أمرت النيابة العامة بدمياط، مساء الثلاثاء، بحبس سامي دياب، معلم اللغة العربية، بمدرسة محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة، والتابعة لإدارة دمياط التعليمية، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التنمر، والخروج عن مقتضيات الواجب الوظيفي، بعد الواقعة المشهورة أمس من السخرية والإساءة للتلميذة بالمدرسة، بسملة علي عبد الحميد عبد الله.
وكانت الواقعة والقضية قد شهدت تفاعلا واهتماما من الجمهور والمسئولين بعد الإعلان عنها، باعتبارها تصرفا عنصريا من أحد القائمين على العملية التربوية والتعليمية، رغم حملات رفض التنمر التي شاركت فيها وزارة التعليم في بداية العام الدراسي.
وأنكر سامي دياب المعلم، صاحب واقعة التنمر والمتهم، السخرية والاستهزاء من الطالبة، وأكد دياب أمام النيابة العامة، أنه قال للطلاب حرفيا: “أعربي جملة: بسملة طالبة سمراء، وليس سوداء كما تردد”.
وقال دياب في أقواله أمام النيابة العامة: “كيف أسخر من لون بشرتها السمراء وأنا أسمر البشرة”.
بداية القضية
وكانت بسملة، قد اتهمت معلم اللغة العربية، الذي يدرس لها أنه سخر منها، واستهزأ بها أكثر من مرة أمام زملائها في الفصل، وطلب منهم إعراب كلمة “بسملة تلميذة سوداء” ما دعا بعض زملائها إلى التهكم والسخرية منها، وأدى إلى انهيارها بالبكاء داخل الفصل، وردّ على ذلك المدرس بالتهديد بطردها من الفصل إذا واصلت البكاء.
بعد ذلك لاحظ والدها سوء حالتها النفسية، وأصرّ على معرفة السبب، فأخبرته بسملة بما بدر من المعلم، فغضب والدها، وقام بتقديم شكوى بالمديرية والإدارة التعليمية.
وعقب تداول الواقعة قام وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة بنقل المعلم إلى مدرسة أخرى، وإحالته للتحقيق، كما التقى الطالبة ووالدها، واعتذر لهما عما حدث، وكذلك فعلت محافظة دمياط بالتوجه للطالبة في مدرستها والاعتذار لها.
تعليق الوزير
وعلق طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، على القضية في مداخلة هاتفية، مع أحد البرامج الفضائية مساء اليوم، وقام الوزير بدعوة الطالبة بسملة لزيارته الأسبوع المقبل بديوان عام الوزارة.
وأكد الوزير قائلا: “اتخذنا الإجراء القانوني المناسب تجاه المعلم، وفي أحوال أخرى يحدث اعتداءات على المعلمين، ونحميهم أيضا”.
وأكمل: “نحن بصدد الحديث عن مجتمع جديد، وتعليم جديد معني بتكوين شخصية الطفل وتغيير سلوكه، ومن ثَمّ فإنه لابد من رفض العنصرية“.
وأضاف: “أكرر دعوتي لبسملة لزيارة الديوان الأسبوع المقبل، هندردش مع بعض، ونعرف رأيها في منظومة التعليم، ولن نتطرق إلى ما حدث معها أو أي شيء آخر قد يسبب لها الضيق”.
أضف تعليق