الحد من الزيادة السكانية.. حملات وانتقادات

الزيادة السكانية
حملات حكومية للحد من الزيادة السكانية- أرشيف

“خفض معدل الزيادة السكانية” و”تنظيم الأسرة”، قضية توارثتها الحكومات المتعاقبة، وهي من الأمور الشائكة، كونها تتعلق بمفاهيم وعادات وتقاليد ونواحي دينية واجتماعية مختلفة.

لفت إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر للشباب في أغسطس 2017، ووصفها بالتحدي الذي يقلل فرص التقدم للأمام.

وبحسب الساعة السكانية، ارتفع عدد سكان مصر بالداخل إلى 97.5 مليون نسمة، بزيادة 500 ألف نسمة خلال آخر 90 يوما.

وبدورها، وضعت وزارة الصحة والسكان إستراتيجية بالتعاون مع الوزارات المختلفة، وعلى رأسها التضامن والإعلام، للعمل على الحد من الزيادة السكانية عن طريق إطلاق حملات مختلفة، لتوعية المواطنين بأهميتها.

نستعرض خلال السطور التالية أهم الحملات، وأهدافها، وإنجازاتها، وبعض الآراء حولها:

2 كفاية

آخر وأحدث الحملات التي أطلقت كانت في 9 سبتمبر الماضي، عندما دشنت غادة، والي وزيرة التضامن الاجتماعي، الحملة الإعلامية التمهيدية لمشروع “2 كفاية” للتوعية بالقضية السكانية.

وقالت والي: “إن برنامج 2 كفاية جزء من إستراتيجية قومية تقودها وزارة الصحة، مشيرة إلى أن وزارة الصحة أسندت إلى كل وزارة دورا من الأدوار.

والمرحلة الأولى من البرنامج تستهدف:

  • عشر محافظات هي الأكثر خصوبة، والأكثر فقرا، والأقل دخلا، وهي: البحيرة، والجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان.
  • تستهدف (2257 قرية) فيما سيجرى تنفيذ 342 ألف زيارة منزلية و408 زيارات شهرية.
  • التعاقد مع 100 جمعية أهلية بالمحافظات، لتنفيذ أنشطة المشروع.

ولفتت والي إلى أن الإنجازات التي تحققت هي:

  • تدريب 200 كادر بالجمعيات الشريكة لتنفيذ حملات طرق الأبواب، وإدارة عيادات تنظيم الأسرة.
  • حصر احتياجات 70 عيادة أهلية بالمحافظات المستهدفة.
  • تجهيز وتطوير 42 عيادة كمرحلة أولى لتقديم خدمات تنظيم الأسرة بالمجان في المناطق المحرومة.
  • إعداد دليل توعية خاص بحملات طرق الأبواب بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
  • تنفيذ عشرة آلاف زيارة في الفترة من يونيو إلى أغسطس 2018.
  • التعاقد مع شركة أكديما للصناعات الدوائية، لتوفير وسائل منع الحمل المنتجة محليا.

كما لفتت راندا فارس، منسق مبادرة “2 كفاية” بوزارة التضامن الاجتماعي إلى بعض الأرقام الهامة وفقا لآخر تقارير الجهاز المركزي للإحصاء منها:

  • تستقبل مصر أربعة مواليد جدد كل دقيقة.
  •  2.6 مليون مولود جديد سنويا.
  • زاد خلال الـ 15 عام الأخيرة 20.3 مليون نسمة.
  • سجل عام 2003 “67.3 مليون نسمة” وفي عام 2018 حتى الآن 97.5 مليون نسمة.
  • متوسط الزيادة السنوية تتراوح من 2- 4 ملايين نسمة.
  • متوقع الوصول إلى 100 مليون نسمة خلال العام المقبل 2019.

حملات سابقة

في سبتمبر 2018، أطلقت وزارة الصحة مبادرة الوسام، وهو برنامج مطور للإشراف والتقييم، مبني على الزيارات الميدانية للمنافذ، يعتمد على استخدام:

  • قنوات الاتصال الجديدة، ممثلة في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى القنوات التقليدية، وهي الراديو والتليفزيون.
  • قوالب كوميدية تظهر فيها الفنانة “شيماء سيف” والفنان الكوميدي “محمد ثروت” وأغنية مُصورة بالرسوم المتحركة.
  • إطلاق شعارات، مثل:”ما تقوليش فات الأوان”، الذي كان شعارا لحملة إعلامية بعنوان  “حملة أمان”.

طوق نجاة

وفي نهاية أغسطس 2017، أطلقت وزارة الصحة والسكان عملية ”طوق النجاة“، وهي إستراتيجية لخفض معدل المواليد السنوي إلى 2.4 لتوفير 200 مليار جنيه، عن طريق إطلاق مبادرات وحملات مختلفة .

حملة كل ثلاثاء

وفي نهاية 2017، أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في قطاع السكان وتنظيم الأسرة، توجيه حملة يوم الثلاثاء من كل أسبوع، لتقديم خدمات متميزة لتنظيم الأسرة في المراكز الطبية، في كل الإدارات على مستوى الجمهورية.

وبحسب سعاد عبدالمجيد، رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة، أنه يأتي هذا النشاط كتدخل غير تقليدي، لتفعيل مراكز الإحالة المتميزة، وذلك بعد أن كشفت الإحصائيات عن:

  • انخفاض معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى 58,5 %.
  • زيادة معدل الانقطاع (30%).
  • ارتفاع نسبة الحمل غير المرغوب فيه إلى (16%).

آراء في الحملات

يرى صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه بالرغم من الدور الهام للحملات إلا أنه يؤخذ عليها:

  • إجراء تفعيلها فقط عند توافر التمويل، وإيقافها بعد انتهائه.
  • افتقادها للاستمرارية التي تعتبر العامل الأهم لنجاحها وتأثيرها.
  • قصور استخدام القنوات الاتصالية التي تساعد في الوصول للجمهور المستهدف في أماكن تواجده.

بينما قالت كاريمان فريد، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة: إنه لتحقيق النتائج المرجوة يجب:

  • الإعلاء من إجراء البحوث الميدانية كخطوة أولية قبل البدء في تخطيط وتنفيذ وإنتاج كل حملة.
  • مراعاة اختلاف الظروف المجتمعية والاقتصادية من مكان لآخر.
  • ضرورة عمل رسائل إعلانية لكل من (الزوج، الزوجة، وأحيانا “الحماة”).
  • مراعاة ضوابط سحب عينات البحث من المجتمع.

بينما قالت النائب غادة العجمي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: “إن الحملات غير كافية، وأن جزءا من الحل في مشروع قانون أعدته وقدمته للبرلمان، بفرض غرامات، وحرمان المخالفين من بعض الامتيازات حال إنجاب أكثر من طفل” لافتة إلى أنه سيناقش خلال دور الانعقاد الحالي.

ويشاركها مصطفى أبو زيد، وكيل لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، الرأي في أن الحملات لا تكفي، لكنه يرفض سن قانون يجرم إنجاب أكثر من طفلين.

يذكر أن الأزهر الشريف أقرّ حملات وزارة الصحة والسكان، وأشاد بها، وقال أيضا: “إن تنظيم الأسرة حلال”.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *