السيرك القومي ومسرح البالون.. ما حقيقة “قرار النقل”؟

السيرك القومي ومسرح البالون
غضب مجتمعي من أخبار عن نقل السيرك القومي ومسرح البالون - مصر في يوم

احتلت أخبار السيرك القومي ومسرح البالون بالعجوزة موقع الصدارة في اهتمام المثقفين، بل وعموم المَعنيين بالفنون والثقافة، على مدار ما يزيد عن شهر، منذ أن نشرت إحدى نائبات البرلمان مستندات، عن موافقة الدولة على طلب مقدم منها لنقل السيرك من مكانه الحالي إلى أرض مطار إمبابة.

وأثار هذا الأمر غضب المثقفين والفنانين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ما دفع وزارة الثقافة لنفيه، في بيان جاء فيه أن ما يدور حول مسرح البالون ونقله مجرد اقتراح من قِبل النائبة.

ولم تصل الوزارة أي خطابات رسمية بخصوص نقل السيرك القومي ومسرح البالون، ولم يوجّه البرلمان أو يخطر الوزارة بأي شيء بخصوص هذا الاقتراح.

جدل ومستندات

ورغم نفي وزارة الثقافة، لم يُجرَ حسم الجدل، ولم يُغلق باب الحديث بشأن حقيقة نقل ذلك الصرح الثقافي، فمن جهتها، عقّبت النائبة نشوى الديب، على بيان الوزارة، قائلة: “إنها نشرت مستندات على صفحتها الشخصية صادرة من وزارة الإسكان، وليست من وزارة الثقافة، تفيد بالاتجاه نحو نقل السيرك”.

وفي السياق، أصدر مجموعة من المثقفين، بيانا رسميّا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يعلنون فيه رفضهم لما أُثير عن هدم ونقل مسرح البالون والسيرك القومي.

ووقّع على البيان مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين، جاءت سيدة المسرح العربي سميحة أيوب على رأسهم، إضافة إلى المخرج داود عبد السيد، وسميرة محسن، والكاتبة فاطمة المعدول، وزين العابدين فؤاد.

وجاء في البيان: “نحن المثقفون والفنانون المصريون الموقعون على هذا البيان، نعلن رفضنا التام للصفقة التي أعلنت عنها النائبة نشوى الديب، بخصوص هدم ونقل الصرحيْن الكبيريْن (مسرح البالون والسيرك القومي) التي دعّمتها بنشر خطابين رسميين من جهة رسمية، هي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة”.

وتابع البيان: “يعلن الموقعون على هذا البيان أن المساس بهذيْن الصرحيْن الثقافييْن هو مساس بجزء مهم من تاريخ مصر الثقافي، وتعدٍّ سافر على منارتيْن تنويريتين، كان لهما وما زال دور كبير في التصدي لمحاولات طيور الظلام الرجوع بمصر إلى عصور ما قبل التاريخ”.

وفي هذا الصدد، قال الباحث إلهامي الميرغني: “إن الأمر ليس مفاجئا، إذ إن مشروع الموازنة العامة للدولة في 2018/2017 نصّ على عزم الدولة بيع أراضي مسرح البالون والسيرك القومي، بالإضافة إلى أرض المعارض بخمسة مليارات جنيه.

وأضاف في تصريح صحفي: “أن هناك تداخلا بين سلطات الوزراء، فوزير الإسكان والمحافظ قد يكونان من أصحاب القرار والمسئولية في هذا الأمر وليس وزارة الثقافة.

ليست الأولى

وجدد عادل عبده، رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، حديثه عن السيرك والمسرح في تصريحات صحفية، مؤكدا أن المسرح والسيرك القومي لم يصدر أي قرارات بنقلهما، ولا صحة لأي كلام أُثير عن ذلك، مشددا على أن مسئولي المسرح والسيرك يرفضون أي مقترح بنقلهما.

ولفت رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، في تصريحات صحفية، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها مثل هذه المقترحات، إذ جرى اقتراحها قبل عام 2011، ورُفِضت من قِبَل الوزارة، مؤكدا أن أرض المسرح ملك لوزارة الثقافة، ولا يحق لأي أحد الاستيلاء عليها.

وأشار إلى أن جميع المواقع التابعة للقطاع تعمل بكامل طاقتها، أما السيرك القومي فهو يعمل يوميا بشكل منتظم طوال أيام الأسبوع، عدا يوم الأربعاء.

وأكد أنه من الممكن أن تقوم الدولة بزيادة المواقع الفنية، ويكون هناك فروع أخرى في المدن الجديدة، مثل: العاصمة الإدارية، لكن نقل مسرح البالون أو السيرك القومي، ليس له أي أساس من الصحة حتى الآن، ويبدو الأمر فقط مجرد دعاية انتخابية لإحدى النائبات، وذلك لقرب الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحسب قوله.

السيرك القومي ومسرح البالون

ويحتل مسرح البالون موقعا متميزا بكورنيش النيل في العجوزة بمحافظة الجيزة، ويقع ضمن مجمع ثقافي كبير، يشمل مسرح البالون، ومسرح الغد، والسيرك القومي، ومسرح السامر، وقاعة منف التابعة لهيئة قصور الثقافة.

ويتبع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الذي يشرف عليه قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة.

وبحسب عبدالله مراد، أحد مؤسسي السيرك القومي ومديره الأسبق، فإن نشأة السيرك القومي ومسرح البالون بدأت في أوائل الستينات، وبالتحديد بعد زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مدينة سوتشي الروسية، ودعوته لحضور عروض السيرك هناك.

وأشار إلى أنه بعد ثورة 23 يوليو قرر عبد الناصر أن يُنشئ سيركا قوميا، يكون مقره حي العجوزة، ويطل على نهر النيل، كما استقدم خبراء من الخارج للاستفادة من تجربتهم في مجال السيرك.

وجرى الافتتاح الرسمي 13 يناير 1966، في موقعه الحالي إلى جوار مسرح البالون، ومسرح السامر التابع للثقافة الجماهيرية، إذ شكلوا تلك المنظومة الثقافية الفنية المتنوعة لخدمة الجماهير العريضة من الشعب المصري بتكاليف تتحملها الأسرة المصرية البسيطة.

وعلى صعيد آخر، اعتبر فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، العمارات الشاهقة في محافظة القاهرة، بمثابة عشوائيات الأغنياء، وقال خلال حوار تلفزيوني: “إنه جرى هدم 120 ألف فيلا وقصر في محافظة القاهرة طوال عشر سنوات ماضية”.

وأضاف فاروق حسني، في تصريحات صحفية: “أنه عندما كان في وزارة الثقافة حاول أن يوقف نزيف هدم القصور والفيلات في القاهرة”.

وأشار حسني إلى أن مواطن الجمال في القاهرة تكمن في المباني التاريخية، وبعض القصور والفيلات والعمارات التي تملك طرازات معينة.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *