حادثة طبيبات المنيا.. مطالبات بإقالة الوزيرة ورسائل شديدة اللهجة

حادثة طبيبات المنيا.. مطالبات بإقالة الوزيرة ورسائل شديدة اللهجة
بيانات عاجلة ومطالبات بإقالة وزيرة الصحة على خلفية حادثة طبيبات المنيا - مصر في يوم

خلال الساعات القليلة الماضية، حصلت وزيرة الصحة، هالة زايد، على لقب الوزيرة “الأكثر صخبا”، إذ لم تمر 24 ساعة على انتهاء استجوابها أمام البرلمان وطلب سحب الثقة منها بسبب الإهمال، حتى انطلقت دعوات لإقالتها على خلفية حادثة طبيبات المنيا، الذي خلّف صرعى ومصابين.

وتصدر هاشتاج #إقالة_وزيرة_الصحة، مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع ارتفاع عدد ضحايا حادثة طبيبات المنيا، إلى 4 حالات وفاة، وإصابة 17 آخرين، أثناء توجههم للقاهرة لحضور التدريب الإلزامي في وزارة الصحة.

طلب إقالة جديد

وأعلن النائب حسين غيته، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، تقدمه ببيان عاجل موجه ضد وزيرة الصحة، يتهمها بالتسبب في وفاة 4 أطباء وإصابة 17 آخرين، ومطالبا بمحاسبتها وإقالتها بسبب الإهمال والعشوائية في القرارات.

كما توجه أربعة نواب آخرون ببيانات عاجلة يطالبون فيها بإقالة الوزيرة على خلفية حادثة طبيبات المنيا، وهم النائبة إليزابيث شاكر (أسيوط)، النائب سمير رشاد أبو طالب (سمالوط المنيا)، النائبة إلهام المنشاوي (الإسكندرية)، النائب حسني حافظ (الإسكندرية).

وتساءلت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو “صحة البرلمان” عن أسباب الإبقاء على وزيرة الصحة الحالية في الحكومة، قائلة: “أداؤها غير مُرضٍ تماما ووصل الإهمال الذي استشرى في المنظومة خلال عهدها إلى الأطباء أنفسهم خاصة مع حادثة وفاة 4 أطباء بسبب قرارات خاطئة للوزيرة”.

مؤتمر استثنائي

كما أعلن اللواء شادي أبو العلا، وكيل لجنة القيم بالبرلمان، رفضه لأسلوب وزارة الصحة والذي تسبب في حادثة طبيبات المنيا، واصفا إياه بأنه “تعسفي لا إنساني”، إذ كان من الأولى إرسال طبيب إلى المنيا بدلا من إرسال 150 طبيبا إلى القاهرة.

وقال أبو العلا: محادثات الطبيبات لبعضهن كشفت أن الوزارة تعاملت معهم بمبدأ “كن فيكون” التدريب غدا يعني غدا، ولا أعذار ولا إعداد مسبقا لكيفية سفر هؤلاء للقاهرة، وكأن بين القاهرة والمنيا مسافة نصف ساعة، وليس سفرا طويلا، متعجبا من كيف يجرى في نفس الوقت تدريب في المنيا لأطباء محافظة الفيوم.

وحول البرنامج الذي كُلف الضحايا بحضوره، تعجب أحد الأطباء الذين تفاعلوا مع هاشتاج #إقالة_وزيرة_الصحة من استمرار المؤتمر الذي كان من المفترض أن يحضره الطبيبات المتوفيات قائلا:

تعسف إداري

من جانبه، قال الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن الحادثة المأساوية التي تعرضت له طبيبات تكليف محافظة المنيا، الأربعاء، سببه الأساسي التعسف الإداري، فمن غير المعقول أن يُرسل أمر إداري للطبيبات قبل موعد التدريب بيومين فقط.

وأضاف الأمين العام لنقابة الأطباء أن ذلك جرى دون ترك أي فسحة من الوقت لترتيب وسيلة سفر آمنة، وبالمخالفة لكل قواعد المنطق وأصول إصدار القرارات الإدارية، حتى إن الأطباء لم يجدوا حجوزات في القطار لتوصيلهم للقاهرة، مما اضطرهم إلى استقلال الميكروباص الذي وقعت به الحادثة.

د.ايهاب الطاهر امين عام نقابة الأطباء يقدم تعازيه في شهيدات المنيا … ويُِـــصر علي إسترجاع حقوقهن

د.ايهاب الطاهر امين عام نقابة الأطباء يقدم تعازيه في شهيدات المنيا … ويُـــصر علي إسترجاع حقوقهن

Geplaatst door ‎نقابة أطباء مصر – الصفحة الرسمية‎ op Donderdag 16 januari 2020

وتابع: يكفي عمل الأطباء في ظروف صعبة في ظل تدني الأجور، والاعتداءات، وعدم وجود حماية، وغيرها من الأسباب التي تدفع الأطباء لهجر المهنة في مصر، لنضيف عليها التعسف الإداري هذه الطريقة التي أودت بحياة الأطباء.

قرارات ومطالبات

وأوضح أن النقابة قررت الآتي بعد حادثة طبيبات المنيا:

  • الحداد العام في النقابة 3 أيام، وإقامة تأبين للشهيدات بمدينة المنيا بالتنسيق مع نقابة أطباء المنيا.
  • تقديم بلاغات للنائب العام والنيابة الإدارية للتحقيق في الواقعة.
  • رفع دعوى مدنية ضد وزارة الصحة لمطالبتها بالتعويض المناسب لأهالي الشهداء والمصابين، وتقديم جميع سبل الدعم القانوني والنقابي لأهالي الشهداء وللمصابين.

وطالبت نقابة الأطباء بالعديد من المطالبات الأخرى، تمثلت في:

  • إقامة جميع الدورات التدريبية بمقار المديريات في المحافظات، وفي حالة ضرورة الانتقال لأي محافظة أخرى تقوم جهة العمل بتوفير سبل الانتقال الآمنة.
  • إخطار الأطباء بأي مأموريات عادية أو تدريبية بموعد يسبقها بأسبوعين على الأقل.
  • اتخاذ إجراءات احتساب الوفيات والإصابات في الحادثة كإصابة عمل، مع تقديم أعلى مستوى من الرعاية الطبية للمصابين حتى وإن استدعى الأمر السفر للخارج.

بينما طالبت نقابة أطباء المنيا، في بيان لها، بإنهاء المركزية لهذه الدورات وإقامة مركز تدريب بالمحافظة، وكذلك أن تتعاقد وزارة الصحة مع هيئة السكة الحديد على غرار الهيئات الأخرى.

“الصحة” ترد

وبعد حادثة طبيبات المنيا، أصدرت وزارة الصحة والسكان، مساء الأربعاء، بيانا نعت فيه الضحايا، وقررت الوزيرة ضم والدي الطبيبتين المتوفيتين للبعثة الطبية للحج لهذا العام، وإطلاق اسميهما على الوحدتين الطبيتين اللتين كانتا تعملان بهما تكريما لهما، وكذلك ضم المصابين كافة مع أحد ذويهم من الدرجة الأولى.

قرار وزيرة الصحة قوبل بالعديد من التهكمات والانتقادات كون إحدى الوفيات من أسرة مسيحية، وهو ما علق عليه رءوف قائلا:

أوضاع الأطباء في مصر

من جانبها، قالت الدكتورة جهاد محمد يوسف علي، 26 سنة، إحدى مصابات حادثة طبيبات المنيا، داخل مستشفى ناصر: “عدنا من هذا الحادثة مقتولين، ومدمرين معنويا، فنحن بالفعل خرجنا أحياء كأنفاس، ولكننا فقدنا معنى الحياة والأمل، فكيف لا نستطيع إنقاذ أنفسنا من موت محقق، فالأرصاد تحذر يوميا من سفر الفجر، والليل خوفا من الشبكة”.

بينما وجهت إيمان عاطف، 27 سنة، مصابة في حادثة طبيبات المنيا، رسالة لوزيرة الصحة: “عاوزين احترام وتقدير لينا كدكاترة”، موضحة أن الحزام الذي استعانت به لعلاج آلام ظهرها، اشترته على نفقتها الشخصية، وقيمته 750 جنيها.

ويواجه الأطباء في مصر العديد من الأزمات ما يضطر كثيرا منهم إلى الهجرة خارج البلاد بحثا عن وضع معيشة مناسب، وبحسب أرقام محلية ففي عام 2016 استقال 1044 طبيبا، وعام 2017 زادوا إلى 2549 مستقيلا، وفي 2108 استقال 2612 طبيبا، ووصلوا في 2019 إلى نحو 3507 أطباء مستقيلين.

ومن بين الأزمات التي تواجه الأطباء في مصر: الأجور المتدنية، والتعدي عليهم في أماكن عملهم، وقلة الأجهزة في المستشفيات والمراكز ما يؤدي لتحميلهم نتائج تدهور أوضاع المرضى.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *