حملات تنظيف المقابر من السحر الأسود.. هل تكفي مبادرة المتطوعين؟

حملات تنظيف المقابر من السحر الأسود.. هل تكفي مبادرة المتطوعين؟
تداول رواد مواقع التواصل، صورا للعديد من التعاويذ والطلاسم، التي وجدوها وسط القبور- مصر في يوم

تجاوب عدد كبير من الشباب في المحافظات المختلفة، مع حملات تنظيف المقابر من السحر الأسود والشعوذة، استجابة لهاشتاج ودعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتشرت تلك الحملات بشكل كبير على مستوى الجمهورية، خلال الأسابيع الماضية خاصة في القرى، لتتوارد الأخبار عبر الصحف والمواقع عن كشف أعمال وأسحار مدفونة في المقابر بمناطق كثيرة.

ويلجأ الدجالون للقبور بإقناع ضحاياهم أن أفضل وسائل السيطرة على الجن حال دفن أعمال السحر في قبر، لأن الشياطين تمقت القبور لأنها تتمنى الخلود، وحينها يفعل الجان ما يأمر به الساحر خوفا من الموت، على حد قولهم.

وحولت أعمال السحر الأسود القبور من أماكن للسكينة والهدوء والعظة، تواري أجساد من قضى من الأهل والأحباب، إلى مكان للإثم والشر والعدوان على الغير، وانتهاك حرمة الأموات قبل الأحياء.

السحر الأسود

وبحسب معتقدات المتعاملين مع السحرة والدجالين لإيذاء أشخاص بعينهم، أنه في حال السحر الأسود الذي يدفن في المقابر، يبدأ الجن في التلبس بالمسحور أو التسلط عليه جزئيا فتظهر عليه أعراض مثل الكآبة والعزلة والغضب، وضعف الشهية للطعام وكره زوجته أو أمه أو أخواته.

ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن الساحر، الذي يجلس غالبا في مكان غير طاهر أو مهجور أو خرب في أوقات معينة، يتلو الطلاسم التي تحتوي على ألفاظ من الشرك والكفر، وتعظيم الشيطان، ليجرى عمل السحر على تراب المقابر أحيانا، أو على عظام ميت، أو على طعام أو شراب، أو على “أثر”، خاص بالشخص المراد سحره، ثم تدفن في المقابر، حتى يصعب على الشخص المستهدف الوصول إليها لفك السحر.

بينما يقول أحد مدعي فك الأعمال السحرية في تصريحات صحفية: إن أغلب الزبائن تطلب ما يعرف بجلب السفلي أي “سحر المقابر”، ويجرى عمله بكتابة الطلسم بدم بشري أثناء إشعال بخور معين، ويلف بقطعة قماش، ويدفن في قبر أو في أطراف القبر وهو أخطر أنواع السحر.

وأوضح: أن “من أعراض السحر المدفون في المقابر، الألم الشديد في مؤخرة الرأس أو منتصفها في شكل وخز متقطع، خاصة ليلا، وقلة التركيز في العمل مع الإرهاق الذهني المستمر، والشعور بضيق شديد عند النوم، إلى جانب الزغللة في العينين، ورؤية الأموات وسماع صراخهم ورؤية الأراضي الزراعية أو التراب باستمرار”، حسب تصريحاته.

تنظيف المقابر

يذكر أن دراسات عديدة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أوضحت أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات، وينفقون عشرة مليارات جنيه سنويا على أعمال الدجل والشعوذة.

من جهته فجر أحمد جبر، مؤسس حملة تنظيف المقابر من السحر الأسود، مفاجآت مدوية، بعد الكشف عن تفاصيل ما عثر عليه داخل المقابر، قائلا: “شفنا عجب العجاب، شيء لا يصدقه عقل، إذ عثرنا على أعمال على صور شخصية، وملابس داخلية، منوها بأن أغلبية الأعمال الموجودة من أشخاص قريبة للضحية”.

وأوضح “جبر”، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي سيد علي ببرنامج “حضرة المواطن” على فضائية “الحدث اليوم”، أن حملات تنظيف المقابر شملت أغلب محافظات الجمهورية، وأضاف: “العمل بيكون تحت راس الميت، والمكفنين يدخلوا يضعوا الميت دون أن يلاحظوا أي شىء”.

أما الشيخ أمين القويري، والذي نظم مع عدد من الشباب المتطوعين حملة لتنظيف المقابر من الأعمال والسحر بفرشوط، فكشف عن عثورهم على طلاسم سحرية وأعمال شيطانية داخل المقابر، الهدف منها الفتن والمشاكل وتأخر الحمل، ورفض الزواج، والمرض، وغيرها من الأمور التي تسبب المشاكل في المجتمع.

وأوضح أن الحملة تمكنت في أقل من ساعة من العثور على 40 عملا سفليا وطلاسم سحرية فى المقابر، مؤكدا استمرار الحملة لحين تنظيف جميع المقابر من الأعمال.

مواقع التواصل

فيما تداول الكثير من رواد مواقع التواصل، صورا للعديد من الأسحار والتعاويذ والطلاسم، التي وجدوها وسط القبور، وداخل الأكفان، وداخل أجزاء من جسد الميت، طلاسم غير مفهومة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء، وعظام حيوانات وأوراق مدفونة وزجاجات محكمة الغلق مكتوب عليها عبارات.

وفى القليوبية بدأت الحملة بخمس قرى لتعثر على 150 عملا من السحر الأسود، مما شجع الآخرين على  الانضمام إليها، وقال شريف عزازي، من قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية: إن المبادرة، لاقت قبولا حسنا. مشيرا إلى إرسال الاعمال السفلية إلى الشيوخ للعمل على إبطالها.

القضاء على السحر

ومع انتشار الحملات والصور والفيديوهات المتداولة لما يعثر عليه في المقابر ويوصف بأنه من السحر الأسود والأعمال المضرة، أجابت دار الإفتاء عن سؤال حول السحر والأعمال، في سبتمبر الماضي، وقال الشيخ أحمد ممدوح: “نأتي بماء وملح، ونقرأ عليها المعوذتين والفاتحة وآية الكرسي، ثم نضع فيها هذا الورق، ونحرقها بعد ذلك، ولا يضرك شيء إن شاء الله”.

بينما قال الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى في دار الإفتاء: “إن أعمال السحر والدجل التي يريد بها الساحر التأثير على المسحور، لا يجوز لمؤمن ولا مؤمنة اللجوء إليها فضلا عن الاقتراض لها، وأنها لا تضر أو تنفع إلا بإذن الله”.

وأضاف عويضة، في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها على فيسبوك، في 9 سبتمبر الماضي، ردا على سؤال: “ما حكم الدِين في الأعمال التي ترش وتدفن، وما هو تأثيرها على المسحور؟”، أن العبد ينبغي عليه التوكل على الله، والتحصن بقراءة القرآن يوميا، والمحافظة على الأوراد والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “اجتنبوا السبع الموبقات” رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، مشيرا إلى أن السحر حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، لكن لا يعني كونه مؤثرا بذاته، ولكن التأثير هو لله تعالى وحده، لقوله تعالى: ﴿وما هم بضارين به من أحد إلا بِإذن الله﴾.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *