كشف معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لوزارة الزراعة، عن انتهاء أبحاث إنتاج رغيف الخبز دون قمح، بمكونات من الذرة البيضاء، والرفيعة، والكينو، والشعير، والبطاطا.
وقالت الدكتورة إيمان محمد سالم، مديرة معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية: “إن إنتاج رغيف العيش دون قمح أو بنسب أقل تتخطى الـ25%، يوفر ما يقرب من خمسة ملايين طن قمح سنويا” موضحة أن القيمة الغذائية عالية لرغيف الخبز الجديد المنتج من الذرة البيضاء بنسبة 20%، و10% من الشعير، و35% من الدقيق العادي، و36% من البطاطا.
وأوضحت في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أننا نستورد القمح بمليارات الدولارات، من أجل رغيف الخبز، وكان لابد من وضع حد للاعتماد على الاستيراد من الخارج، لافتة إلى أن العمل على ذلك الملف انطلق منذ الثمانينات وحتى الآن.
وأكدت سالم، أن بالمعهد قسما بحثيّا باسم “الخبز والعجائن”، نجح في استخدام الذرة البيضاء والرفيعة التي وفرت 25%، ومن بقية المخبوزات الأخرى بنسبة 100% مثل: العيش الفينو، والبيتي فور، وغيرها من المنتجات التي تستهلك القمح.
وحول إمكانية تطبيقه، نوّهت الدكتورة إيمان إلى أننا هنا لا نتحدث عن أبحاث بل عن نتائج يمكن تطبيقها غدا بالتعاون مع وزارة التموين، شريطة توفير مطاحن جيدة للذرة البيضاء، حتى لا تتعرض التجربة لما حدث في الثمانينات.
غير مكلف للدولة
واستطرت: “المعهد يمتلك وحدة بحوث الذرة التي تنتج منتجات خبزية لمرضى حساسية القمح، لأنهم ليس لهم علاج إلا عدم أكل أي منتج يحتوي على قمح”.
وأضافت: “أن الوحدة توفر منتجات عيش بنسبة 100% من الذرة” مشيرة إلى أن عدد المرضى الراغبين في منتجاتنا يبلغ 3000 مريض من كافة المحافظات وعدد من الدول العربية.
وأشارت إلى أن إنتاج الذرة والشعير والبطاطا غير مكلف للدولة تماما، لأنه أقل استهلاكا للمياه، ويمكن زراعتهم بسهولة.
يشار إلى أن معهد التكنولوجيا في منتصف التسعينات وفّر رغيف العيش بمنتج بديل للقمح بعد تكرار عدد من الأزمات، إلا أن التجربة لم يكتب لها النجاح، بسبب عدم توافر الأساليب الحديثة، وصعوبة توفير مطاحن جيدة، ما تسبب في تغيير جودة الرغيف، ولم تنل استحسان القيادة السياسية آنذاك.
خلط رغيف الخبر
يأتي هذا البحث في الوقت الذي تبدأ فيه الحكومة بالعمل على خلط رغيف الخبز بمكون إضافي مع القمح خلال الفترة المقبلة، لتقليل نسبة الاستيراد من الأخير، بعد أن وصلت الكميات المستوردة خلال السنوات الأخيرة إلى قرابة الـ50% من الاستهلاك بواقع من ثمانٍ إلى تسع ملايين طن سنويا.
وتبحث وزارة التموين مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي على إضافة الشعير لرغيف الخبز البلدي، بعد توقف تجربة خلط دقيق القمح بدقيق الذرة، وتسعى الدولة إلى زراعة 250 ألف فدان من الشعير في مناطق بعيدة عن زمام المساحات المنزرعة بالقمح، لبدء عملية خلط دقيق القمح والشعير بنسبة 90% : 10%.
كما تدرس الحكومة تحوّل الدعم على منظومة الخبر من عيني إلى نقدي لتقليل فارق السعر، وكذلك لضمان وصول الدعم لمستحقيه.
أضف تعليق