توريد محصول القمح من الفلاحين.. لماذا تتكرر الأزمات؟

توريد محصول القمح من الفلاحين.. لماذا تتكرر الأزمات؟
مصر تستهلك ما يقرب من 16 مليون طن قمح سنويًا، وتستورد ما يعادل 50% من احتياجاتها- أرشيف

على الرغم من إعلان الحكومة رفع أسعار توريد محصول القمح لتلافي مشكلات العام الماضي، إلا أن الموسم- فيما يبدو- على موعد مع أزمة توريد جديدة، بإعلان المزارعين أنهم غير راضين عن السعر الجديد في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة.

وتستهدف الحكومة شراء 3 ملايين و600 ألف طن من المزارعين في العام الجاري، إلا أن مراقبين يتوقعون عدم الوصول للكمية التي أعلنتها الحكومة، في ظل عدم الرضا عن الأسعار المقررة، وانتشار ظاهرة بيع الأقماح “فريك”.

ويُعتبر القمح المحصول الاستراتيجي الأول لدى مصر، والأكثر استهلاكا، حيث يدخل في أغلب الصناعات الغذائية، فضلا عن الخبز التمويني وغيره من المعجنات، وتستهلك مصر سنويا نحو 12 مليون طن قمح، تستورد منها 7 ملايين طن.

توريد 358 ألف طن

وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، توريد 358 ألفا و615 طن قمح، منذ بدء موسم توريد المحصول بمختلف محافظات الجمهورية، الاثنين الماضي، وحتى اليوم الأربعاء.

وتجري عمليات توريد محصول القمح المحلي، لحساب الهيئة العامة للسلع التموينية، وفقا للضوابط المعلنة بالقرار الوزاري المشترك، لوزارات الزراعة والتموين والمالية، وبالأسعار التي جرى الإعلان عنها، وهي 685 جنيهًا لدرجة نقاوة 23.5، و670 جنيهًا لدرجة نقاوة 23، و655 جنيهًا لدرجة نقاوة 22.5.

صوامع القمح بالمحافظات

وتستقبل الصوامع في المحافظات منذ الاثنين الماضي محصول القمح الجديد، ففي القليوبية جرى رفع الطاقة التخزينية للصوامع، والشون، والهناجر، والبناكر، بالمحافظة لتصل إلى 212 ألف طن، بعد دخول الصوامع الجديدة بعرب العليقات بالخانكة، والتي تبلغ طاقتها التخزينية 90 ألف طن.

ويوجد في أسيوط سبع شون أسمنتية، وسبعة هناجر أحدها معطل يستخدم كشونة، و11 شونة ترابية، وصومعتان هي مصر الوسطى، وبها ست خلايا بسعة تخزينية 30 ألف طن، وعرب العوامر، وبها 12 خلية بسعة تخزينية 60 ألف طن.

وفي البحيرة يبلغ إجمالي عدد الشون والصوامع المجهزة لاستقبال التوريدات 33 شونة، منها 28 شونة عبارة عن مستودعات ومظلات خرسانية وهناجر، بالإضافة إلى خمس صوامع مطورة.

أما في الأقصر فتبلغ السعة التخزينية بالشون والصوامع المخصصة للأقماح، 31.100 ألف طن، وتضم شونا وصوامعا بمدينتي أرمنت وإسنا، الأكبر إنتاجا للمحصول بالمحافظة.

بينما في الشرقية، جرى زراعة 389 ألفا و690 فدانا بزمام المحافظة، مستهدف منه مليون طن.

كمية المحصول

ومن جانبه قال الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي: إن محصول القمح هذا العام مبشر جدا. مؤكدا أن هناك تنسيقا كاملا مع وزارة التموين في تجهيز الشون، وتسهيل استلام المحصول وسداد قيمته.

وأوضح أن المساحات المنزرعة هذا الموسم بلغت 3 ملايين و250 ألف فدان، ومتوقع إنتاجية تتخطى حاجز الـ9 ملايين طن قمح محلي، بالإضافة إلى استمرار الحملة القومية للقمح بجميع المحافظات، في أثناء وبعد حصاد المحصول لتقليل الفاقد في عمليات الحصاد والدراس والتخزين.

فيما توقعت نقابة الفلاحين إنتاج 8 ملايين طن قمح لعام 2019 من المساحة المزروعة، بسبب قلة المساحة عن العام الماضي، وانتشار مرض “الصدأ الأصفر” في الزراعات المتأخرة من القمح مما يقلل الإنتاجية في الزراعات المصابة بنحو 20%.

وكلف أبو ستيت مديري المديريات الزراعية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتيسير على مزارعي القمح، خلال عمليات حصاد وتوريد المحصول، من خلال:

  • النزول الدائم للمزارعين في الحقول ومناطق توريد وتجميع المحصول.
  • التنسيق مع وزارة التموين والتجارة الداخلية.
  • إنشاء نقاط ومراكز تجميع قريبة من المزارعين والحقول، لاستلام المحصول من المزارعين مؤقتا، ويجرى النقل منها إلى الشون والصوامع.

المخزون الاستراتيجي

وعزت وزارة التموين ضعف كمية التوريد منذ بداية موسم القمح لحالة الطقس والتقلبات الجوية، فضلا عن أن كثيرا من المزارعين في مرحلة الحصاد، لافتة إلى أنها ستتزايد مع نهاية الشهر، وكذلك في الشهر المقبل.

وتوقعت الوزراة استلام كميات من القمح المحلي خلال الموسم تقترب من 3 ملايين و600 ألف طن قمح، كما أن الوزارة لديها أيضا مخزون استراتيجي من القمح يكفي أكثر من أربعة أشهر حاليا، بجانب ما سيجرى استلامه من القمح المحلي.

فمن جانبه أوضح وائل عباس، معاون وزير التموين، أن القيادة السياسية وجهت بأن يتراوح المخزون الاستراتيجي ما بين ثلاثة و ستة أشهر.

قلة المحصول

فيما توقع حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن وزارة التموين، قد لا تحصل على الكمية التي أعلنت عن رغبتها في استلامها من المزارعين، بسبب عدم الرضا عن الأسعار المعلنة، وانتشار ظاهرة بيع الأقماح “فريك”.

وأشار إلى أن النقابة طالبت مسبقًا بسعر 800 جنيه للإردب لإرضاء المزارعين، وتشجعيهم على التوريد للحكومة، إلا أن الحكومة أعلنت عن السعر الحالي، لافتا إلى أن مصر تستهلك ما يقرب من 16 مليون طن قمح سنويًا، ونستورد ما يعادل 50% من احتياجاتنا من القمح.

تكلفة الزراعة

وأكد نقيب الفلاحين أن فدان القمح حاليًا ينتج في المتوسط 18 إردبا، وتستغرق فترة زراعته من أوائل شهر نوفمبر حتى منتصف أبريل، علاوة على الفترة التي تسبق الزراعة من حرث وتجهيز وإعداد الأرض للزراعة.

وكشف في تصريحات صحفية أن تكلفة الفدان بعد الزيادة الكبيرة في كل المستلزمات الزراعية من أسمدة وتقاوٍ ومبيدات وعمالة، نحو 10 آلاف جنيه، دون حساب إيجار الفدان، وقد اشترت الحكومة القمح من المزارعين عام 2018 بسعر 600 جنيه للإردب لأعلى درجة نظافة.

وشدد على ضرورة دعم مزارعي القمح نظرًا لأهميته الاستراتيجية، وألا يتم الاعتماد على تحديد أسعار القمح وفقا للأسعار العالمية كما هو الحال حاليًا، بل يجب أن يتم تقدير سعر التوريد وفقًا لحسابات التكلفة وهامش الربح، تشجيعًا للمزارعين على التوسع في زراعة القمح.

وأشار إلى أن تكلفة مساحات زراعة البرسيم بلغت مليونًا و524 ألفًا و193 فدانًا، مع العلم أن المياه التي تستهلك لزراعة فدان برسيم تكفي لزراعة أربعة أفدنة من القمح.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *