يقتل طفلين كل ساعة.. لماذا تزداد خطورة الالتهاب الرئوي في مصر؟

يقتل طفلين كل ساعة.. لماذا تزداد خطورة الالتهاب الرئوي في مصر؟
الالتهاب الرئوي هو المسئول الأول عن الوفيات بين الأطفال تحت سن 5 سنوات - مصر في يوم

“الوباء المنسيّ”.. هكذا وصف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” مرض الالتهاب الرئوي، والذي حذرت منه منظمات صحية عالمية، في يومه العالمي، الثلاثاء 12 نوفمبر، مشيرة إلى أنّه يقتل طفلا كل 39 ثانية على مستوى العالم.

وعن خطورة المرض عالميا، نشر الموقع الرسمي لمنظمة “يونيسيف”، أن الالتهاب الرئوي تسبب في قتل نحو 800 ألف طفل العام الماضي، و900 ألف طفل عام 2017، وتتكرر الإصابة به في مصر بمعدل طفل من كل 12 طفلا خاصة خلال العام الأول من الولادة.

المرض في مصر

تتعدد أسباب المرض المعدي ما بين إهمال الأعراض البسيطة والإهمال في المستشفيات، وتلوث الهواء في الأوساط الطبية والتجمعات والمدارس، ففي سبتمبر الماضي، بدأت مديرية الصحة بالدقهلية التحقيق في واقعة وفاة طفل لقيط مقيم بدار إيواء، تابعة للإدارة الصحية بالمنزلة، بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد وبقي دون علاج داخل الدار، واحتجزت طفلين آخرين بنفس المرض.

وسادت حالة من الغضب بين أهالي مدينة المنزلة، عقب الإعلان عن وفاة الطفل “سمير هشام محمد”، شهرين، واتهموا الدار بالإهمال في علاج الطفل وتأخر تشخيص حالته مما تسبب في وفاته ونقل العدوى لطفلين آخرين، وتعرض باقي الأطفال للخطر، بسبب عدم وجود طبيب بالدار.

وفي يوليو 2015، كشف الدكتور علاء عزت، وكيل وزارة الصحة الأسبق ببني سويف، عن تسبب تشغيلة محلول جفاف بالمستشفى في وفاة 4 أطفال، منهم طفلان بالالتهاب الرئوي، وآخران بالتهاب في الدماغ، لافتا إلى احتمالية فساد وعدم مطابقة بعض عبوات المحاليل للمواصفات.

إهمال طبي

وكشف مصدر طبي عن أسماء الأطفال، وهم: رحمة علي أحمد 11 شهرا، ومروة أحمد جمعة 8 أشهر، ومحمد محمود سيد 12 شهرا، ومالك عبد العزيز محمد 12 شهرا.

وأضاف أن بداية ظهور الحالات المصابة كانت داخل مستشفى الواسطى المركزي، حين تردد عشرات الأطفال على المستشفى مصابين بأعراض نزلات معوية حادة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو.

وأوضح أنه بعد تقديم العلاج ومحلول الجفاف لتعويض الجسم عن السوائل وخروج الأطفال، تفاجئوا بعودة أهاليهم بهم مرة أخرى في نفس اليوم مصابين بتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة وفقدان للوعي المؤقت وحالة من الدوخان وزرقان أسفل العينين، ليلقى 4 منهم حتفهم في المستشفى.

وقالت والدة الطفل محمد: “ابني جاله إسهال فظيع وروحنا المستشفى المركزي وحصل للواد تشنجات كثيرة وحرارته ارتفعت ونقلوني لمستشفى الحميات، وهناك حالة الواد تدهورت ومات”.

فيما قال ولي أمر الطفلة مروة، أحمد جمعة، نجار: “حق بنتي عند وزير الصحة ووكيل الوزارة، بنتي اتخطفت في لحظات قدام عنيا، وطلعوا قالوا بنتي سبب وفاتها فيروس في المخ، لكن أنا بقولهم معندهاش ورم في مخها، حرام عليكم بنتي سليمة”.

كبار ومشاهير

لم يحصد المرض أرواح الأطفال فقط، ففي 2 من الشهر الجاري، توفيت طالبة الامتياز بكلية العلاج الطبيعي بقصر العيني “يارا عصام”، بعد إصابتها بمرض الالتهاب الرئوي، وقال أحد زملائها: “إن يارا كانت تعمل في إحدى الورديات، في قسم الرعاية الصدرية بالقسم 3، وكانت تجري علاجا طبيعيا لأحد المرضى، لإخراج البلغم المتراكم على صدره، بواسطة الضغط والتدليك، فانتقلت عدوى مباشرة لها من خلال التنفس”.

وفي 9 من يناير الماضي، توفي الطالب “أسامة” من المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بالقاهرة، بعد إصابته بدور برد شديد تطور إلى التهاب رئوي حاد، نتيجة برودة المياه في المدينة أثناء استحمامه بها، لعدم وجود سخانات بالمدينة، وسادت حالة من الغضب بين الطلاب.

كما حصد مرض الالتهاب الرئوي أرواح عدد من المشاهير، منهم الفنان طلعت زكريا، منذ عدة أسابيع، وأحمد مظهر، عن عمر 84 عاما، والممثل سعيد عبد الغني، عن عمر 81 عاما، والمطرب محمد رشدي في مايو 2005.

الالتهاب الرئوي في أرقام

وبحسب إحصائيات لوزارة الصحة، في 2013، فإن الالتهاب الرئوي يستأثر بنسبة 15% من وفيات الأطفال بمصر، إذ يتسبب في وفاة طفلين كل ساعة بما يعادل 39 طفلا يوميا.

وفي 9 من أكتوبر الماضي، وتحت رعاية وزارة الصحة، عقدت شركة “ساندوز” للأدوية المثيلة والبدائل الحيوية، بالتعاون مع 4 جمعيات علمية مصرية، مؤتمرا صحفيا لإطلاق “البرنامج المصري لإدارة مضادات العدوى”، جاءت فيه أرقام مفزعة، من مصادر دولية ودراسات، حول مرض الالتهاب الرئوي وخطورته، كالتالي:

  • الالتهاب الرئوي هو المسئول الأول عن الوفيات بين الأطفال تحت سن 5 سنوات.
  • الالتهاب الرئوي هو ثالث الأسباب الرئيسية عالميا للوفاة بعد أمراض القلب والمخ.
  • هو خامس الأسباب الرئيسية للوفاة في مصر عام 2017، وثالث أسباب الوفاة المبكرة.
  • يحصد المرض أرواح 30% من الأطفال في مصر سنويا.
  • يسجل المرض في مصر معدلات وفاة تتجاوز معدلات سرطان الكبد وحوادث الطرق.
  • تتكرر الإصابة بالمرض في مصر بمعدل طفل من كل 12 طفل خاصة خلال العام الأول من الولادة.
  • معدلات الوفاة الناجمة عن الالتهاب الرئوي تصل إلى 4.2 ملايين حالة سنويا، أي تفوق معدلات أمراض أخرى مثل الإيدز والسل والحمى الشوكية والتهاب الكبد الوبائي.
  • قد يؤدي إلى ارتفاع وفيات البالغين بحوالي 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2050 إذا لم يتم السيطرة عليه.
  • نسبة 50% من المرضى الذين يجرى حجزهم في المستشفيات ويحتاجون لمضادات حيوية يعانون من الالتهاب الرئوي.

الوقاية خير

وبحسب تصريحات أطباء، فإن أعراض الالتهاب الرئوي تتمثل في: السعال، وآلام في الصدر، وتتطور إلى الحمى، وضيق في التنفس، وتغيير لون الشفاه والأظافر.

وطرق الوقاية منه تكون عبر:

  • غسل اليدين بانتظام.
  • تجنب لمس الفم والوجه واليدين ملوثتين.
  • عدم مشاركة الأشخاص في الأدوات الخاصة.
  • تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، إذ تنتشر العدوى بسهولة.
  • الحصول على لقاح الإنفلونزا.
  • عدم التدخين، أو الجلوس بجانب المدخنين.
  • التغذية السليمة بالخضراوات والفاكهة كونها تحتوي على فيتامينات “أ، د” التي تقي الجسم من مسببات الالتهاب الرئوي.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *