بحجم استثمارات بلغت 64 مليار جنيه، تشهد صناعة الدواجن بمصر تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، في محاولة لتشجيع الصناعة، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي مع بداية العام المقبل، وهو ما يقابله العديد من المشكلات والتحديات.
وعقد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا اليوم الثلاثاء، مع الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومنى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لشئون الثروة الحيوانية والإنتاج الداجني، لمتابعة تطور صناعة الدواجن، وسبل تنمية الثروة الداجنة في مصر.
وخلال الاجتماع، شدّد مدبولي على ضرورة الاستمرار في تطوير الثروة الداجنة في مصر، وزيادة الإنتاج من أجل العمل على خفض الأسعار، معلنا تقديم التيسيرات الممكنة، والعمل على توفير الأراضي اللازمة، لإقامة هذه المشروعات.
ويبلغ عدد المزارع المرخصة رسميا، نحو 20 ألف مزرعة، ويعمل العدد الباقي خارج المنظومة الرسمية، ويصل إجمالي عدد المستثمرين في مجال الإنتاج الداجني إلي 23 مستثمرا.
حجم الإنتاج
وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأنه جرى خلال الاجتماع استعراض معدلات تطور صناعة الدواجن في مصر، منذ عام 1980 وحتى عام 2017، والتي بدأت بالاعتماد على الاستيراد، وصولا إلى ما تحقق الآن، بالاعتماد على الإنتاج المحلي، إذ تقدر إجمالي استثمارات الإنتاج الداجني والخدمات الصناعية المرتبطة بها بنحو 64.5 مليار جنيه، ويعمل بها ما يقرب من 2.5 مليون عامل، ما بين عمالة مباشرة وغير مباشرة.
وقال المتحدث: “إنه تمت الإشارة إلى أن الطاقة الإنتاجية للإنتاج المحلي من دجاج التسمين، وصلت في عام 2017 إلى مليون و831 ألف طائر في العام، بينما وصل الإنتاج المحلي من بيض المائدة خلال عام 2018 إلى 13 مليار بيضة، حققت لمصر اكتفاء ذاتيا من هذا المنتج”.
إنجازات القطاع
وأكد المتحدث الرسمي، أنه جرى إنشاء قواعد بيانات صناعة الدواجن من خلال رفع إحداثيات إجمالي 25335 مزرعة، ومنشأة ثروة داجنة، باستخدام أجهزة “GPS” خلال عامي 2017 و2018، فضلا عن تفعيل تراخيص تشغيل مزارع ومشروعات الثروة الداجنة.
وأفاد المتحدث بأنه جرى خلال الاجتماع التأكيد على أهمية الاستمرار في تشجيع إقامة مشروعات الإنتاج الداجني بالظهير الصحراوي والمحافظات الصحراوية، التي جرى التعاقد عليها في محافظات بني سويف، وقنا، ومطروح، والجيزة.
وبالنسبة للمشروعات الجاري دراستها حاليا في مختلف القطاعات، قال سعد: “إن التكلفة الاستثمارية لمشروعات الإنتاج الداجني بها تبلغ نحو 20.2 مليار جنيه بإجمالي 20 شركة، فيما تبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروعات إنتاج دجاج التسمين 19.7 مليار جنيه، بإجمالي 17 مشروعا، كما تبلغ التكلفة الاستثمارية لمشروعات إنتاج بيض المائدة حوالي 778 مليون جنيه في 7 مشروعات”.
مشكلات وعقبات
ورغم الأرقام التي رصدها الاجتماع الوزراي للإنجازات الكبيرة في مجال الثروة الداجنة، التي يقدّر حجم استثماراتها بـ 65 مليار جنيه، إلا أن هذه الصناعة تعاني من مشكلات وأزمات من عام 2006 وحتى الآن، وتقف كتحدّ كبير أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي.
فقد كشف التقرير النصف سنوي لأسواق فاينانشيال، أن صناعة الدواجن شهدت تراجعا كبيرا، بعد أن سحبت الكميات التي جرى استيرادها البساط من السوق المحلي، والمنافسة بأسعار أقل بنسبة 100%، مضيفا أنه جرى طرح الدواجن المجمدة بسعر 12 جنيها للكيلو، في حين أن الدواجن المحلية كان سعرها 24 جنيها للكيلو، مما دفع بعض المربين إلى الاتجاه للدواجن المجمدة، وتغيير النشاط من التربية إلى الاستيراد.
وكان أبوستيت، وزير الزراعة، قد كشف في مؤتمر صحفي بعد توليه الوزارة، أن قطاع الإنتاج الحيواني في مصر يواجه مشكلات كثيرة، وأن هناك انتزاعا لحق المنتج والفلاح لصالح السماسرة.
استيراد الأعلاف
وتتجلى مشكلة من مشكلات الإنتاج الداجني في غلاء فاتورة الأعلاف، وأوضح الدكتور نبيل درويش، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن في مصر، أن مربي الدواجن يشتكون من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج – خاصة الفول الصويا والذرة الصفراء – بسبب الاعتماد على الاستيراد، وعدم وجود أي خطة واضحة من وزارة الزراعة، لدعم مزارعي تلك المحاصيل، عبر تفعيل قانون الزراعة التعاقدية مع المزارعين.
وحسب شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإن فاتورة استيراد 9 ملايين طن من أعلاف الذرة الصفراء وفول الصويا، تكلف مصر ما يقرب من 18 مليار جنيه، لاستخدامها في مستلزمات الإنتاج الحيواني والداجني، وتمثل عبئا كبيرا، لكون الاستيراد بالعملة الصعبة.
الأمراض وغياب التسويق
ومن المشكلات والعقبات البارزة في مجال صناعة الدواجن، الأمراض التي تصيب الدواجن، وغياب التسويق للمنتج، فيرى النائب سيد حسن، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن من أبرز التحديات الأمراض التي تصيب الدواجن، خاصة في فصل الشتاء، وارتفاع أسعار التطعيمات، واللقاحات، وعدم وجود مصانع لإنتاجها، والاضطرار للاستيراد من الخارج بمبالغ كبيرة.
بالإضافة إلى غياب التسويق الجيد للمنتج، وتعدد الحلقات الوسيطة، مما يرفع سعر المنتج، وهذه الحلقات لا يوجد عليها أي التزام ضريبي تجاه الدولة، وتحصل على النسبة الأكبر من الأرباح، وأيضا عدم وجود تسعير عادل للمحاصيل التي يزرعها الفلاح.
مبادرات ودعم
تقول منى محرز، نائب وزير الزراعة لقطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية: “إن الدولة اتخذت حزمة من الإجراءات لدعم صناعة الدواجن، من بينها إنشاء شركة مساهمة أو مجموعة شركات برأس مال من 100 إلى 500 مليون جنيه، لتنسيق حلقات الإنتاج وأداء نظام تسويقي أكثر كفاءة”.
وأوضحت أن مصر تخطو خطوات واسعة لتعزيز إنتاجها من الأعلاف، للحد من الاستيراد، وفيما يخص التمويل وبروتوكولات التعاون لمشروعات الإنتاج الداجني الصغيرة والمتوسطة، جرت الاستفادة من مبادرة البنك المركزي بتوقيع بروتوكولات للتعاون مع بنك الإسكندرية والبنك الأهلي، لتوفير قروض ميسرة بنسبة فائدة 5% متناقصة يجرى منحها للمربين بالقطاع.
أضف تعليق