مصرع 13 بسبب سخانات الغاز: أربعة أسباب وعشر نصائح

سخانات الغاز "القاتل الصامت"
حالات وفاة متكررة مؤخرا، العامل الرئيس فيها "سخانات المياه التي تعمل بالغاز" وموجودة في المنازل - مصر في يوم

“القاتل الصامت” أو أول أكسيد الكربون، غاز شديد الخطورة، تنتجه أجهزة منزلية مختلفة، بينها سخانات المياه ووسائل التدفئة التي تستخدم الغاز، تسببت في خلال أقل من شهر بمصرع 13 شخصا بالمحافظات المختلفة.

وينتج أول أكسيد الكربون، القابل للاشتعال، من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون، مثل: المنتجات البترولية، والغاز المستخدم في سخانات الغاز، ووسائل التدفئة التقليدية، خلال فصل الشتاء.

وشهدت الأيام الماضية حوادث عدة، خلّفت وفيات، كان العامل الرئيس فيها سخانات المياه التي تعمل بالغاز، وموجودة في المنازل، الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى ضعف الرقابة على الشركات المنتجة للأجهزة والوصلات والمشغلة للخدمات، إضافة إلى غياب الوعي بأساليب السلامة والصحة، لتجنب مخاطر هذه الأجهزة.

حوادث الاختناق

وشهدت محافظة الفيوم آخر حوادث الاختناق بالغاز، إذ توفّى ستة أشخاص يوم السبت الماضي، من أسرة واحدة، مكوّنة من الأب والأم وأربعة أولاد، داخل شقتهم بأحد العقارات بالفيوم.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الفيوم بلاغا بالحادث، وتبيّن بعد الكشف الطبي أن المتوفين هم: محمد محفوظ حسانين (60 سنة) وهو الأب، وزوجته زمزم حسين محمود (50 سنة) وأولادهما شهد (21 سنة) وشاهندة (20 سنة) ومروان وحبيبة، وحُرّر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي أمرت بدفن الجثث.

وفاة عروسين

وكان أهالي قريتي “سنتماي وبشالوش” مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، مساء الجمعة، قد شيّعا عروسين، لقيا مصرعهما معا، بعدما اختنقا بعادم سخان الغاز.

وتبيّن من التحقيقات والتحريات الأولية، أنه أسرتا مصطفى وهدير المتوفين، ذهبتا إلى منزلهما لزيارتهما، وأثناء طرق الباب لم يفتح أحد، فقاموا بكسر باب الشقة ليجدوهما قد فارقا الحياة.

وأكد تقرير مفتش الصحة أن الوفاة بسبب استفكسيا الخنق، ولا توجد شبهة جنائية، وأمرت النيابة العامة بالدفن، وبتسليم الجثمانين لذويهما، لعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.

تكرار حوادث التسريب

وخلال الشهر الماضي، لقي خمسة أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم اختناقا، جراء تسرب الغاز من سخان في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.

وأوضحت التحريات، أن الأسرة مكونة من أب وزوجته (ولاء. م) 38 سنة، وأبنائهما ياسمين 18 سنة، وطارق 17 سنة، ومحمد 5 سنوات، وكشفت المعاينة والتحريات أن تسربا حدث من غاز السخان، أسفر عن اختناقهم أثناء نومهم، ما أدى للوفاة وعدم وجود شبهة جنائية.

وبحسب فنيين في توصيلات الغاز، فإنّ غياب عوامل الأمان في التركيب والتوصيل، ونقص الرقابة من جانب شركات توصيلات الغاز، وراء التسرب، ووقوع الضحايا.

تحذيرات وأسباب

من جهتها حذّرت مها غانم، المشرف على مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من “سخانات الغاز” فقد تؤدي للوفاة حالة تركها مفتوحة نتيجة تسرب ثاني أكسيد الكربون.

وأضافت “غانم” في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية، أن المركز تصل إليه حالات مُصابة بتسمم، نتيجة استنشاق كمية كبيرة من الغاز.

كما أوضح مركز السموم بكلية الطب، في بيان هام له، أن غاز أول أكسيد الكربون هو ”القاتل الصامت” إذ تصل خطورته إلى التسبب في الوفاة.

وأرجع المركز تكرار حالات الوفاة، لأخطاء مشتركة تختص بإجراءات الأمان، أهمها:

  • إحكام إغلاق نوافذ المطبخ والحمامات.
  • استخدام البوتاجاز لتدفئة المنزل.
  • استعمال أي مصدر للإشعال.
  • استعمال أي مولدات للكهرباء، خاصة التي تعتمد على البنزين أو الجاز في مكان مغلق.

نصائح للمواطنين

كما نصح المركز جميع المواطنين بضرورة اتباع قواعد السلامة الآتية:

  • أن تكون الغرفة الخاصة بتركيب سخان الغاز جيدة التهوية، مع مراعاة مكان خروج المدخنة.
  • أن يكون مستوى رؤية الشعلات عند مستوى الرأس.
  • وضع السخان بعيدا عن مصدر تيار كهربائي.
  • إحكام مدخنة السخان، وعدم وجود تسريب للعادم، والتنظيف المستمر للمدخنة.
  • عدم وضع السخان في مكان به تيار هواء يطفئ الشعلات، أو يتسبب في عدم احتراق الغاز بصورة جيدة.
  • تركيب السخان رأسيّا.
  • في حالة استمرار إشعال الشعلة رغم عدم وجود ماء، فإن ذلك يدل على وجود خطأ ما، فيجب غلق محبس منبع الغاز الرئيس والمياه، والاتصال بالصيانة.
  • التأكد من أن ضغط الغاز يعمل على 30 مللي بار.
  • التأكد من وصلات دخول وخروج المياه، وعدم وجود تسريب بالوصلات.
  • عمل صيانة دورية كل سنة للتأكد من كفاءة عمل الجهاز ونظافة المدخنة.

نصائح للمسعفين

كما وجه المركز النصح لجميع المسعفين باتباع الآتي عند ورود بلاغات اختناق بالغاز:

  • فتح النوافذ الموجودة بالمنزل.
  • وضع الكمامات على الفم والأنف، وذلك حتى لا يُصاب المسعف بالتسمم بالغاز.
  • نقل المصابين لأقرب مستشفى، ووضعهم على أكسجين 100%.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *