تشهد انتخابات عدد من لجان البرلمان معارك ساخنة، عقب سقوط أغلب التحالفات بين أعضائه، التي قام على تشكيلها ائتلاف دعم مصر، وتتنافس فيها تكتلات الصعيد أمام حزب مستقبل وطن، فيما يلعب المستقلون وباقي أحزاب الائتلاف دورا مهما يجعل توقع النتيجة أمر صعب.
وظهرت خارطة الصراع بشكل واضح مع بداية الأسبوع الأول للانعقاد الرابع، إذ يجري التنافس داخل 25 لجنة، أبرزهم لجنة الاقتصاد، ولجنة الشؤون الإفريقية، ولجنة الصحة، بينما تشهد ثماني لجان استقرارا حتى الآن، في ظل استمرار قيادتها بالتوافق، أو عدم إعلان أي من أعضاء البرلمان الترشح لها حتى الآن .
الانعقاد الرابع
وبدأت خريطة الصراع في الانعقاد الرابع للبرلمان، تتضح مع التغيرات الجديدة، بإعلان عدد من النواب انسحابهم، وعدم نيتهم الترشح على منصب رئاسة اللجان، التي استقروا فيها لمدة ثلاثة أدوار انعقاد.
وكان أبرز المنسحبين فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة، الذي اعتذر عن الترشح مجددا لرئاسة اللجنة، وعلل انسحابه بأنه أعطى كل طاقته إلى الرياضة المصرية، وأنه يعتزم الترشح الدورة الحالية لرئاسة لجنة الصناعة.
انضم لانسحاب عامر من رئاسة لجنته، اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية، إذ أعلن انسحابه من رئاسة لجنة الشؤون، مؤكّدا أن اكتفاءه بثلاث سنوات في رئاستها يأتي تنفيذا للوعد والعهد الذي قطعه على نفسه لزملائه، بأن يترك الفرصة لهم لتولي قيادة اللجنة خلال المرحلة المقبلة.
أما باقي لجان البرلمان فلم تشهد انسحابا مماثلا، وإنما شهدت إرهاصات للتغيير، نتيجة تغير واقع الائتلافات داخل البرلمان، فمن المتوقع تغيير رئاسة لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة، عقب تولي النائب عبد الهادي القصبي، رئاسة ائتلاف دعم مصر.
كما يتوقع أن تشهد لجنة الصناعة تغييرا جديدا لاحقا بتغييرين سابقين، مع إعلان عامر، اعتزامه الترشح لرئاستها، كما يتوقع أن تشهد لجنة الأمن القومي معركة شبيهة مع إعلان النائب سلامة الجوهري، رغبته في الترشح على رئاستها، بعد حسمها للنائب كمال عامر، بالتزكية طوال الأدوار الماضية.
وينتظر دخول العلاقات الخارجية بالبرلمان دائرة الصراع، مع إعلان النائب محمد العرابي، دراسته الترشح لها في مقابل رئيسها الحالي النائب طارق رضوان.
صراع داخلي
أما اللجنة الأكثر اشتعالا، في كل دورة برلمانية فهي اللجنة الاقتصادية، وستشهد هذه الدورة صراعا بين عمرو غلاب، في مواجهة النائب مدحت الشريف، الذي يرغب أيضا في رئاسة اللجنة، خلال الدور المقبل.
ولحقت لجنة الشؤون الإفريقية بسابقتها في الصراع، الذي أدى بها إلى عدم استمرار أي رئيس لها لأكثر من دورة، إذ أعلنت النائبة مي محمود، رغبتها في الترشح على رئاستها هذه الدورة.
وستشهد لجنة الإسكان أيضا منافسة بين الرئيس الحالي معتز محمود، والنائب علاء والي، الذي أعلن انضمامه للسباق، وخوض المنافسة على رئاسة اللجنة بدور الانعقاد الرابع.
ويحاول حزب “مستقبل وطن” تصعيد نائبه محمد المرشد، لرئاسة لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، فيما يتنافس طلعت السويدي ومحمد رشوان على رئاسة لجنة الطاقة والبيئة، وبالمثل تشهد لجنة الشؤون الصحية معركة قوية بين مجدي مرشد، رئيسها بدور الانعقاد الأول، ورئيسها محمد العماري بدور الانعقاد الثالث، فيما يرجّح أن تشهد لجنة الإدارة المحلية منافسة بعد استقرار لثلاث دورات، إذ سينافس رئيسها أحمد السجيني، النائب محمد الفيومي على رئاسة هذه اللجنة.
ويتوقع أن تشهد باقي لجان البرلمان استقرارا مماثلا للاستقرار الذي كان داخلها، خلال الدورات الماضية في ظل التزكية على أغلب رؤسائها أو عدم تقدم أي مرشحين حتى الآن.
نفي البرلمان
وفي السياق ذاته، ومع تصاعد الأنباء حول الصراع بين حزب مستقبل وطن وباقي أعضاء البرلمان، خاصة أعضاء سابقين في ائتلاف دعم مصر، فإن النائب الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، نفى وجود معارك ساخنة على رئاسة اللجان، مضيفا أنه سيكون هناك منافسة قوية بأكثر من لجنة، مشيرا إلى حدوث توافق في عدد من اللجان، وانتهاء المنافسة في أخرى بالتزكية بناء على التوافق.
وأكد في تصريحات تليفزيونية، أنه لا يوجد صراع بين ائتلاف دعم مصر وحزب مستقبل وطن، مشيرا إلى أن مستقبل وطن هو أحد المكونات الهامة داخل الائتلاف، معقبا: “مينفعش حد ينافس نفسه”.
وأكد حسب الله في تصريحاته أن الصراع سيكون على تمرير الدولة المصرية لمنطقة أفضل، وليس على رئاسة أو منصب، مضيفا: أن هدف الأعضاء التصدي إلى كافة المشكلات المجتمعية التي تعيشها مصر، وإحداث البنية التشريعية التي يتمناها المواطن.
أضف تعليق