المترو يتخذ إجراء جديدا بشأن الانتحار.. هل تنتهي الظاهرة؟

الانتحار تحت عجلات المترو
تزايد حالات الانتحار تحت عجلات المترو في مصر - أرشيف

الانتحار تحت عجلات المترو ظاهرة يكاد يخفت ضوءها بعدما تصاعدت وتيرتها، وأصبحنا نطالع بين الحين والآخر خبرا عن وفاة شاب أو فتاة على القضبان الحديدية لأسباب متنوعة اقتصادية، أو اجتماعية، أو نفسية، أو خلافات أسرية، أو حتى أمراض نفسية.

وكشفت كاميرات المراقبة في محطة مترو الأنفاق بدار السلام، أول من أمس الأحد، عن أن سيدة ألقت بنفسها تحت عجلات المترو فور مشاهدتها له وهو قادم، وأنها لم تتعثر قدماها أي أنها تعمدت الانتحار، فيما أقرّ ذووها أنها تمر بأزمة نفسية.

إجراء جديد

المهندس علي الفضالي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أعلن أن الشركة اتخذت إجراء جديدا للحد من ظاهرة الانتحار تحت عجلات المترو.

وقال “الفضالي”، في بيان: “إنه تم نشر أفراد من شرطة النقل والمواصلات على جميع أرصفة المحطات بالخطوط الثلاثة، لمواجهة هذه الظاهرة، بحيث يتم رصد المقبلين على الانتحار، ومنعهم من ذلك”.

وعن جدوى هذا الإجراء، وصف رئيس المترو، القضاء على هذه الظاهرة بـ”الصعب”، قائلا: “المقبلين على الانتحار يلقون أنفسهم أثناء قدوم القطار بشكل مفاجئ، وسط الزحام على الرصيف، إلا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لوقفها”.

وأضاف: “غرفة العمليات المركزية تتابع حركة سير القطارات لحظة بلحظة، للتأكد من انتظامها، وعدم وجود أي معوقات تؤثر على حركة التشغيل، وسنتخذ إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج المترو وعلى رصيف المحطات للحد من تلك الحوادث”.

وجه المترو رسالة من قبل للراغبين في الانتحار، طالبهم فيها بالابتعاد عن عربات المترو وسككها، موضحا أن مترو الأنفاق ليس جهة للانتحار.

وقال أحمد عبد الهادي، المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق: “إن المترو ليس جهة انتحار، وأن الشركة تتكبد خسائر كبرى بعد كل حالة انتحار” مضيفا: “أن الشركة ليس لها دخل من قريب أو بعيد بحالات الانتحار التي تحدث داخل محطاتها”.

تكرار الحوادث

وتتكرر حوادث الانتحار بشكل شبه يومي، ولعل أشهر تلك الحوادث الفيديو الشهير الذي انتشر منتصف يوليو الماضي، ويظهر إلقاء فتاة نفسها أمام المترو، لا تتجاوز العشرين من عمرها، نتيجة خلافات أسرية، وضغوط نفسية مرّت بها.

وكشفت آخر الإحصائيات المتاحة لمنظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، ما يعني انتحار ما لا يقل عن 88 ألف شخص كل عام.

وشهد الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي، أكثر من ثلاث حالات انتحار:

  1. أولها: إلقاء شاب نفسه تحت عجلات المترو، بمحطة شبرا الخيمة.
  2. ثانيها: محاولة موظف في الشركة المصرية للاتصالات الانتحار في محطة مترو جمال عبد الناصر، ما أدى لبتر قدمه.
  3. ثالثها: في الإسكندرية، انتحار حلاق نتيجة لمروره بضائقة مالية، وفي اليوم نفسه بالمنوفية انتحر شاب لرفض أهله الزواج من فتاة كان مرتبطا بها عاطفيا.

رأي الطب النفسي

ومع انتشار وتكرار الانتحار تحت عجلات المترو أرجع المختصون في الطب النفسي أسبابها الرئيسية إلى المعاناة والألم، والوصول إلى طريق اللارجعة، فقال الدكتور كريم درويش، استشاري الطب النفسي والأعصاب: “إن معظم المنتحرين لا يريدون إنهاء حياتهم، ولكن مشكلاتهم وآلامهم”.

وأضاف درويش في تصريحات تلفزيونية سابقة: “أنه للأسف يتم إهمال هذا السبب حتى يزيد الألم ويلجأ للانتحار، ولابد للمجتمع أن يعترف بهذا النوع من الألم الناتج عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية”.

وبشأن تكرار حالات الانتحار بوسيلة المترو، أوضح أن الشخص يختار الانتحار تحت عجلات المترو، حتى لا يشعر بالألم عند فقد الحياة.

أما الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فرأى أن أسباب الانتحار تحت عجلات المترو بسبب ضغوط أسرية أو مشكلاتهم عاطفية، ويكون الغرض من انتحاره هو أن يبلغ أهله رسالة مضمونها “أنتم ظلمتوني”.

وقال “فرويز”، في تصريح صحفي: “إن أغلب أولياء الأمور يفتقدون فن التواصل مع الأبناء في مرحلة المراهقة، بل يجيدون فن التهديد، وهذا خطأ كبير”.

اهتمام برلماني

ولفت تصاعد تلك حالات الانتحار تحت عجلات المترو انتباه الأطباء النفسيين ووسائل الإعلام والجهات الحكومية، إذ قرّر مجلس النواب فتح ملف الانتحار خلال دور الانعقاد الحالي.

وتقدّم عمرو الجوهري، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجّه إلى رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، حول ظاهرة انتحار المواطنين، التي انتشرت في العام الجاري.

ويرى دكتور إبراهيم الغرباوي، الباحث في الطب النفسي، “أن الاكتئاب هو الدافع الأول للانتحار، لأنه يؤدي إلى سيطرة العجز والمعاناة على حياة المكتئب”.

محمد محمود

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *