يتجدد الجدل كل عام حول حكم إخراج زكاة الفطر نقدا بدلا من الطعام، إذ يبرز خلاف واضح بين المسلمين الصائمين نتيجة آراء فقهية ليست بالجديدة، وأقوال للعلماء تتجدد في شهر رمضان، ما بين مجيز ومانع على الإطلاق، ومجيز بشروط معينة.
وزكاة الفطر واجبة على كل فرد مسلم صغيرا (يدفعها والده أو من يعوله) كان أو كبيرا بما مقداره كيلوجرامين ونصف من ما يقتات به من الحبوب حسب كل مجتمع، فمثلا في دول الخليج تكون من الأرز لأنه الأكثر استخداما، وفي مصر تكون من القمح.
زكاة الفطر نقدا
وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل مبكرا، عبر فتوى لها ردا على سؤال بشأن حكم إخراج زكاة الفطر نقدا.
وأوضحت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”، أنه يجوز إخراج زكاة الفطر مالا مطلقا وهو المختار للفتوى، وهو أوفق لمقاصد الشرع وأرفق بمصالح الخلق، وهو مذهب الحنفية، وبه العمل والفتوى عندهم في كل زكاة، وفي الكفارات، والنذر وغيرها، كما أنه مذهب جماعة من التابعين. بحسب البيان.
الزكاة طعاما
فيما يرى بعض العلماء أنه لا يجوز إخراج “زكاة الفطر نقدا”، مثل الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز، من علماء السعودية، الذي أجاب على سؤال حول حكم إخراج الزكاة طعاما.
وقال ابن باز: إن الواجب إخراجها طعاما، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم، صاعا من قوت البلد من تمر أو شعير أو أرز، من قوت البلد صاع، هذا هو الواجب عن كل نفس، عن الرجل والأنثى والصغير والكبير.
وأضاف أن جماعة من أهل العلم: أجازوا إخراج “زكاة الفطر نقدا”، ولكنه قول ضعيف، والصواب: أن الواجب إخراجها طعامًا عند جمهور أهل العلم، وهو مذهب أكثر أهل العلم كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله ﷺ، وإذا نصحت والدك ولم يفعل فأنت أخرجيها عن نفسك ولو ما درى، أخرجيها طعامًا ولو ما علم أبوك، على حد قوله.
شروط الزكاة
وكانت دار الإفتاء المصرية حددت قيمة زكاة الفطر نقدا لهذا العام 1440هـ، بـ13 جنيها كحد أدنى عن الفرد، وأكدت أن إخراج الزكاة يكون قبل صلاة عيد الفطر المبارك.
وأوضحت الإفتاء على صفحتها الرسمية في موقع “فيس بوك”، ثمانية شروط من الواجب توافرها عند إخراج زكاة الفطر لمستحقيها، على النحو التالي:
- يجوز إخراجها نقدا.
- الفقير الذي لا يملك قوت يومه لا تجب عليه زكاة الفطر.
- لا مانع شرعا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول شهر رمضان حتى قبل صلاة العيد.
- زكاة الفطر فرض على كل مسلم، يخرجها عن نفسه وعمّن تلزمه نفقته.
- لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد.
- لا تجب زكاة الفطر عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة.
- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
قيمة الزكاة
من جانبها، نبّهت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة في مساجد مصر، بما جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية، من تحديد قيمة الزكاة لهذا العام في رمضان 1440هـ، بقيمة 13 جنيها، بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية، برئاسة فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف.
وشمل التنبيه أن تكون زكاة الفطر نقدا 13 جنيها كحد أدنى عن كل فرد، وأنها اختارت الأخذ برأي الإمام أبي حنيفة، في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودا بدلا من الحبوب، تيسيرا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنها حددت قيمة زكاة الفطر هذا العام بـ13 جنيها للفرد الواحد، طبقا لسعر القمح.
وأضافت أنه جرى اختيار القمح لتحديد قيمة الزكاة، وذلك نظرا لعدم استغناء أي بيت عنه في مصر، على العكس من الأرز أو التمر أو الزبيب.
وأوضحت أن “سعر إردب القمح 655 جنيها، والإردب به 150 كيلوجراما، أي أن سعر الكيلو 4.40 جنيهات، والزكاة من المفترض أن تكون 2.6 كيلو”، مضيفة: “بضرب 2.6 كيلو في 4.40 جنيهات يكون الناتج 11.44 جنيها”.
موعد الزكاة
وبخلاف حكم إخراج زكاة الفطر أوراقا نقدية بدلا عن الحبوب، يكثر الجدل أيضا حول موعد إخرجها، حيث أوضح علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أنه تجب الزكاة بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين، لقول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: “كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين”.
وأضاف أنه لا مانع شرعا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية وهو قولٌ مصحح عند الحنفية، وفي وجه عند الشافعية أنه يجوز من أول يوم من رمضان لا من أول ليلة، وفي وجه يجوز قبل رمضان.
أضف تعليق