نسبة الفقر 88%.. متى يعيش أهالي قرى نجع حمادي حياة كريمة؟

نسبة الفقر 88%.. متى يعيش أهالي قرى نجع حمادي حياة كريمة؟
عضو مجلس النواب يوضح أن قرى نجع حمادي منازل أغلب سكانها من البوص والقش - مصر في يوم

وصلت نسبة الفقر في بعض قرى نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا في صعيد مصر، إلى 88%، ويقع الأهالي فيها على شفير الهلاك، إذ يسكنون في بيوت من القش والبوص، مع نقص حاد في المياه النظيفة، وتردي الخدمات الطبية، وانتشار الجهل والمرض.

العوامل السابقة حركت اللواء خالد خلف الله، عضو مجلس النواب بدائرة نجع حمادي، ليتقدم ببيان عاجل موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة، والتضامن الاجتماعي، بإعداد مسح اجتماعي عاجل، لقرى ونجوع مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، لشدة فقرها ومعاناتها.

وقال البرلماني: “تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية في توفير الحياة الكريمة والمستقرة للمواطنين، ونظرا للظروف الاقتصادية الحالية والارتفاع المستمر في الأسعار، توجد بعض القرى والنجوع بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، تعاني معاناة شديدة وفقرا شديدا، ولا يوجد مأوى ولا مسكن ولا إعانات لهم”.

بوص وقش

وأضاف عضو مجلس النواب في بيانه، أن قرى نجع حمادي تقترب من 65 قرية، منازل أغلبهم من البوص والقش، وتحتاج إلى توفير حياة كريمة، مطالبا بإدخال الأسر المستحقة في برنامج تكافل وكرامة، وفحص منازل الأهالي المحتاجين، لإقامة إعاشة وإيواء لحمايتهم من حرارة الشمس وبرد الشتاء.

تحركات النائب جاءت بعد سنوات من مطالبات الأهالي الذين عانوا الأمرين في محاولتهم نحو العيش الكريم، خصوصا أهم في قنا، واحدة من أفقر محافظات مصر، بنسبة 41% من سكانها، حسب نتائج خريطة الفقر 2017-2018 للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

بعد هذه الأرقام التي تنذر بكارثة إنسانية، ظهر بريق أمل، حين انطلقت مبادرة “حياة كريمة”، بتوجيهات رئاسية، في يناير الماضي، بتوفير الدعم للقرى الأكثر فقرا بعدد 100 قرية منعدمة فيها الخدمات، حسب المبادرة.

وحظيت قنا باختيار 8 قرى فقط ضمن قائمة الأكثر فقرا، تشمل الحاج سلام، والدهسة بمركز فرشوط، وبلاد المال، وسمهود، والحبيلات الشرقية بمركز أبوتشت، وأبو مناع بحري ونجع عزوز بمركز دشنا، والسمطا بحري بدشنا.

نسبة الفقر 88%

من جانبه، قال حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، في تصريحات صحفية، مع انطلاق المبادرة: إن نسبة الفقر في قرية الحاج سلام بفرشوط 88%، وفي قرية بهجورة 83%، وبها 43 ألفا و508 نسمات، تليهم قرية أبوشوشة بمركز أبوتشت، بنسبة فقر 79.2%.

والآن وبعد ما يقرب من 11 شهرا على انطلاق المبادرة التي تكلفت 103 مليارات جنيه، نظم مركز إعلام قنا، في 14 من الشهر الجاري، ندوة بعنوان “المساندة المجتمعية ومواجهة التهميش والفقر” كشف فيها علي القصبي، مدرس علم الاجتماع بكلية آداب قنا، أن نسبة الفقر في قرى المحافظة بشكل عام ارتفعت إلى 47%.

وليس أدلّ على استفحال الأزمات والجهل والمرض في كثير من قرى نجع حمادي التي شملتها مبادرة حياة كريمة، من تلقي أحد مراكز حقوق الإنسان، في يناير 2015، شكاوى من أهالي قرية بهجورة، بشأن تضررهم من ترعة الجرجاوية المجاورة لمنازلهم، وإصابتهم بالأمراض المزمنة.

بهجوره ونجع خضر

وأعلن المركز حينها أن نحو 2000 مواطن يقطنون في منازل على ضفتي الترعة، في نحو 150 منزلا، واستفحلت معاناتهم بسبب أكوام القمامة، والمخلفات، والحيوانات النافقة والروائح الكريهة، والحشرات، والقوارض، والزواحف والتي حولت حياتهم إلى جحيم.

وكشف الأهالي في شكواهم للمركز أن الترعة كانت قد أدرجت في خطة الصرف المغطى، منذ سنوات، بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية، لتحويلها إلى منتزه عام، إلا أنه لم يحدث أي تحرك.

نجع خضر أيضا، واحدة من قرى نجع حمادي، وتقع في جنوبها، تعاني من انتشار القمامة على جانبي المرسى السياحي الوحيد والمرخص له استقبال السفن والفنادق السياحية العائمة القادمة من أسوان والأقصر، متوجهة إلى أبيدوس بسوهاج، فضلا عن أنه متصدع وعلى وشك الانهيار.

وبحسب تقارير إخبارية، فإن عشوائية التوصيلات الكهربائية بالقرى ووجود أسلاك كهربائية عاريه تماما، تسببت العام الماضي في مصرع شاب صعقا بالكهرباء، ووجود بالوعات صرف مكشوفة تماما بمنتصف الشوارع.

مياه الشرب

الجميع يعلم أن مصر دخلت في مرحلة الفقر المائي، لكن الوضع مختلف في قرى نجع حمادي، ففي قرية أولاد نجم، التي تضم أكثر من 25 نجعا تابعا لها، يعانون من نقص في مياه الشرب وصل إلى حد العطش.

وفي ذلك قال الحاج رجب أبو المجد، مدير عام سابقا بالتربية والتعليم ومن أهالي القرية، في تصريحات صحفية مايو الماضي: “لا نجد مياها لنستحم بها أو نشرب منها ونغطى احتياجاتنا الآدمية، وفوق كل هذا تقوم شركة المياه بتحصيل فواتير شهرية نظير استهلاك المياه منا، أين المياه التي تحاسبوننا عليها؟”.

وفي قرية ساحل البقيلي، طالب الأهالي، في 13 من نوفمبر الجاري، بسرعة تطهير مأخذ مرشح مياه القرية، بعد ما تراكمت حوله المخلفات والحيوانات النافقة، مما جعل المياه القادمة منه ملوثة غير صالحة للاستخدام الآدمي، بعد تغير طعمها ورائحتها، ليرد كمال بولس، مدير عام شركة مياه الشرب والصرف الصحي بنجع حمادي، أن إدارته طهرت المأخذ قبل أيام إلا أن الحشائش تجمعت مرة أخرى.

خدمات متردية

وتستمر آلام أهالي قرى نجع حمادي، ففي 21 من فبراير الماضي، اشتكى أهالي الوحدة المحلية بقرية “الحلفاية بحري” التي تضم 5 قرى تحتها، من نقص الخدمات الطبية في الوحدة الصحية بالقرية، وعدم افتتاح “المركز المتميز للأم والطفل” الذي شيد بعد 10 سنوات عمل، ووصلت تكلفته إلى 45 مليون جنيه.

صديق همام، أحد أهالي القرية، قال في تصريحات صحفية: إن هناك ما يقارب من 150 ألف نسمة في القرى المذكورة يضطرون للمتابعة الطبية من قطع 15 كيلومترا للذهاب إلى مستشفى نجع حمادي العام، الذي لا توجد به طبيبة لمتابعة الحمل، ولا رعاية للأطفال سوى التطعيم فقط.

وضع غير آدمي إذن، وحالة متردية على مستوى الخدمات والبنية التحتية والمتطلبات الأساسية والرعاية الصحية، وكل ذلك ينتظر التدخل الحاسم والعلاج الحقيقي.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *