حملة قومية لزيادة إنتاج القمح، وتوصيات وإجراءات كثيرة يعلن عنها مسئولو الزراعة في مصر كخطوة في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي، والنهوض بزراعة القمح، التي تشهد تراجعا كبيرا، خصوصا في السنوات القليلة الماضية.
وتواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، أعمال الحملة القومية لزيادة إنتاج القمح، إذ تجوب المحافظات أثناء وبعد الحصاد، لتوعية المزارعين بالممارسات والمتابعة الجيدة.
زيادة إنتاج القمح
وقال علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية: “إن الحملة القومية لزيادة إنتاج القمح انطلقت قبل عام، وتواصل إقامة التجمعات الإرشادية والندوات والدروس العلمية والعملية للمزارعين وطلاب المدارس الثانوية الزراعية”.
وأضاف خلال تصريحات صحفية:”أن الحملة تلقت العديد من البلاغات المتعلقة بإصابة المحصول الحالي بمرض الصدأ الأصفر، بسبب الزراعة المبكرة”، لافتا إلى أنه جارٍ التعامل معها.
وتابع مدير معهد المحاصيل الحقلية: “أن الحملة تهدف لنشر التقنيات الحديثة للزراعة، لزيادة إنتاج القمح، وترشيد استهلاك مياه الري”، لافتا إلى أنه يُجرى توعية المزارعين بالآتي:
- كيفية رفع إنتاجية المحصول بشكل عام.
- تعريف المزارعين على ممارسات طرق التسميد والري للمحصول.
- طرق مكافحة الأمراض.
- تقليل الفاقد أثناء الحصاد والدراس.
- التوعية بدور الحملات الإرشادية، وتفعيله لخدمة الفلاح، لزيادة معدل الإنتاج.
وأشار خليل إلى أن الحملة أحد أنشطة مشروع الحقول الإرشادية، الممول من أكاديمية البحث العلمي، وأدت إلى زيادة إنتاج القمح بنحو 22%، وتوفير 25 إلى 30% من كميات مياه الري في حقول القمح، وتوفير 25% من كميات التقاوي المستخدمة في الزراعة.
معوقات زيادة الإنتاج
وفي المقابل، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، في بيان له: “إن إنتاجية القمح انخفضت الموسم الحالي بنحو 100 ألف فدان، إذ زُرع الموسم الماضي 3 ملايين و250 ألف فدان، فيما لم تتجاوز مساحة القمح هذا الموسم 3 ملايين و150 ألف فدان حتى الآن”.
وأوضح أن السبب يعود إلى تسعير الحكومه القمح الموسم الماضي بـ685 جنيها لإردب القمح الأعلى درجة نقاوة بدرجة 23.5، و670 جنيها لإردب القمح درجة نقاوة 23، و655 جنيها لأقل درجة نقاوه 22.5، ولم يشجع ذلك المزارعين لزيادة إنتاج القمح بزيادة المساحات المزروعة.
وأضاف أبو صدام: “أن زراعة القمح تواجه ثلاث مشكلات أساسية في مصر، وهي الصدأ والزمير والسعر، فضلا عن مشكلة السعر المزمنة التي يترقبها المزارعون كل موسم، وتؤثر على زيادة المساحات في الموسم الذي يليه، بالزياده تارة، وبالنقصان تارة أخرى.
وأوضح نقيب الفلاحين أن الحكومة تتجه للتسعير طبقا للأسعار العالمية التي تتأرجح ما بين الزيادة والانخفاض، ما يجعل مزارعي القمح في ترقّب وقلق.
وأوضح محمد عبادي، الخبير الزراعي، أن هناك مشكلة تواجه زراعة القمح، وتُسبّب تراجع مساحته، وهي ما أسماه بالمعركة غير المتكافئة التي يخوضها مع البرسيم والبنجر.
وأوضح عبادي، في تصريحات صحفية، أن البنجر تُدعم زراعته من جانب شركات السكر، التي يقف خلفها رجال أعمال ومستثمرين.
وبالنسبة للبرسيم، فيحتاجه المزارعون لتغذية الثروة الحيوانية، كما أن ارتفاع أسعاره يُغري الكثيرين على زراعته، لبيعه لأصحاب الثروات الحيوانية، والأغنام، والماعز.
أما القمح فليس له ممول أو رجال أعمال أو مستثمرين، ولذلك تتراجع مساحة زراعته أمام هذه المحاصيل المدعومة.
حلول عملية
ويرى نقيب الفلاحين أن زيادة إنتاج القمح تتطلّب العمل وفق رؤية علمية، تهدف للتوسع في زيادة الإنتاج، من خلال دعم الفلاح، وحل مشكلاته، وتشجيعه على التوسع في زراعة القمح.
وأوضح أنه للتغلب على مشكلة السعر لا بد من اللجوء لتطبيق قانون الزراعات التعاقدية، وإعلان سعر القمح قبل الزراعة بالاعتماد على التقيّد بالمادة 29 من الدستور، وشراء الأقماح بهامش ربح بدلا من اعتماد السعر العالمي كمعيار.
وأما عن انتشار حشيشة الزمير، فأوضح أن أفضل طرق الوقاية ومقاومة هذه الحشيشة هو اتباع الآتي:
- اختيار تقاوي قمح خالية من بذورها.
- عدم التسميد بسماد بلدي، يحمل روث مواشٍ تغذت على هذه الحشيشة.
- المكافحة اليدوية فور ظهور هذه الحشيشة، التي تظهر غالبا أعلى من نباتات القمح.
- رش مبيدات الحشائش الموصي بها.
وفي سياق الحديث عن زيادة إنتاج القمح، يُذكر أن الموسم الحالي لزراعة محصول القمح انتهى رسميا في 10 ديسمبر الماضي، بتراجع 13% في مساحته عن الموسم الذي يسبقه، إذ بلغت في الموسم الماضي المساحات بنحو 3.1 ملايين فدان، أنتجت نحو 8.5 ملايين طن، وفقا لبيانات وزارة الزراعة.
وكشفت تقارير إعلامية منسوبة لوزارة الزراعة عن أن المساحات المنزرعة بمحصول القمح حتى 10 ديسمبر الماضي بلغ إجمالها نحو 2.7 مليون فدان، من إجمالي نحو 3.5 ملايين فدان، أعلنت وزارة الزراعة استهدافها بداية الموسم.
وتحتاج مصر إلى إنتاج ما يزيد عن 18 مليون طن من القمح سنويا، لتحقّق به الاكتفاء الذاتي، بينما تنتج من هذه الكمية نحو 8.5 ملايين طن في المتوسط، وتستورد الكميات المتبقية عبر أسواق متعددة، أبرزها روسيا، وأوكرانيا، والمجر، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
أضف تعليق