كيف تحمي طفلك من مخاطر الإنترنت؟

مخاطر الإنترنت على الأطفال
مقترحات ونصائح لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت في مصر - مصر في يوم

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن مخاطر الإنترنت على الأطفال، خصوصا عن طريق التعامل الشخصي المباشر مع الهواتف المحمولة والآيباد وأجهزة الكومبيوتر بأنواعها.

وحذر المختصون من مخاطر إفراط الأطفال في استخدام الإنترنت، سواء من النواحي الصحية أو الاجتماعية أو الأخلاقية، ووصفه بعضهم بأنه بات إدمانا، يحتاج إلى علاج.

وأعلنت اليونيسف مؤخرا أن أكثر من 175.000 طفل يستخدمون شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم يمر، أي: بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية.

وحذرت المنظمة المَعنية بالأطفال، من أنه رغم الفرص والفوائد العديدة التي تتيحها إمكانية الوصول الرقمية لهؤلاء الأطفال، فإن الإنترنت يعرضهم أيضا لطائفة من المخاطر والأضرار، بما في ذلك الوصول إلى محتويات مؤذية، والاستغلال الجنسي، والإساءات الجنسية، والتنمّر الإلكتروني.

هذا الأمر دفع آمنة نصير، رئيس لجنة الأسرة والطفل بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو مجلس النواب، للتقدم بقانون لمواجهة مخاطر الإنترنت على الأطفال.

ويتضمن القانون الجديد تجريم حمل الأطفال الهواتف المحمولة واستخدام الإنترنت، مع فرض عقوبات على أولياء الأمور المخالفين للقانون.

مخاطر الإنترنت

وفي سياق الحديث عن مخاطر الإنترنت على الأطفال، وجّهت نصير، انتقادات عنيفة للأمهات، لأنهن المنوط بهن تربية الأجيال الجديدة، مؤكدة أن سبب لجوئها للقانون الجديد هو ملاحظة كثرة استخدام الأطفال الهواتف المحمولة.

وبحسب تصريحات صحفية للنائبة، فإن سبب انتشار الظاهرة في مصر يعود إلى أن الأم تلجأ لمنح أبنائها الهاتف المحمول حتى ترتاح من مطالبهم، وترحب بخلوة الأطفال بالهواتف في غرفهم، بدلا من الاستماع لمطالبهم وحل مشكلاتهم، مطالبة الأمهات بتعلم كيفية رعاية أولادهن، وضرورة متابعة خطواتهم.

وبخلاف الحل الذي تسعى إليه نصير، نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تقريرا بريطانيا حديثا لمعهد سياسات التعليم، تضمّن نتائج دراسة علمية اجتماعية، خلصت إلى أن محاولة حماية الأطفال بمنعهم من استخدام الإنترنت والتعامل معه قد يكون بلا جدوى.

وبحسب التقرير، فإن الفئات العمرية الصغيرة تحتاج إلى التوعية والتربية بالإقناع، بالإضافة لأهميّة شبكة الإنترنت وفوائدها الكثيرة، وأنها أصبحت وسيلة تعليمية وتعلّمية بالمدارس ورياض الأطفال.

وذكر الباحثون أن سلبيات الإنترنت قد تشكل خطورة على فكر وسلوك الأطفال، واستشهد التقرير بدراسة أجراها مكتب الإحصائيات البريطاني عام 2015، أظهرت وجود “رابط واضح” بين الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون على مواقع التواصل الاجتماعي وإصابتهم بمشكلات نفسية.

وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين استخدموا الشبكة بشكل مفرط تعرضوا لمشكلات كثيرة، أبرزها:

  • التوحد، والانعزال، والانطواء، والانفصال عن الآخرين.
  • اضطرابات في النوم.
  • الشعور بالاكتئاب والضيق والتوتر.
  • أضرار صحية.
  • الإصابة بـ”متلازمة الإنهاك المعلوماتي” نتيجة كثرة المعلومات التي يتعرف عليها الطفل دون التأكد من صحتها.
  • الانفتاح غير المحدود.
  • اكتساب العنف.
  • مشاركة معلومات خاصة ومضرة.

الحوار والضوابط

وبحسب الدراسة ولتجنب مخاطر الإنترنت، يتوجّب على الآباء استخدام لغة الحوار والتفاهم، وبناء القدرة على التواصل المباشر الفعّال مع أبنائنا، وقضاء أوقات طويلة بصحبتهم، ومحاورتهم، والإجابة على أسئلتهم، وكسب ثقتهم، ويختصر الباحثون النصيحة في عبارة “دع طفلك يثق بخبراتك وقدراتك وكن مصدر معلوماته”.

إذ يرفع الحوار بين الآباء والأبناء مستوى وعيهم حول الاستخدام السليم والمسئول للإنترنت، ويبني دعائم الثقة، ويكسر حواجز الخوف من أن يبوح الأطفال بنشاطاتهم، وما يدور في خواطرهم لتأمين بيئة أكثر سلامة وأمنا لهم على الشبكة.

وأضافت الدراسة: “أنّ الأطفال في مراحلهم العمريّة الأولى يحتاجون إلى وجود ضوابط في المنزل، وقواعد وقوانين يسيرون وفقها، ومن بينها تحديد ساعات معيّنة للجلوس على شبكة الإنترنت.

وأشارت إلى أهمية وضع هدف لاستخدامهم الإنترنت، وتدوينه على ورقة، يمكّنهم من السيطرة فيما بعد على مهامهم، وإكسابهم مهارة ضبط الذات والوقت.

ولفت الباحثون إلى أهمية توجيه أسئلة للأطفال بشأن استخدام الإنترنت، على شاكلة: ماذا تعلمت من الإنترنت اليوم؟ وتشجيعهم على الحديث، ثم تقييم إجاباتهم، والتعامل على أساسها.

مقترحات للحماية

وقدمت الدراسة بعض المقترحات والحلول لتجنب مخاطر الإنترنت، وتقنين استخدام الأطفال له، تتلخص في:

  • تعلّم الآباء والأمهات تكنولوجيا الإنترنت، لتوجيه الأطفال إلى الطريق الآمن.
  • تحديد بعض الأوقات للجلوس على الإنترنت، التي يكون فيها الوالدين متفرغين لأبنائهم، وقادرين على الاطلاع على ما يشاهده الأبناء.
  • عدم وضع كمبيوتر في غرف نوم الأطفال، ووضعه في مكان ظاهر بالمنزل.
  • تجنب شراء هاتف محمول خاص بالطفل.
  • عدم السماح للطفل بتناول هواتف الآباء.
  • الحديث مع الطفل عما يقوم به، ومع من يتحدث عبر الإنترنت.
  • تشجيع الطفل على اكتساب طرق أخرى للتسلية والأنشطة.
  • عدم السماح للصغار بالمشاركة في الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • الحرص على إيجاد المواقع المفيدة التي تنمي المواهب.
  •  استخدام برامج الحماية وبرامج المراقبة الأبوية، التي تسمح بعدم سرقة البيانات، والدخول إلى المواقع التي يُجرى تصنيفها على أنها ضارة من قِبَل الأبوين.

وأضاف أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، مستشار الرئيس للصحة النفسية: “إلى ما سبق، أنه في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج، بسبب المشكلات التي يُحدثها إدمان الإنترنت، بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها، ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض، ليقلع عن إدمانه”.

وأوضح عكاشة، في تصريح صحفي، أن التربية التكنولوجيّة لا تقل عن التربية الأخلاقيّة، إذ يكملان بعضهما البعض في الحماية على الصعيد النفسي والجسدي.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *