أحال المستشار نبيل صادق، النائب العام، سيف الدين مصطفى، المتهم في واقعة اختطاف طائرة مصر للطيران والتوجه بها إلى قبرص في عام 2016، إلى المحاكمة الجنائية.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا تهما لخاطف الطائرة، تتعلق بالاستيلاء والتهديد والترويع لوسيلة من وسائل النقل الجوي، وخطف واحتجاز ركابها وأفراد طاقهما، تحقيقا لغرض إرهابي، وترويج أفكار ومعتقدات تحضّ على العنف.
وتسلّمت بعثة أمنية مصرية، أغسطس الماضي، المتهم باختطاف الطائرة المصرية من قبرص، وعادت به إلى القاهرة، فيما أمر النائب العام بعرضه على النيابة المختصة لبدء التحقيق معه.
الصحيفة الجنائية
ونشرت مصادر أمنية الصحيفة الجنائية لخاطف الطائرة المصرية في قبرص، واسمه بالكامل سيف الدين مصطفى محمد إمام، من مواليد 23 يونيو 1957، ومقيم في مساكن شرق حلوان بلوك 14 مدخل 1.
والمتهم مسجل خطر جنائي في 16 قضية متنوعة منها، تزوير، وسرقات مساكن، وانتحال صفة، ومخدرات، وإصدار شيكات دون رصيد، وآخر القضايا التي كان متهما فيها تحمل رقم 25616 لسنة 2007 جنح مصر القديمة.
وسبق فصله عندما كان طالبا في كلية الحقوق جامعة بيروت بالإسكندرية، وأسس شركة وهمية، تحمل اسم “سيف الدين لتوريدات السلع الغذائية”.
وسبق اعتقاله جنائيا ثلاث مرات، وصدر حكم بحبسه عام 2010 ، إلا أنه هرب في أحداث 25 يناير 2011، ثم سلم نفسه عام 2014، وقضى فترة العقوبة، وأُفرج عنه عام 2015.
واختطف سيف الدين مصطفى طائرة مصر للطيران من مطار برج العرب، بعد فقدان الاتصال بها، وتوجه بها إلى قبرص، إذ هبطت الطائرة في مطار لارناكا، مهددا طاقم الطائرة بحزام ناسف كان يرتديه أسفل ملابسه، لإجبارهم على تغيير مسار الطائرة.
والطائرة تحمل رقم رحلة 181 طيران داخلي، وتقل على متنها 55 راكبا، وفُقد الاتصال بها بعد فترة وجيزة من إقلاعها في طريقها لمطار القاهرة.
القبض على الخاطف
وتوجهت بعثة أمنية من إدارة شرطة الإنتربول المصري إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، واستلمت المتهم المذكور، وعادت به إلى القاهرة، فيما أمر النائب العام بعرضه على النيابة المختصة لتجري معه تحقيقات.
وكانت لقاءات جرت بين الجانبين المصري والقبرصي، وتبادلا المذكرات الخاصة بينهما في هذا الخصوص، ثم وافقت المحكمة العليا القبرصية على الطلب المصري بتسليم المتهم، لما ثبت لديها من استقراء المستندات والقضاء الجنائي المصري بضمانات المحاكمة الجنائية وفقا للمعايير الدولية.
وفي تصريحات صحفية، قال الكابتن عمرو الجمال، قائد الطائرة المصرية المختطفة: “إنه تعامل مع المختطف بجدية بعد ادعائه بارتداء حزام ناسف، وتهديده بتفجير الطائرة في حالة عدم الاستجابة لمطالبه”.
وأضاف الجمال: “أنه شعر بالخطر من أول لحظة بلّغ فيها بأن الطائرة مختطفة، ولكنه وطاقم الطائرة تمالكوا أعصابهم للحفاظ على سلامة الركاب” موضحا أنه فضّل عدم الهبوط في أي مطار مصري، حفاظا على سلامة الركاب.
وتابع: “أنه وجد أن مطار لارنكا هو الأنسب لقلة وقود الطائرة” مشيرا إلى أن الخاطف طلب منهم مغادرة الطائرة فور هبوطها، وإلا سيفجرها.
اعترافات خاطف الطائرة
وبعد تسلّم السطات المصرية خاطف الطائرة، في 18 أغسطس الماضي، بدأت مرحلة التحقيقات معه في نيابة العامرية ثاني بالإسكندرية، برئاسة المستشار على الخضرجي، رئيس النيابة، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة من الأجهزة الأمنية.
جرى استجواب المتهم 15 ساعة متواصلة، حاول فيها تغيير أقواله، وادعاء المرض النفسي، خصوصا بعد مرور وقت كبير على التحقيقات، وشعوره بالإرهاق.
وعن أسباب اختطاف الطائرة، قال المتهم سيف الدين مصطفى: “إنه فعل ذلك كي يرى زوجته اليونانية، التي لم يرها منذ أكثر من 20 عاما، ولديه منها أطفال، فوضع حزاما يشبه الحزام الناسف ليرهب الركاب والطاقم أثناء الرحلة، حتى يستطيع التوجه إلى اليونان، ويراها”.
وأضاف المتهم، في تحقيقات النيابة: “أن الحزام كان خاليا من المتفجرات، ومرّ من الأجهزة الإلكترونية في المطار، وحجز تذكرة الطائرة من الإسكندرية للقاهرة، قبل موعد الرحلة بوقت كاف، وتوجه إلى المطار، ولم يشك فيه أحد من أمن مطار برج العرب، خصوصا أنه كان لا يحمل حقائب تثير الشكوك”.
وتابع: “بعد إقلاع الطائرة بفترة قصيرة قمت من مقعدي، وأخبرت الركاب أن معي حزاما ناسفا، وأخبر المضيفة أنه يريد أن يرى كابتن الطائرة، ليخبره بالتوجه لليونان أو تركيا، بدلا من مطار القاهرة، ويغير خط سيره، وبعد دقائق أكدت له المضيفة أن الوقود غير كاف بالطائرة، والمتاح أن يهبط في مطار قبرص”.
اقرأ أيضا:
أضف تعليق