ارتفاع أسعار البطاطس.. لماذا تتجدد أزمة كل عام؟

ارتفاع أسعار البطاطس في الأسواق
ارتفاع أسعار البطاطس في الأسواق من 8 إلى 10 جنيهات - مصر في يوم

للعام الثاني على التوالي تشهد أسعار البطاطس ارتفاعا ملحوظا بزيادة تصل إلى خمسة جنيهات في الكيلو الواحد ليتراوح خلال الأسابيع الماضية بين 8 و10 جنيهات في الأسواق المحلية والجملة، تزامنا مع الموسم الجديد.

وأرجع مراقبون أسباب زيادة أسعار البطاطس إلى ارتفاع أسعار التقاوي بجانب التغيرات المناخية والسيول التي ضربت البلاد الشهر الماضي، فيما شكا مواطنون من نوعية البطاطس المطروحة في الأسواق.

وسجَّل سعر بيع البطاطس، ارتفاعا بنسبة 30% في سوق الجملة، وتفاوتت أسعارها بين 6 و7 جنيهات ليباع الكيلوجرام وربع “تجزئة” بـ10 جنيهات في الأسواق.

ارتفاع أسعار البطاطس

ورغم ارتفاع أسعار البطاطس، شكا مواطنون من عدم جودة نوعيتها المطروحة في الأسواق، إذ تستهلك كميات كبيرة من الزيت ولا يجري تحميرها بالشكل المعتاد، والبعض الآخر اشتكى من أنها مُعجنة.

وأرجع حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، أسباب ارتفاع الأسعار إلى نفاد المخزون الموجود في الثلاجات، وقلة المعروض حاليا، علاوة على أن باقي المخزون يحتفظ بكمية كبيرة من الماء وهو ما يعيق تحميره بشكل جيد.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن المطروح حاليا من إنتاج محافظة واحدة هي المنيا التي تستحوذ على نسبة تتراوح من 30% إلى 50% من حجم المطروح بالسوق حاليا، ولا تُصدر منتجاتها للخارج، لأن معظمها للطبخ وليس للتحمير.

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، كانت أزمة البطاطس أحد أسباب ارتفاع معدلات التضخم في مصر خلال أكتوبر 2018 إلى 17.5% بزيادة قدرها 2.8% مقارنة بشهر سبتمبر.

وكشف عن أن العروة الصيفية هذا العام أفضل من العروة الشتوية الحالية، وأرجع الأسباب إلى أن التقاوي التي يجرى استيرادها، قليلة الإنتاجية ومتدنية الجودة، إذ جرى استيرادها أثناء فترة الجفاف في أوروبا.

وأوضح أن إنتاجية الفدان تراجعت من 20 طنا إلى 10 أطنان بسبب التقاوي، فضلا على أن التغيرات المناخية والسيول، وهو ما ينذر بارتفاع في الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

أسعار الخضراوات

ولم تكن البطاطس صاحبة الحظ فقط في موجة الارتفاعات الشتوية، فهناك خضراوات أخرى ارتفعت أسعارها، مثل “الطماطم والخيار والبطاطس”، وفقا لما صرح به نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن.

وأرجع نقيب الفلاحين أن السبب وراء ارتفاع أسعار الخضراوات هذه الأيام هو الفاصل الذي يوجد بين العروات الصيفية والشتوية، مؤكدا أن التقاوي والمبيدات وعدم وجود الأسمدة وارتفاع المحاصيل الزراعية هو أيضا ضمن أسباب الزيادة في الأسعار.

وطالب نقيب الفلاحين الحكومة بالاهتمام بالمحاصيل الزراعية وتوفير التقاوي والمنتجات بأسعار مخفضة للفلاحين، وبخاصة أن مصر تُعد دولة زراعية في المقام الأول.

ويزرع محصول البطاطس في 3 عروات هي العروة النيلية التي تُزرع في أواخر أغسطس وسبتمبر ويليها العروة الشتوية (الأساسية) التي تُزرع في أكتوبر ونوفمبر وهما يزرعان بتقاوي كسر محلي، ثم العروة الصيفية وتزرع في ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوي مستوردة من الاتحاد الأوروبي.

سوق التقاوي

وبخلاف ارتفاع أسعار البطاطس وعدم جودتها يشهد سوق تقاوي البطاطس المستوردة للموسم الجديد فوضى معتادة بسبب ارتفاع الأسعار وصل إلى 100% في بعض الأصناف، وهو تكرار لما حدث الموسم الماضي.

ولمحاولة السيطرة على سوق التقاوي قال أحمد الشربيني رئيس الجمعية العامة لمنتجي البطاطس: إنهم وفروا هذا الموسم تقاوي البطاطس للمزارعين الحاجزين معها بأسعار أقل من السوق بنسبة 50% في بعض الأصناف.

وطرحت الجمعية تقاوي صنف السيلان مقابل 24.700 جنيه للطن بينما تباع في السوق مقابل 55 ألف جنيه، وصنف الكارا مقابل 24.400 جنيه وسعرها في السوق 35 ألف جنيه بينما بطاطس اسبونتا الهولندي طرحناها مقابل 18.200 جنيه وتباع في السوق مقابل 27 ألف جنيه وتلك هي الأصناف التي طلبها المزارعون.

وأكد أن الجمعية جلبت هذا العام ألف طن فقط من التقاوي بناء على عدد الحاجزين من المزارعين الذين تستهدف الجمعية خدمتهم في المقام الأول.

وكان محمد على فهيم، الخبير الزراعي، حذر من ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس المستوردة واستغلال الشركات للمزارعين.

وأوضح فهيم، في تصريحات صحفية، أن سعر تقاوي البطاطس المستوردة وصل العام الماضي إلى 30 ألف جنيه للطن، وهو ما كان يعد مكسبا 100% بالنسبة للشركات.

وأوضح الخبير الزراعي مصر تستورد بمفردها من تقاوي البطاطس ما يقرب من 130 ألف طن بقيمة تصل إلى 1.6 مليار جنيه سنويا معظمها من هولندا، اسكتلندا، فرنسا، الدنمارك، ومعظم الاستيراد من خلال 3 مستوردين كبار معروفين.

وأعلنت أمس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، عن أن إجمالي عدد شحنات تقاوي البطاطس المستوردة التي وصلت الموانئ المصرية من الاتحاد الأوربي بلغت 61 ألفا و900 طن، وجارٍ الفحص.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *