المناخي وزيادة التنافس على موارد التربة والمياه بين المحاصيل العلفية والحبوب.

أما عن الإنتاج السمكي فإن الحر الشديد يرفع درجة حرارة مياه البحر ما يتسبب في تغير توزيع الأسماك باتجاه الشمال وانتقالها للعيش في المياه العميقة، كما أن زيادة ملوحة المياه في البحيرات الساحلية يمكن أن يؤثر على أغلب أنواع الأسماك في تلك البحيرات.

الحر الشديد والصحة

قالت مديحة خطاب، طبيبة باطنة وعميدة كلية طب قصر العيني سابقا، في بحث لها قدم إلى مؤتمر التغيرات المناخية وآثارها على مصر: إن تغير المناخ يؤثر على انتشار البلهارسيا وغيرها من الأمراض الطفيلية.

وأضافت: الدراسات تشير إلى أن أحد أكثر الأمراض مدعاة للقلق في مصر هي الملاريا إذ يمثل الحر الشديد وزيادة الأمطار والرطوبة بيئة مثالية تعمل على نشر البعوض الذي يسبب الملاريا.

وتابعت: هناك أيضا مرض حمى الوادي المتصدع الذي ينقله البعوض من الأغنام والماشية إلى الإنسان، مشيرة إلى أن الإسهال من الأمراض التي يلعب التغير المناخي فيها دورا، وبخاصة بين الأطفال.

وأكدت أن التغيرات المناخية تزيد من معدلات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والدرن الرئوي والحمى الروماتيزمية وكذلك أمراض الحساسية والربو القصبي الموسمي.

التغلب على الحر الشديد

وقال محمد وهدان، أخصائي الطاقة الحيوية، إن الإنسان بإمكانه التعرض إلى الحر الشديد دون الإصابة بضرر أو أذى، باتباع هذه الخطوات:

  •  التنفس: شهيقا وزفيرا، والتنفس بوعي يحافظ على درجة الحرارة الطبيعية للجسم الإنسان.
  •  الشراب: بالمحافظة على تناول الماء بانتظام على مدار اليوم سواء مع ارتفاع درجة حرارة الجو أو مع اعتدالها.
  • الطعام: عدم الإسراف في تناول الطعام أو الوصول لمرحلة الشبع والابتعاد عن الأكلات التي تسبب ارتفاعا في ضغط الدم، مثل المسبكات أو الأطعمة المضاف إليها توابل مثيرة، والطماطم، والفراولة، والفلفل.
  • أسلوب الحياة: ارتداء الألوان المناسبة وتجنب ألوان: الأحمر، والأسود، والبني، إذ إن هذه الألوان تتفاعل مع حرارة الشمس، وبناءً عليه تنقل هذه الحرارة إلى الجسم.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *