تستورد مصر الكثير من السلع الصينية في مختلف القطاعات، ومع انتشار فيروس كورونا وبدء الصين في فرض العديد من الاحتياطات، واتجاه دول العالم لعزل الصين وكل ما يَرِد منها، دب النقاش والخلاف بين المعنيين بخصوص تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري.
تفشي الفيروس والذي حصد حتى الآن أرواح أكثر من مائتي شخص، أثار التساؤل بشأن التأثير المتوقع على المعروض من السلع الصينية فى السوق المحلية، وتوقعات انخفاضها نتيجة تخوف المستوردين من السفر للتعاقد على شحنات جديدة، أو توقف خطوط إنتاج المصانع الصينية، أو تقييد حركة وحرية السفر والتجارة، بعد أن قررت مزيد من شركات الطيران العالمية تعليق أو تقليص رحلاتها الجوية إلى الصين ومنها مصر للطيران.
هذا بخلاف تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد في قطاع السياحة والذي ترتبط به مصر ارتباطا وثيقا، في ظل مغادرة السياح الصينيين للأراضي المصرية، وتوقف الرحلات الجديدة الوافدة والتي أثرت على موسم السياحة الشتوية.
واردات مصر
الحديث عن مدى تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري، يقودنا للنظر في أرقام التجارة بين البلدين، فوفقا لأحدث تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن واردات مصر من الصين سجلت ارتفاعا إلى 9.582 مليارات دولار خلال الـ10 أشهر الأولى من عام 2019، مقابل 9.464 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من 2018، بنسبة زيادة قدرها 1.2%.
وبحسب الخبراء، تستورد مصر سنويا سلعا من الصين سواء مدخلات إنتاج أو سلع تامة الصنع بقيمة 16 مليار دولار، كما أن هناك الكثير من القطاعات يبلغ حصة المستورد منها في الأسواق نحو 40% من حصة المعروض، ومعظمها يأتي من الصين، وأبرزها :
- لعب الأطفال: 82 مليون دولار.
- الأدوات المكتبية: 240 مليون دولار.
- الأحذية والملابس.
- مستلزمات ومواد خام الإنتاج في الصناعات المختلفة.
كما ذكر فتحي الطحاوي، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، في بيان أن أهم واردات مصر من المنتجات الصينية ليس بينها سلع غذائية، وإنما تتركز في التالي:
- أجهزة كهربائية: بنحو 2.6 مليار دولار.
- آلات وأجزائها” بقيمة 1.3 مليار دولار.
- شعيرات تركيبية أو اصطناعية: بقيمة 613.1 مليون دولار.
- مصنوعات الحديد: بقيمة 492.1 مليون دولار.
- منتجات بلاستيكية: بقيمة 421.1 مليون دولار.
تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد
وعن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري، يعتقد بركات صفا رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، أن المستورد يقوم بالسفر إلى الصين من 3 إلى 4 مرات على مدار العام للتعاقد على شحنات جديدة ربع سنوية، موضحا أن قطاع لعب الأطفال من الممكن أن يتأثر في حالة التخوف من السفر نتيجة انتشار الفيروس.
وأضاف بركات، أن نقص المعروض وغياب التعاقدات الجديدة من الممكن أن يظهر في مارس المقبل، إن لم يتم التوصل لحلول عاجلة.
أما أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين السابق بالغرف التجارية، فتوقع تأثير أزمة الصين على مصر في حالة توقف خطوط إنتاج المصانع الصينية في قطاع مستلزمات الإنتاج والمواد الخام التي تعتمد عليها الصناعة المصرية بنسبة كبيرة، خاصة في قطاع الأجهزة الإلكترونية، والنسيج، والأقمشة، وقطاع السيارات وغيرها.
من جانبه أوضح مصطفى إبراهيم، نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، أن استمرار تفشي فيروس كورونا من شأنه التأثير سلبيا على التبادل التجاري بين مصر والصين.
وأضاف إبراهيم أن المجلس يطالب الجمارك والرقابة على الصادرات والواردات وجهاز سلامة الغذاء بتشديد الرقابة على السلع الواردة من الصين ودول شرق آسيا بشكل عام للتأكد من صحتها وسلامتها.
بينما قال يسري قطب، رئيس مجلس إدارة شركة يونيفرسال للصناعات الهندسية، إنه لا يوجد البديل السريع للخامات الصناعية والسلع الوسيطة ليحل محل التي تستورد من الصين.
الواردات الصينية
في المقابل صرح متى بشاي، عضو الشعبة العامة للمستوردين باتحاد الغرف التجارية، عن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري، بأن الواردات الصينية للقاهرة لن تتأثر كثيرا بفيروس كورونا الجديد، بسبب أن الصين لديها إجازة طويلة، والمخازن متكدسة في نهاية السنة، وبالتالي سوف يقلل ذلك من التأثير على المدى المنظور.
وأضاف: “المخزون من البضائع في مصر آمن ويكفي الاستهلاك لفترة بين 3 إلى 5 أشهر وفقا لكل سلعة”، موضحا أن التأثير ربما يحصل إذا فشلت السلطات في الصين من السيطرة على الفيروس في الأشهر الثلاثة المقبلة.
واتفق مع هذا الرأي فتحي الطحاوي، ورأى أنه لا يوجد تأثير على حركة التجارة بين القاهرة وبكين بسبب فيروس كورونا، لأن تلك الفترة في الأساس فترة إجازات سنوية صينية.
وأضاف عبر حوار إعلامي، أنه حتى الآن لا توجد مشكلات تجارية، إلا إذا لم تتم السيطرة بشكل كامل في تلك الفترة للقضاء علي الفيروس، موضحا أن بيان الغرف التجارية جاء فقط كتحذير للمستوردين المصريين، بوقف عملية الاستيراد في الوقت الحالي وليس بشكل دائم.
أما قطاع الملابس الجاهزة، فقال يحيى زنانيري، عضو شعبة الملابس الجاهزة: إن أغلب وارداتنا من الملابس الجاهزة المستوردة تأتي من الصين. موضحا أن “الشحنات المستوردة من الصين تستمر من 20 إلى 25 يوما في البحر، ولا يمكن أن يعيش الفيروس كل هذه المدة”.
قطاع السياحة
تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري رأى المعنيون امتداده إلى السياحة، إذ بدأت السياحة الصينية الوافدة لمصر تتراجع هي الأخرى.
وعن تأثر قطاع السياحة، قال خيري محمد، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان: إن انتشار فيروس كورونا في بعض الدول المصدرة لحركة السياحة لمصر، خاصة الصين، سيكون له تأثير سلبي على الحركة الوافدة لمصر بالتأكيد.
وأضاف بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر: “أن حظر الطيران الصيني سيؤثر بالطبع على حركة السياحة الصينية الوافدة”. لافتا إلى أن عدد السياح الصينيين تراجع من نصف مليون في 2016، إلى 200 ألف خلال عام 2019.
أضف تعليق