في يوم الطفل.. العنف يسرق بسمة الصغار بمصر

يوم الطفل العالمي
مصر تحتفل بذكرى يوم الطفل العالمي - أرشيف

يحتفل كثير من بلدان العالم، في 20 نوفمبر من كل عام، بذكرى يوم الطفل العالمي في ظل معاناة مستمرة لكثير من الأطفال حول العالم، قادتهم الحروب والظروف الصعبة إلى حياة مأساوية، انتهكت براءتهم، واغتالت بهجتهم.

وفي 20 من نوفمبر عام 1959، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، كما اعتمد في اليوم نفسه من عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل، وحددت الجمعية موضوع عام 2018 بعنوان “الأطفال يتولون المهمة ويحوّلون العالم إلى اللون الأزرق”.

ومن خلال متابعة حقوق الطفل في مصر نجد أن كثيرا من الأطفال يعيشون في ظروف صعبة، على رأسها: الفقر، والتعرض للعنف، والحرمان من تعليم كاف، والعيش دون منزل أو مأوى، والتنمر، وافتقاد الحق في حياة أسرية مستقرة.

أطفال الشوارع

وخلال السنوات الأخيرة تفاقمت ظاهرة أطفال الشوارع في مصر، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وهو ما انعكس على انتشار التسول، والمخدرات، والعنف، والاستغلال الجنسي للصغار.

وقال محمد العقبي، المتحدث باسم وزارة التضامن: “إن الوزارة رصدت نحو 164 مليون جنيه لمشروع أطفال بلا مأوي بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، واستعانت بأكثر من تجربة دولية، وجرى تصميم برنامج به 17 وحدة متنقلة تنزل المحافظات التي بها انتشار لظاهرة أطفال الشوارع.

وأضاف العقبي، خلال حواره ببرنامج “صالة التحرير” على فضائية “صدي البلد”، أول من أمس الأحد: “أن القاهرة والإسكندرية والمنيا والقليوبية والشرقية أكثر المحافظات المنتشرة بها تلك الظاهرة”.

وتابع: “أنه جرى تطوير ست دور رعاية لإيجاد مأوي مناسب للأطفال بلا مأوي” مشددا على أن هذه الدور بها إقامة كاملة، وتُعيد الطفل للتعليم مرة أخرى، ولكل طفل سرير ودولاب مستقل، ويمارس أنشطة فنية وألعاب رياضية، والأولاد يذهبوا لمدارسهم بانتظام.

العنف ضد الطفل

وبحسب الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي ترصد وقائع العنف ضد الأطفال في مصر، فقد ذكر تقرير صادر عن المجلس القومي للأمومة والطفولة، أن عدد البلاغات التي تلقاها، خلال النصف الأول لعام 2016 بلغت 2284 حالة عنف ضد الأطفال.

وأفاد التقرير بأن الذكور تصدروا النسبة الكبرى من بلاغات العنف بنحو 69% في مقابل 31% للإناث، وتعرضت 155 حالة منها للعنف المدرسي، كالاعتداء بالضرب أو التوبيخ.

وفي 2016، بلغت نسبة العنف الجسدي للأطفال في مصر 75%، سواء عن طريق الأسر أو حتى دور الرعاية، وفق آخر إحصائية لليونيسيف، أما العنف النفسي في مصر فتتراوح النسبة بين 40 و50% من الأطفال في مصر.

أما فيما يخص العنف الجنسي للأطفال، فبلغت النسبة 55% من الأطفال تعرضوا للعنف الجنسي، نتيجة للممارسات المختلفة.

أرقام صادمة

وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أمس الاثنين، بيانا بمناسبة يوم الطفل العالمي، تبيّن من خلاله أن نسبة التسرب من التعليم بلغت 0.5% من إجمالي المقيدين في المرحلة الابتدائية (0.5% للذكور، 0.4% للإناث).

بينما بلغت في المرحلة الإعدادية 4.1% لكل من الجملة والذكور والإناث من إجمالي المقيدين بهذه المرحلة لعامي (2015/2016، 2016/2017).

ووفقا لمعدل الزواج من (10-17 سنة) وفقا لبيانات تعداد 2017، بلغ 117,220 عدد الأفراد في الفئة العمرية (10-17سنة) السابق لهم الزواج، وسجل إقليم الوجه القبلي أعلى نسبة في الطلاق 51.6% والزواج 50.8% من إجمالي الحالة الزواجية بالإقليم.

وبلغت أقل نسبة لإجمالي الأفراد المتزوجين (10-17 سنة) 1.3% في محافظات الحدود على مستوى أقاليم الجمهورية.

وبشأن الأطفال في سن (5-17 سنة) الذين يواجهون الصعوبات الوظيفية المستخدمين لوسائل تكنولوجيا المعلومات 2017، بلغت نسبهم 3,55%.

أما عن الرعاية الاجتماعية للأطفال (وفقا لبيانات وزارة التضامن الاجتماعي عام 2017) بلغ عدد دور الحضانات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية 87 دارا وملتحقا بها 1464 طفلا.

حملات للتوعية

وفي ظل انتشار ظاهرة العنف ضد الأطفال في مصر، تسعى الدولة بطرق مختلفة للحد تلك الظاهرة وحماية حقوق الصغار، ومن ذلك ما أطلقته وزارة الصحة والسكان ممثلة في المجلس القومي للطفولة والأمومة، في أبريل الماضي، حملة على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل حماية الأطفال من التنمر على الإنترنت، تحمل الهاشتاج “أنا ضد التنمر“.

ونسق المجلس القومي لحقوق الطفل مع منظمة اليونيسيف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، العام الماضي، لتنفيذ حملة إعلامية موسعة بعنوان “أولادنا” لنشر المفاهيم الأساسية للتربية الإيجابية، كما بدأ العمل أيضا نحو ترسيخ تلك المفاهيم وكل ما يتعلق بمناهضة العنف ضد الأطفال داخل المدارس مع التركيز على مرحلة التعليم الأساسي.

ونظمت الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، احتفالية يوم الطفل العالمي المبتسر، وأطلق خلالها حملة “ابني البدري ” لرعاية الطفل المبتسر، تحت رعاية وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي والمجلس القومي للسكان، وذلك في حديقة الميريلاند بمصر الجديدة.

وقالت الدكتورة عبلة الألفي، أستاذ دكتور طب الأطفال وحديثي الولادة، ومؤسس حملة “حلمنا” و”ابني البدري”: “مُصرون إننا نوصل لكل بيت علشان فيه حاجات ممكن نمنعها.. إحنا الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لطب الأطفال عملنا مبادرة اسمها “حلمنا”، وهنحققوا”.

اقرأ أيضا: هل يكفي “أطفال بلا مأوى” للقضاء على الظاهرة؟

محمد محمود

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *