انفجارات وسرقات.. مَن يحمي خطوط إنتاج البترول في مصر؟

انفجارات وسرقات.. مَن يحمي خطوط إنتاج البترول في مصر؟
انفجارات وسرقات خطوط إنتاج البترول في مصر - مصر في يوم

تعرضت خطوط إنتاج البترول في مصر إلى عشرات الانفجارات والسرقات على مدار السنوات القليلة الماضية، وسواء تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكبيها أو كان نصيبها التقييد ضد مجهول، فإن نصيبها من الاهتمام يتلخّص في عبارة “مرور الكرام”.

أحدث تلك الوقائع كان حريق خط بترول إيتاي البارود، الذي نجم عن انفجار الخط، أول من أمس، مخلّفا سبع حالات وفيات تفحمت جثثهم بخلاف عشرات المصابين.

مشهد مأساوي رهيب هزّ قلوب المصريين، وصفه أحد شهود العيان بكلمات قليلة، حينما قال: “كنا نشاهد النيران تلتهم الأشخاص، ولكن دون أن نتمكن من عمل أي شيء، فكل مَن سوّلت له نفسه الاقتراب، احترق من لهيب ألسنة النار، أو اختنق وسقط مغشيا عليه”.

فيما قال آخر: “احترق البشر والشجر، ولم يتبقَ سوى حطام انصهرت في بعضها البعض، مشهد يستحيل نسيانه، ستظل ذكراه في عزبة المواسير بالبحيرة، وأسوأ من ذلك كله الحسرة، الحزن من الفقد والإصابات التي سيرافق أثرها صاحبها ما بقي له من حياة”.

خطوط إنتاج البترول

ومن جهتها، قالت النائب إيمان خضر، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب: “إن الواقعة تدقّ ناقوس الخطر، وتطرح سؤالا مهما عن الإجراءات التأمينية التي تقوم بها الدولة، لحماية خطوط إنتاج البترول”.

وتقدّمت النائب بطلب إحاطة لرئيس البرلمان، لبيان خطة وزارة البترول لتأمين خطوط إنتاج البترول من السرقات والحوادث.

وقالت خضر: “لا بد أن يكون هناك خطة لتأمين الخطوط والمستودعات ومعامل التكرير، متصلة بغرفة عمليات مركزية بهيئة البترول تعمل على مدار الساعة”.

وتساءلت عضو البرلمان: “أين دور وحدة القياسات والدعم بمحطات البنزين؟ وهل يُجرى دراسة ملاحظاتها حول إمدادات خطوط الإنتاج يوميا؟” لافتة إلى أن حادثة سرقة خط المنتجات البترولية كان من الممكن تداركها إذا لاحظ القائمون على وحدة القياسات أن هناك نقصا غير طبيعي في الكمية الواردة إلى محطات إيتاي البارود بالبحيرة.

تساؤلات عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب جاءت عقب إعلان وزارة الصحة مصرع سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 19 آخرين، أثر حريق البحيرة الذي أعقبه أمر من نيابة إيتاي البارود، بإجراء تحليل DNA لخمسة من جثامين متفحمة لمتوفين في حريق إيتاي البارود، الذين لم يُجرَ التعرف عليهم.

وبحسب مسئولين، فإن واقعة كسر خط البترول لم تكن الأولى من نوعها، فهناك لصوص متخصصون في سرقة خطوط إنتاج البترول، زاد نشاطهم خلال الفترة الأخيرة، مستغلين ارتفاع أسعار المواد البترولية، ووجود خطوط البترول بمناطق بعيدة عن الرقابة الأمنية.

خطوات وأسباب

وقال إبراهيم صلاح مكاوي، موظف بإحدى شركات البترول: إن أي واقعة منهم يسبقها مراحل معروفة ومحددة، وهي:

  • كسر البلف الموجود بخط أنابيب البترول.
  • تجهيز سيارة فنطاس، يُجرى تحميلها بالمواد البترولية المسروقة.
  • سوق سوداء مفتوحة أمام هؤلاء اللصوص، محطات البنزين التي تقبل التعامل في المواد البترولية.

وأضاف، في تصريحات: أن إغلب الوقائع تُقَيّد ضد مجهول لأسباب، منها:

  • صعوبة تحديد مرتكبيها، بسبب مرور أنابيب البترول في مناطق زراعية بعيدة عن العيون.
  • عدم وجود حراسة أمنية عليها أو وسائل إنذار بأماكن الوصلات والبلفات.
  • دوريات الشرطة والخفراء لا يغطون آلاف الكيلو مترات من خطوط الأنابيب، وإن حدث يكون المرور شبه عشوائي.
  • صعوبة تحديد مكان السرقة، لطول خطوط البترول، إذ يعتمد مسئولو البترول على مؤشرات السحب فقط.

وأوضح أن كل ما تفعله وزارة البترول هو إغلاق المحبس الرئيس للخط، بعد ملاحظة زيادة معدلات السحب على غير المعتاد، وهو أسرع مؤشر لمعرفة ما إذا كانت هناك سرقة أم لا.

ولفت المهندس عبد المنعم حافظ، رئيس شركة أنابيب البترول، إلى أن مديرية الزراعة تضع لافتات إرشادية بالأراضي الزراعية، تفيد بوجود خطوط بترول، ما يعني أن مكانها معروف.

إلى جانب أن أصحاب الأراضي يعرفون مكان بلف اللحام، ومحابس الطوارئ، مشيرا إلى أن هناك بندا في عقود الفلاحين مع قطاع البترول يشير إلى أن الفلاح حارس على الخطوط الموجودة بأرضه.

وبحسب ما نشرته الجهات الأمنية، تجرى ضبط ثماني حوادث سرقة لخطوط إنتاج البترول على مدار عام، وهي:

  • 14 نوفمبر 2019: القبض على شقيقيْن، لاستيلائهما على خط بترول بأرض الدبايبة بالمنوفية المملوكة للمتهمين، والاستيلاء على بنزين 95.
  • 13 نوفمبر 2019: سرقة خط توصيل إيتاي البارود، وما خلّفه من حريق.
  • 13 أكتوبر 2019: ضبط عناصر تشكيل عصابي، تخصص في ارتكاب وقائع سرقة المواد البترولية من الخطوط الممتدة بالمناطق الجبلية بالسويس.
  • أغسطس 2019: ضبطت الشرطة في سوهاج سيارة محملة بـ22 طن سولار، أثناء سرقتها من خط الأنابيب.
  • مايو 2019: تمكنت دورية أمنية، تابعة لمباحث مركز شرطة بنها، بمديرية أمن القليوبية، من ضبط عنصر إجرامي، لقيامه بالاشتراك مع آخر بسرقة أحد خطوط أنابيب البترول، أثناء مرورها دورية بطريق (بنها-شبلنجة).
  • 6 مارس 2019: ضبط أحد العناصر الإجرامية، لاشتراكه مع آخرين بسرقة كمية من المواد البترولية من خط أنابيب بترول مسطرد.
  • فبراير 2019: حدث تسريب في خط أنابيب ناقل للسولار من التبين إلى أسيوط، بالقرب من مزرعة دير الأنبا بولا، في الطريق الصحراوي الشرقي القديم.
  • أكتوبر 2018: تشكيل عصابي استولى على 2228 طنّ بترول خام، وتمكّنوا من بيعها لعملائهم، نظير مبلغ أربعة ملايين و620 ألف جنيه.

وبخلاف جرائم سرقة المواد البترولية من خطوط إنتاج البترول الممتدة بمحافظات مصر، تجدر الإشارة إلى وقائع انفجار خطوط الغاز، خاصة في العريش، التي شهدتها البلاد منذ 2011، وحتى وقت قريب، إذ تفيد الإحصائيات الأمنية إلى أن عددها تجاوز 30 مرة دورية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *