ما بين الأمراض وارتفاع الأسعار وحظر الاستيراد، تلحق الفاكهة في مصر وخصوصا محصول الموالح والمانجو بركب الخضراوات، بعدما هددتها العديد من الأزمات والمخاطر، ما أدى إلى اشتعال أسعارها، وتحقيق خسائر فادحة للمزارعين.
وتعاني المحاصيل الشتوية هذا العام من تقلبات الطقس والتغيرات المناخية في مصر، وبخاصة مع استمرار العواصف الرملية التي ضربت البلاد، والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.
وللموسم الثاني على التوالي يُهدد مرض الهباب الأسود الذي يصيب المانجو الإنتاج في صيف العام الحالي، كما هددت ذبابة الفاكهة، وضعف التسويق محاصيل الموالح.
الهباب الأسود
وتقدمت النائب آمال رزق الله، عضو مجلس النواب، الاثنين الماضي، بطلب إحاطة بشأن المخاطر التي يتعرض لها محصول المانجو، وما ينتج عنه من ضياع لحقوق المزارعين في الإسماعيلية، الذين يعتمدون على زراعة المانجو في أرزاقهم.
وأشارت أيضا إلى أن السواد غطى أوراق أشجار المانجو بالإسماعيلية، قبيل طرح الثمار، وانتشرت العدوى بين المزارع بكثافة في قرى “أبو دهشان، والسبع أبار، والسماكين”، بالإسماعيلية.
وعن أسباب انتشار المرض، اتهمت النائب الجهات المسئولة بالتقاعس عن توفير المبيدات الحشرية لمرض العفن الهبابي، والغياب الكامل لدور الجمعيات الزراعية، فضلا عن غياب دور الإرشاد الزراعي، وعدم توعية الفلاحين.
ولم تُصبْ الأمراض ثمرة المانجو فقط، بل امتدت للأشجار العتيقة، ما أدى إلى اقتلاع بعضها، خوفا من انتشار المرض، وفي النهاية انخفض إنتاج الفدان الواحد خلال الموسم الأخير إلى طنين و644 كيلو جراما.
ذبابة الفاكهة
وفي نهاية العام الماضي هاجمت ذبابة الفاكهة، ومرض التصبغ محاصيل الموالح، في عدد من محافظات الوجه البحري، الأمر الذي أثار غضب المزارعين وأصحاب حدائق البرتقال والليمون.
يأتي ذلك في ظل عجز المزارعين عن مكافحتها نظرا لارتفاع التكلفة، ووقف وزارة الزراعة لصرف اعتمادات مالية، تخصص لمكافحة الآفة، بحسب تقارير صحفية.
فيما قال محسن البلتاجي، رئيس جمعية تنمية وتطوير المحاصيل البستانية “هيا”: “إن وزارة الزراعة اعتادت تلقى تمويل برنامج مكافحة انتشار ذُبابة الفاكهة، من مخصصات دعم الصادرات من وزارة الصناعة، بقيم تتراوح بين 30 و40 مليون جنيه سنويًّا.
وتابع في تصريحات له: أنه خلال العام الحالي، لم يُجرَ إبلاغهم بوقف التمويل، على الرغم من أن التأثير لا يقتصر على الموالح فقط، ولكنه يُهدد أصناف أخرى مثل: الموالح والخضر.
تحذيرات من المناخ
ودفعت التغيرات المناخية المستمرة الخبراء الزاعيين لإطلاق تحذيرات التذبذات المناخية على المحاصيل الزراعية.
وقال الدكتور محمد فهيم، خبير المناخ الزراعي: “إن المناطق الزراعية خلال الفترات الحالية تتعرض إلى تذبذبات مناخية كبيرة من انخفاض حاد في الحرارة لدرجة الصقيع، يليه دفء تام، ثم انخفاض”.
وأضاف: “أن المحاصيل تتعرض أيضا إلى هبات شديدة من الرياح الجنوبية الجافة، ثم أشد من الشمالية الرطبة، حتى أصبحت الزراعات محصورة ومرصودة من المناخ وليس العكس”.
وعن تأثير تلك التذبذبات على الزراعات القائمة، أوضح أنها لها تأثيرين:
- الأول: أن تأثير المناخ على الزراعات يختلف من منطقة إلى أخرى شمالا أو جنوبا، وتختلف حسب نوع المحصول، وعمره، وطريقة زراعته.
- الثاني: التذبذبات المناخية تؤثر بطريقة مباشرة على نمو وحالة الزراعات نفسها في معدلات الامتصاص والبناء، كما تؤثر بطريق غير مباشرة على ظهور الأجيال الأولي من الحشرات مبكرا.
خسائر للفلاحين
ولم تكن الآفات والتغيرات المناخية هي وحدها من يهدّد عرش الموالح في مصر، فتسويق المحصول خارجيا وداخليا كان أحد أبرز المشكلات التي عانى منها المزارعين.
ونجح الحجر الزراعي في حل كل المشكلات الخاصة بالمنتجات الزراعية من الخضر والفاكهة، مع الدول العربية أو الغربية التي كانت فرضت حظرا مؤقتا على بعض المحاصيل، خلال العام الماضي
وكان مزارعو قرية تفهنا العزب بمركز زفتى والقرى المجاورة، تقدموا بشكاوى إلى نقابة الفلاحين، من قِرب تلف أكثر من 300 ألف طن برتقال ويوسفي معدّا للتصدير، تزامنا مع فصل الشتاء، وتوقف التصدير بما يهدد أكثر من 4500 أسرة، تعيش على تلك الزراعة، بحسب بيانات نقابة الفلاحين.
وقال عماد أبو حسين، النقيب العام للفلاحين الزراعيين: “إن محصول البرتقال شهد هذا الموسم تدنّيا في الأسعار، وقلة في التصدير إلى الخارج.
فيما نفت وزارة الزراعة الاثنين الماضي تراجع الصادرات المصرية للموالح، مُؤكدة أن تلك المحاصيل حققت انتعاشا ورواجا كبيرا في حركة تصديرها، بدليل احتلال مصر المركز الثاني عالميا، بعد تصديرها ما يقرب من مليون و700 ألف طن موالح منذ بداية 2018 وحتى الآن.
أسعار الفاكهة
وتعاني الفاكهة من الارتفاع الجنوني للأسعار، إذ أوضح نقيب الفلاحين، أن اتجاه التجار للتصدير بغرض زيادة الربح، هو السبب الأساسي والرئيس وراء رفع الأسعار في الأسواق، إضافة إلى بعض الأسباب الأخرى، مثل: العوامل الجوية، وأمراض النبات.
وساهمت موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد مؤخرا في ارتفاع نسبي في أسعار الخضراوات التي تراجع إنتاجها لانخفاض درجات الحرارة.
تصدير الشتلات
ورغم وجود مشكلات تواجه تسويق المحاصيل الزراعية، فإن مصر استطاعت تصدير شتلات الفاكهة، وفقا للمواصفات القياسية العالمي.
وذكر تقرير الإدارة المركزية للبساتين والحاصلات الزراعية، السبت الماضي أن لجنة معهد بحوث البساتين وافقت على تصدير 127 ألفا و900 شتلة فاكهة لما يقرب من 11 صنفا، لدول البحرين، والإمارات العربية، وسلطنة عمان، والسعودية، تطبق عليها جميع الاشتراطات الحجرية والصحة النباتية خلال أسبوع.
أضف تعليق