مكتبة حسن كامي.. القصة الكاملة لأزمة الملكية بعد رحيل الفنان

مكتبة حسن كامي
الفنان حسن كامي داخل مكتبته التاريخية - أرشيف

حالة من الجدل والغموض تحيط بمصير مكتبة الفنان حسن كامي، الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي، إثر أزمة صحية مفاجئة، خصوصا بعد اتهام أسرته محاميه عمرو رمضان، باستغلاله وإجباره على بيع ممتلكاته، من بينها مكتبته، فيما يؤكد المحامي شراءها بأوراق رسمية.

وحررّت أسرة الفنان الراحل حسن كامي، أمس الاثنين، بلاغا حمل رقم 8056 إداري قسم شرطة قصر النيل، ضد عمرو رمضان محامي الفنان الراحل، واتهموه بالاستيلاء على مكتبة “المستشرق” التي يملكها كامي، وتحتوي على مئات الكتب النادرة، كما فاجأهم محاميه أيضا بمنعهم من دخولها بدعوى شرائه لها.

وبحسب البلاغ المقدم، فإن الأسرة اتهمت محاميه بالاستيلاء على ممتلكات كاملة، وهي عبارة عن فيلا بطريق المنصورية، وتقدّر بسبعة عشر مليون جنيه، وثلاث سيارات فاخرة.

البيع بأوراق رسمية

في المقابل، قال المحامي عمرو رمضان: “إن موكّله باع له الفيلا والمكتبة، بعقد رسمي وموثق في الشهر العقاري، ليقلب جميع الحسابات والموازين، إلا أن أسرة الفنان الراحل تعهدت بعدم التفريط في حقهم، واتهامه بالسرقة والنصب، واستغلال تقدم موكله في العمر”.

وأضاف رمضان في مداخلة هاتفية ببرنامج “كل يوم”، أمس: “أن المكتبة تعد ملكية خاصة به بعد أن اشتراها بعقد رسمي، ومن حقه منع أي شخص من دخولها أو تصويرها”.

وتابع: “الفنان الراحل لا يمتلك إلا 1% فقط من إيرادات المكتبة، بالإضافة إلى حق الإدارة، لأنه هو الذي يملكها في الحقيقة” لافتا إلى أنه اشترى الفيلا عام 2015.

أسرة كامي ترد

فيما شككت محامية أسرة الفنان حسن كامي في رواية وتصريحات المحامي، متهمة محامي الفنان الراحل حسن كامي، باستغلال شيخوخته، واصطحابه بمساعدة سائقه الخاص، وجبره على بيع كل ممتلكاته في الشهر العقاري.

وتساءلت أيضا في تصريحات صحفية، هل يُعقل أن شخصا في سن الواحد والثمانين عاما يبيع الفيلا الخاصة به، التي تبلغ 17 مليون جنيه ومكتبته؟!

وأشارت إلى أن عمرو رمضان، محامي أسرة الفنان الراحل، بدأ عمله مع الفنان الراحل في 2018، ولم يحصل على توكيلات إلا في بداية العام الحالي، مستنكرة شرائه كل هذه الممتلكات في وقت قصير جدا.

تشكيل لجنة

يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت وزارة الثقافة تشكيل لجنة عاجلة مكونة من عدة قطاعات، لبحث ملابسات ما تردد خلال الأيام الماضية، عن مكتبة المستشرق المملوكة للفنان الراحل حسن كامي.

محمد منير، المتحدث باسم وزارة الثقافة، قال: “إن اللجنة المُشكّلة تعاين المكتبة، للكشف عما إذا كان فيها مخطوطات نادرة أو كتب تراثية ممنوع بيعها”.

وأكد هشام عزمي، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، أن الأوضاع مطمئنة، وجارٍ العمل للحفاظ على تراث الفنان الراحل حسن كامي” مشيرا إلى أنه من المستحيل التعامل بالبيع أو شراء أي مخطوطات أو كتب نادرة، وأن ما يتردد غير صحيح.

وقال النائب يوسف القعيد، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب: “إن الكتب واللوحات النادرة التي يمتلكها الفنان الراحل حسن كامي في مكتبته، هي ملك للدولة، وليست ملكا للفنان وورثته، وبالتالي لابد أن تستفيد الدولة من الكتب والنوادر التي تحويها مكتبة الفنان الراحل”.

وأضاف القعيد، في تصريحات صحفية: “أن هذه الكتب لا ينبغي أن يكون مصيرها المخازن، بل يجب أن يجرى عرضها في معارض كتب، كي يستفيد الشعب منها”.

قصة المكتبة وتاريخها

يرجع تاريخ إنشاء مكتبة المستشرق إلى القرن التاسع عشر على يد اليهودي المصري “فيلدمان”، لتكون أحد المراجع التي يستعين بها المستشرقون في الغرب.

وحينما رحل “فيلدمان” بعد العدوان الثلاثي على مصر، عام 1956، انتقلت ملكيتها إلى شخص يُدعى شارل بحري، الذي باعها للفنان حسن كامي، والذي أهداها لزوجته “نجوى” فظلت تديرها حتى رحيلها في 2012، ليعود إليها كامي، ويديرها بشكل أساسي.

والمكتبة تضم أكثر من أربعين ألف عنوان، بين كتب قيّمة ولوحات فنية نادرة، بينها مخطوطة واحدة ضمن ثلاث فقط حول العالم من كتاب “وصف مصر”.

كما تضم نسخة من مجموعة كتاب “بروس عن نهر النيل” والمكون من خمسة أجزاء، وهي التي كُتبت في القرن الثامن عشر، ومن أروع الكتب التي كتبت عن نهر النيل، لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، بالإضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة “هاشيت” الفرنسية، التي حُرقت ودُمّرت في الحرب العالمية الثانية.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *