أدوية الإقلاع عن التدخين.. كيف تؤدي لإدمان صنف جديد؟

أدوية الإقلاع عن التدخين.. كيف تؤدي لإدمان صنف جديد؟
تركيز النيكوتين في بعض هذه الأدوية قد يكون أكثر منه في السجائر - مصر في يوم

“بقيت مش بشرب سجاير، لكن أدمنت البدائل بتاعته”.. بهذه الجملة عبّر، ساخرا، أحد الذين لجأوا إلى أدوية الإقلاع عن تدخين السجائر، ليبرز حجم الكارثة التي انتظرته بعدما خسر جهدا ومالا وصحة ليتفاجأ في نهاية المطاف أنه صار مدمنا على صنف جديد.

لم تتوقف الكارثة على مجرد اكتساب إدمان جديد، فقد صرح بعض من استعملوا هذه الأدوية أنها لم تجدِ نفعا، واضطروا إلى شربها جنبا إلى جنب مع التدخين، الأمر الذي زاد عبء الناحية الاقتصادية عليهم فضلا عن تدهور حالتهم الصحية.

إدمان جديد

فيروي “سامح، 28 عاما” تجربته مع أدوية الإقلاع عن التدخين، قائلا: “اشتريت دواء “نيكوريت” من أحد الصيدليات بمبلغ 600 جنيه، عبارة عن علبة تحتوي على شريطين بهما حبوب استحلاب يؤخذ مرتين في اليوم”.

الإقلاع عن التدخين

وأضاف في حوار صحفي أبريل الماضي: “سبت السجاير وبقيت مدمن نيكوريت”، ليجرب نصيحة صديق آخر بتجربة اللبان “المَضّاغ”، وبالفعل جربها فأدمنها هي الأخرى.

واختتم سامح قصته ساخرا حزينا، قائلا: “عرفت بعد كده لما اكتشفت أن أدوية الإقلاع عن التدخين كلها فيها نسبة نيكوتين بتخليك تدمنها هي نفسها وتسيب السجاير، وده اللي حصل معايا وبالفعل لحد دلوقتي مش بشرب سجاير لكن أدمنت البدايل بتاعته”.

وفي هذا الشأن، تقدمت النائبة فايقة فهيم، عضو مجلس النواب، الجمعة الماضية، بطلب إحاطة بشأن شكاوى مواطنين استعملوا أدوية الإقلاع عن التدخين، مما أدى بهم إلى إدمان نوع آخر من المواد غير النيكوتين.

الإقلاع عن التدخين

تصيب بالسرطان

وقالت “فهيم”: إن هناك تحذير من بدائل النيكوتين المستعملة في الإقلاع عن التدخين، إذ تسبب اضطرابات وطفرات جينية في المادة الوراثية يمكن أن تمهد للإصابة بالسرطان، وهذه الأدوية تُباع في الصيدليات كأي دواء مصرح به، رغم أنها تحتوي على مواد تجعل جسد المتعاطي مادة خصبة لنشوء أمراض سرطانية.

وأضافت النائبة: “من هذه الأدوية دواء “بوبروبيون”، وهو مصنف كمعالج للاكتئاب في الأساس، والإقلاع عن التدخين، وعند الاعتماد عليه لعلاج التدخين، يزداد الأمر سوءا، إذ يدمنه المواطن، وعند توقفه عن تعاطيه يصاب بالتشنجات وغيرها”.

وعن الأدوية المصرح بها والمستخدمة في مصر حاليا، قال الدكتور وائل صفوت، الخبير الكيميائي، ورئيس اللجنة الدولية للجمعية الأمريكية لعلاج التدخين: “غالبية هذه الأدوية تكون مضادة للقلق والاكتئاب، وتكون على هيئة أقراص أو لبان وجميعها تؤخذ وفقا لجرعة مناسبة للفرد والتي يحددها الطبيب”.

الإقلاع عن التدخين

أدوية الإقلاع عن التدخين

وبحسب خبراء وصيادلة، فإن أشهر أدوية الإقلاع عن التدخين المنتشرة في السوق حاليا، تتنوع بين الآتي:

  • دواء بوبروبيون: يخفف الرغبة الشديدة وبقية الدوافع للعودة إلى التدخين، ويقلل في الوقت ذاته من أعراض انسحاب النيكوتين، ولم يُجرَ التنبيه في “الآثار الجانبية” أنه يؤدي إلى الإدمان.
  • دواء نيكوريت: يساعد في الإقلاع عن التدخين خلال أسبوعين فقط، كما هو مكتوب على العبوة، إلا أن المواطن يصبح مدمنا عليه بعد ذلك.
  • دواء شامبيكس: بعدما جربه أحد المدخنين، صرح بدخوله في نوبة إدمان سريعة قائلا: “المشكلة إني في نفس الوقت مبطلتش تدخين، بقيت بدخن وأخد الدوا في نفس الوقت”.
  • دواء فارينيكلين: بحسب دراسة كندية حديثة، فإنه يزيد احتمال إصابة مستعمليه بأزمات القلب والأوعية الدموية، ويؤدي الى تغيرات في المزاج والسلوك ويزيد من الأفكار الانتحارية، فضلا عن إدمانه.

مخاطر صحية

وفي تصريح صادم، كشف الدكتور أحمد عبد الغني، مدير قسم الطوارئ بالمعهد القومي للسموم، في أبريل الماضي، أن تركيز النيكوتين في بعض هذه الأدوية، قد يكون أكثر منه في السجائر، موضحا أن أفضل شيء للإقلاع عن التدخين هو اللجوء إلى عيادات التدخين.

وفي ديسمبر 2017، كشفت دراسة أجراها خبراء من الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر، أن أدوية الإقلاع عن التدخين تسهم في تطور أمراض الجهاز الوعائي وتؤدي لاعتلالات في عضلة القلب، وأن 34% من الذين استعانوا بأدوية الإقلاع عن التدخين يُنقلون في الأغلب إلى أقسام الإسعاف و”قد تؤدي هذه الأدوية إلى مشاكل صحية خطرة أو حتى إلى الموت أحيانا”.

علاجات صحية

وبحسب خبراء وأطباء، فإن أفضل طرق الإقلاع عن التدخين هو المتابعة في عيادة طبية، إضافة إلى تغيير نمط الحياة ليساعد في الاستشفاء، وتتمثل نصائحهم في هذه النقاط:

  • استنشاق الهواء النقي.
  • شرب الماء والعصائر بكميات كبيرة.
  • تناول النباتات الخضراء، وعسل النحل.
  • تناول عسل النحل مرة في الصباح ومرة في الليل.
  • تناول الأغذية التي تنقي الدم من النيكوتين، مثل زيت الجرجير، والبصل والثوم، وحب الرشاد.
  • علاج التدخين بالليزر، وبالطرق النفسية، التي تتضمن غالبا:
  1. أولا: تحديد الهدف من الإقلاع عن التدخين، مثل حماية الأسرة، أو توفير النفقات، أو علاج العجز الجنسي.
  2. ثانيا: التخلص من الأشياء التي تذكر بالتدخين، سواء في البيت أو السيارة أو حتى زيارة بعض الأماكن.
  3. ثالثا: طلب الدعم من الآخرين، فذلك من شأنه أن يساهم في رحلة العلاج، وتشجيعك في أوقات الضعف.
  4. رابعا: وضع برنامج رياضي، إذ أثبتت دراسة بريطانية أن الرياضة تقلل نسبة التدخين إلى الثلث تقريبا.

التدخين × أرقام

وبحسب إحصائيات سابقة لجهاز الإحصاء، بلغت نسبة المدخنين 21% من إجمالي عدد سكان مصر، يضاف إليهم 23% مدخنا سلبيا، ويموت سنويا 171 ألف شخص لإصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين.

وكشفت الدكتورة منن عبد المقصود، رئيس أمانة الصحة النفسية، وعلاج الإدمان، في فبراير الماضي، أن حوالي 17% من المدخنين فى المرحلة الثانوية بدأوا قبل سن 10 سنوات وحوالي 45% منهم بدأوا التدخين بين 10 و14 سنة وحوالي 28% بدأوا بعد 14 سنة.

وأضافت عبد المقصود أن نسبة مدخني السجائر فى المرحلة الثانوية بلغت 13% من الذكور و4% من الفتيات، ونسبة مدخني الشيشة من الذكور 13%، ومن الإناث 3%، ومدخني السجائر الإلكترونية 5% من الشباب و1% من الفتيات.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *