الحيوانات الضالة تهدد المصريين: 398 ألف عضة في عام

الحيوانات الضالة تهدد حياة المواطنين
انتشار الحيوانات الضالة في شوارع مصر

لا يخلو شارع من شوارع مصر من وجود الحيوانات الضالة أبرزها القطط والكلاب، ما أثار رعب وفزع المواطنين، خصوصا مع تكرار حوادث العقر والخوف من انتشار الأمراض والأوبئة، بسبب عدم تحصينها بشكل دوري، طبقا لبرامج وضعتها منظمات حقوق الحيوان.

وكشفت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في تقرير لها، خطورة انتشار هذه الكلاب في الشوارع دون ضابط، إذ أشارت إلى أن إجمالي عدد حالات العقر الآدمية من الكلاب والحيوانات الضالة العام الماضي بلغ 398 ألف حالة، وأن إجمالي عدد حالات الإصابة الآدمية التي انتهت بالوفاة بلغ 65 حالة إصابة انتهت بالوفاة.

وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد حالات العقر الآدمية، بسبب الكلاب الضالة خلال الأربعة أعوام الماضية، ليصل إلى مليون و392 ألف حالة، بإجمالي 231 حالة وفاة خلال الفترة من 2014 حتى 2017.

الأسباب وطرق المكافحة

تتمثل أبرز أسباب انتشار الكلاب الضالة في انتشار القمامة في الشوارع، وهي أحد أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع حاليا، وتعد أهم أسباب وجود الحيوانات الضالة، وتزايدها بشكل مستمر، فالقمامة بيئة خصبة لانتشار الكلاب والقطط، وفقا لما أكدته وزارة الزراعة.

وهناك محاولات عديدة من قبل المسئولين للتصدي لهذه الظاهرة، سواء بقتل أو سم هذه الحيوانات، ويبلغ حجم إنفاق مصر في السنوات الثلاث الأخيرة، لشراء سم “الأستركنين”، القاتل للحيوانات الضالة، مليار جنيه، وفقا لمركز المعلومات التابع لوزارة التنمية المحلية.

ويقدر ثمن الكيلو من “الأستركنين” المخصصة لمكافحة الكلاب بـ 13 ألف جنيه، و2 جرام تكفي لقتل كلب واحد من هذه المادة، أي أن الكيلو يكفي لمكافحة 500 كلب.

وينص القانون المصري رقم 53 لسنة 1966 – والمعمول به حتى الآن على وجوب ضبط وإعدام الكلاب عبر الخرطوش أو السموم، في حال عدم تكميمها وتقييدها بزمام أثناء سيرها في الطرق والأماكن العامة.

كلب وقطة وفأر

ويبلغ عدد الكلاب الضالة بالشوارع نحو 15 مليونا، أي ما يقترب من عدد رؤوس الماشية، التي تبلغ نحو 19 مليون رأس، بحسب تقرير حديث لجمعية الرفق بالحيوان، الأمر الذي جعل البعض يفكر في كيفية التخلص أو الاستفادة منها.

واستنكر محمد الحسينى، عضو مجلس النواب عن دائرة بولاق الدكرور ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، مؤكدا أنه بعد رصد دقيق، وجد أن لكل سبعة مواطنين كلب وقطة وفأر.

وأضاف في تصريحات صحفية: “القطط زمان كانت بتخاف من الكلاب، القطة بقت صاحبة الكلب دلوقتي، بتمشي معاه راس براس، والفئران ماشيين معاهم كمان”.

وتابع: “القطة والفأر والكلب اتفقوا على المواطن المصري، يبدو أن فيه مصلحة مشتركة بينهم، ودا مبيحصلش غير في مصر بس”، مطالبا بضرورة تدخل المجتمع المدني والجمعيات المعنية بحقوق الحيوان، والجهات المعنية، وتضافر جميع الجهود للقضاء على تلك الظاهرة.

تصدير الكلاب لكوريا

فيما اقترحت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، حل ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، بتصديرها إلى الدول التي تأكلها، مثل كوريا، بعد تجميعها بواسطة جمعيات الرفق بالحيوان، وهيئة الطب البيطرى، ووضعها في مكان خاص بالصحراء يتسع لكل تلك الأعداد، وإمدادهم بنظام غذائي معين لمدة أسبوع على الأقل.

وأضافت عازر أنه في حديثها مع عدد من الكوريين، استنكروا بدورهم عدم استغلال مصر للكلاب الضالة، وتصديرها بدلا من الضرر التي تسببه في الشوارع، متابعة: “الكلب بعد تغذيته بشكل سليم، هيتصدر لبرا بخمسة جنيهات على الأقل، حتما هيبقى في تلك البلاد أغلى من الخروف عندنا”.

وأشارت النائبة إلى أن الظاهرة أصبحت مزعجة للمواطن المصري، والحلول المطروحة يرفضها الجميع، وتصنع جدلا واسعا لا ينتهى في النهاية، مضيفة: “كما تبحث جمعيات الرفق بالحيوان عن حقوق الحيوان، لابد وأن تبحث عن حقوق الإنسان هو الآخر، حقه في أن يعيش في بيئة نظيفة آمنة”.

محميات للحيوانات

رغم خطورة انتشار الكلاب والحيوانات الضالة على صحة الإنسان، فإنه على الجانب الآخر انتشرت مشاهد قتل عنيف للكلاب بحرقها وذبحها، ما دفع ناشطون في مجال حماية حقوق الحيوان إلى المطالبة بإنشاء محميات وملاجئ لحيوانات الشوارع، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

ومن جانبها، أبدت نورهان شريف، رئيسة الجمعية المصرية لمعونة ومساعدة الحيوان، تأييدها لهذا المطلب، وقالت في تصريحات لها: “إن جمعيات الرفق بالحيوان المصرية أنشأت ملاجئ خاصة بها لرعاية الكلاب الضالة، وهي تحقق نفس فكرة المحمية، لكنهم غير قادرين على استيعاب أعداد كبيرة، ومن ثم لابد من تدخل حكومي، كما حدث في البرتغال مؤخرا”.

ورغم اقتناعه بأهمية الفكرة، إلا أن أحمد الشربيني، رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان المصرية، يرى أن هناك صعوبة في تنفيذها.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *