ما تأثير طرح أرامكو السعودية على البورصة المصرية؟

تأثير طرح أرامكو السعودية على البورصة المصرية
طرح أرامكو السعودية يؤثر إيجابيا وسلبيا على البورصة المصرية - مصر في يوم

في الوقت الذي بدأت فيه البورصة المصرية أن تستعيد عافيتها، مع الحديث عن طرح شركات الجيش للاكتتاب في البورصة، وبدء عودة السيولة الغائبة عنها، منذ بداية الشهر الماضي، جاء الإعلان عن طرح شركة أرامكو السعودية الأكبر على الإطلاق في أسواق المال العالمي، ليهدد تلك السيولة مرة أخرى.

وأُغلقت تعاملات جلسة الخميس على خسارة البورصة المصرية بنحو 1.3 مليار جنيه، مواصلة تراجعها لليوم الخامس على التوالي، ليصل مجموع ما خسرته على مدار الأسبوع الماضي ما يقرب من 13 مليار جنيه، وربط محللون بين خسائر البورصة المصرية، وإعلان أرامكو عن أسعار سهمها استعدادا للطرح.

وبحسب المحللين، وقعت الخسائر بسبب جذب السيولة التي كان تنتظرها السوق المصرية خلال الأشهر المقبلة، والتي جرى على أثرها تأجيل طرح عدد من الشركات بالبورصة إلى الاكتتاب في أرامكو عملاق النفط في العالم.

طرح أرامكو

وقررت الحكومة السعودية إدراج أسهم شركة النفط السعودية أرامكو في بورصة الرياض، في أكبر عملية طرح أسهم بالعالم، وأفادت مصادر بأن الشركة ستطرح ما بين 1 إلى 2% من أسهمها في البورصة.

وأعلنت أرامكو طرحا أوليا لأسهمها للأفراد بنطاق سعري بين 30-32 ريالا للسهم، مع إعطاء أولوية للمستثمر السعودي.

وستعلن الشركة عن سعر السهم النهائي في 5 ديسمبر المقبل، وتضمنت نشرتها طرح أسهم بقيمة 96 مليار ريال سعودي (25.6 مليار دولار) مقابل 1.5% من القيمة الأولية للشركة.

وكانت السعودية قد غيرت صفة الشركة، لتصبح شركة مساهمة مشتركة في بداية العام الماضي، وهي الخطوة الضرورية، حتى تستطيع الشركة إدراج أسهمها في البورصة.

البورصة المصرية

وتباينت أراء خبراء اقتصاد، حيال تأثير طرح أرامكو للاكتتاب على البورصة المصرية، وقالت رانيا يعقوب، خبيرة أسواق المال: “إن هناك تأثيرا لاكتتاب أرامكو، الذي جذب كبرى الصناديق في العالم، وبالتالي لا بد من مراعاة ذلك عن طرح شركات قطاع الأعمال العام في البورصة المصرية، من حيث التوقيت وسعر الطرح”.

أما منى مصطفى، مدير التداول لدى عربية أون لاين، فقالت، في تصريحات صحفية: “إن طرح أرامكو كأكبر طرح في التاريخ بعد مايكروسوفت، يُعد حدثا جوهريا بأسواق المال، وسيعقبه سحب للسيولة من جميع الأسواق العالمية، وليس سوق مصر بالتحديد”.

وأكد محمد جاب الله، خبير أسواق المال، أن طرح أرامكو السعودية في هذا التوقيت يحمل نتائج إيجابية وسلبية في الوقت نفسه على البورصة المصرية.

وأوضح جاب الله، في تصريحات صحفية، أن النتائج الإيجابية تتمثل في أن قطاع البتروكيماويات سيتأثر إيجابا بطرح أرامكو، إذ سيُجرى إعادة تقييم الأسهم وفقا لأسعارها بالسوق السعودي.

ولفت إلى أن التأثير السلبي يتمثل في منع وصول المزيد من السيولة للسوق المصري، وبالتالي ستعاني البورصة المصرية من استمرار أزمة السيولة، لفترة قد لا تقل عن 4 أشهر، يُجرى بعدها استئناف ضخ سيولة جديدة للسوق.

وتابع: “أنه وفقا للظروف الحالية، فإنه لن يكون هناك طروحات قبل منتصف العام 2020 ونهاية يونيو المقبل”.

أما محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، فرأي أن طرح أرامكو في البورصة السعودية يُعد حدثا جوهريا بأسواق المال، وسيعقبه سحب للسيولة من جميع الأسواق العالمية، وليس السوق المصرية فقط.

وقال في تصريح صحفي: “إن المستثمرين العرب في البورصة المصرية لهم تأثير كبير على السوق المصرية، وسوف يتجه ذلك إلى الاكتتاب في أسهم أرامكو”.

وأضاف: “يبدو أن الحكومة استشعرت تأثر البورصة المصرية بطرح أرامكو، إذ أكد هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، أن هناك ظروفا للسوق قد تعطل الطروحات الحكومية”.

وتابع الوزير: “أن هناك شركتين جاهزتين للطرح، هما: أبو قير للأسمدة، والإسكندرية لتداول الحاويات”، معقبا الوزير “بدء الطروحات محتاج أن المستثمرين ميبقوش مشغولين بحد تاني”.

تأثير هامشي

في المقابل، يرى عمرو الألفي، رئيس قطاع البحوث لدى شعاع مصر، أن تأثير طرح أرامكو على البورصة المصرية سيكون هامشيا، وقد يقتصر على ثلاثة أسهم، بسبب جذب جزء من السيولة، وهي: (التجاري الدولي – الشرقية للدخان – والسويدي إلكتريك) باعتبارها كبرى الأسهم المقيدة في بورصة مصر.

وقال الألفي، في تصريحات صحفية: “ليس بالضرورة أن مَن يستثمر في أرامكو بالسوق السعودية يستثمر بالسوق المصرية، بل بالعكس ممكن أن يخلق فرصا جديدة، إذ يمكن أن يتجه عدد من الأجانب للبيع بالسوق المصرية، لتوفير سيولة للاستثمار في أرامكو، مما يتيح فرصة جديدة أمام مستثمرين آخرين للدخول بالسوق المصرية”.

وقال هشام الشبيني، رئيس قطاع البحوث لدى مباشر تداول: “إن المخاوف بشأن سحب المستثمرين الأجانب لاستثماراتهم من بورصة مصر مبالغ فيها، وغير حقيقي، ويعتمد على نظرة استثمارية قصيرة الأجل”، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من طرح أرامكو سيُجرى من خلال البورصات العالمية، وليس من السوق السعودية “تداول”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “هيكل الاقتصاد المصري، والهيكل الاقتصادي للسعودية، كلاهما اقتصادات مختلفة في تركيبتهما”.

وفي السياق، أكد مايكل ممدوح، نجيب مدير علاقات العملاء في عربية أون لاين، أن السوق المصرية والسوق السعودية غير متشابهتين في القيمة، مما يؤكد عدم تأثر بورصة مصر بطرح أرامكو.

واستبعد أحمد هشام، رئيس قطاع الأسواق ببنك الاستثمار بلتون، تأثر أداء البورصة المصرية ببدء الاكتتاب في شركة أرامكو.

وأضاف هشام: “أن تأثير طرح أرامكو ضعيف جدا على البورصة المصرية”، مبررا ذلك بوزن سوق المال المصري الضعيف على مؤشر مورجان ستانلي، الذي يعادل 0.8% مما يجعلها لا تتأثر سلبا أو إيجابا، في المقابل سيتأثر سوق المال السعودي إيجابا، بارتفاع رأسماله السوق إلى 2.2 تريليون دولار”.

وتمنى هشام طرح شركات، ذات حجم كبير، يزيد على 10 مليارات جنيه، لجذب استثمارات أجنبية، بعد إعادة تقييم السوق، بعد خفض سعر الجنيه.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *