أرقام مفزعة عن إدمان المصريين للإنترنت.. ما الأسباب والحلول؟

إدمان المصريين للإنترنت
قلق وانتحار بسبب إدمان المصرييت للإنترنت - مصر في يوم

أرقام مفزعة وإحصائيات تدق ناقوس الخطر عن ظاهرة مجتمعية مفزعة، بشأن إدمان المصريين للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي خلال ساعات اليوم، سواء للعمل أو لأي شيء آخر.

ومع الإسراف وفرط استخدام الإنترنت، اعتبر مراقبون أن إدمان السوشيال ميدايا مشكلة قومية، وهو لا يقل خطورة من إدمان المخدرات، كما أن مدمني السوشيال ميديا يظهر عليهم التوتر والقلق عند انقطاعه، وتصل أحيانا إلى الانتحار.

إدمان المصريين للإنترنت

وكشف وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، عن أرقام مفزعة بشأن إدمان المصريين للإنترنت ولوسائل التواصل الاجتماعي خلال ساعات اليوم.

وقال حجاج، في مداخلة هاتفية مع قناة صدى البلد: “إن 38 مليون شخص في مصر يستخدمون الموبايل لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 40 مليون مواطن يستخدمون خدمات الإنترنت بشكل عام”.

وأضاف حجاج: “أنه لا أحد يستطيع الاستغناء عن الإنترنت، لكن الإفراط في أي شيء مُضر”، مشددا على أنه لا يجب أن يزيد الاستخدام عن ثماني ساعات عمل.

وأوضح أن معدل الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي في مصر سبع ساعات و53 دقيقة على الإنترنت، بواقع أربع ساعات لمواقع التواصل الاجتماعي فقط.

وأشار إلى أن عدد خطوط المحمول في مصر يزيد على 90 مليونا، ومنها 40 مليونا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، من جانب الفئة العمرية بداية من 25 عاما، مع العلم أن الذكور أكثر من الإناث.

وتعليقا على الأرقام التي كشف عنها خبير أمن المعلومات، قال محمود عصمت، اختصاصي الطب النفسي: “إن مدمني السوشيال ميديا لا يدركون حجم المشكلة التي يعيشونها، حتى تصل للعلاج في العيادات النفسية”.

وأضاف: “أن هناك حالة من الإنكار يعيشها مدمن السوشيال ميديا”، لافتا إلى أنه يقضي عدد ساعات كبير بشكل مبالغ فيه على الهاتف المحمول، ما يؤثر على العمل والدراسة.

وعن أسباب إدمان المصريين للإنترنت والسوشيال ميديا، كشف عن إن هناك أسبابا تدفع الناس لإدمان لهذا النوع من الإدمان، وهي إما سبب اجتماعي أو سبب نفسي، أبرزها عجز الكثيرين عن التواصل المباشر بشكل عام، لعدم القدرة على تكوين صداقات.

وتابع: “صداقة الفيسبوك ليست واقعية، والبعض يهرب لها، والبعض يتعامل مع السوشيال ميديا على مدار الـ24 ساعة”.

ولفت إلى أن فكرة الإدمان مبنية على “الاعتمادية”، وتوقف حياة الشخص عليها، مشددا على أنه يُجرى تحديد حالة المدمن عن طريق حالة الضرر التي يتعرض لها الشخص.

وكشف عن أن الشخص في البداية يدخل للتصفح فقط، ثم يجد من لديه مشكلة تشبه مشكلته، ويتفاعل معه، مشددا على أن هذا شيء سلبي، لأنهم بالفعل يشبهون بعضهم البعض في مشكلاتهم، ولكن في الوقت نفسه لا يفيدون بعضهم بشيء.

مراكز الإدمان

وليست مشكلة إدمان المصريين للإنترنت تقتصر عليهم فقط، فبحسب محمد صديق، استشاري الطب النفسي بأحد مراكز علاج مدمني السوشيال ميديا، فإن العالم كله الآن يواجه مشكلة إدمان الإنترنت.

وأشار “صديق” في تصريحات تلفزيونية إلى أن الإسراف في استخدام الإنترنت يؤدي إلى إدمانها، مثل: إدمان المخدرات، ومدمني السوشيال ميديا يظهر عليهم التوتر والقلق عند انقطاعه، وهناك من يحاول أن يعزف عن إدمان الانترنت، ولم يستطيع، وهنا تظهر المشكلة والطب النفسي وسيلة من وسائل العلاج.

وشدّد استشاري الطب النفسي، على أنه يجب ألا يتعدى الإنسان ساعتين يوميا على السوشيال ميديا، إذا لم يكن في عمل، موضحا أن أي شخص يتعدى الساعتين في متابعة السوشيال ميديا يوميا يعتبر مدمنا لها، وفقا للتصنيفات العالمية.

وأضاف: “أن إدمان السوشيال ميديا يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي”، منوها بأن نسب المدمني في العالم من 25% إلى 35%، مؤكدا أن هذا الإدمان قد يدفع الكثيرين لحالات اكتئاب كبرى تصل لحد الانتحار.

ووفقا لأحمد إسماعيل، مؤسس أحد مراكز علاج إدمان السوشيال، فإن البرنامج العلاجي لمدمني السوشيال ميديا هو معرفي سلوكي، تتراوح مدته ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر، حسب تصنيف الحالة من حيث درجة الخطورة.

وأضاف: “ويُعد التأهيل البدني من أهم طرق علاج الإدمان حاليا، فهناك غرفة مخصصة لإجراء بعض التمارين الرياضية داخل المركز”.

وبدأ استخدام الإنترنت في مصر عام 1992، حين جرى تمديد بنية تحتية بين شبكة الجامعات المصرية وشبكة “بت نت” الفرنسية.

وفي عام 1994، بدأ المركز في إدخال خدمة الإنترنت للوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات، وتخصصت شبكة الجامعات في إمداد المعاهد الأكاديمية والجامعات بالخدمة.

وفي عام 2002، بدأت الحكومة في مبادرة الإنترنت المجانية لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت بتكلفة المكالمة العادية مع اقتسام تلك القيمة بنسبة 30% للمصرية للاتصالات و70% لشركات تقديم خدمة الإنترنت.

وفي أبريل 2008، قدمت خدمة ADSL+2 التي تصل السرعات بها إلى 24 ميجا الثانية.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *