مع دخول فصل الشتاء، تنشط العديد من الأمراض بين الطيور والحيوانات، ويزيد الأمر خطورة تنقُّل الطيور المهاجرة من بلد إلى آخر، حاملة معها أوبئة وفيروسات يُخشى من انتقالها للإنسان، على رأسها إنفلونزا الطيور، ومن أجل ذلك تستعد الجهات المَعْنيّة في مصر لمواجهة المخاطر التي تكبّد الدولة والمواطنين خسائر كبيرة.
ومع إعلان حالة الطوارئ، حذّر حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، الاثنين، من أن الطيور المهاجرة تمثّل خطرا على مُربي الدواجن، خاصة مَن يقومون بالتربية العشوائية فوق الأسطح وداخل المنزل، إذ تنقل العديد من الأمراض والأوبئة إليها، خاصة فيروسات إنفلونزا الطيور.
وأضاف أبو صدام، في تصريحات صحفية: “أن جميع المزارع في مصر مغلقة، خوفا من انتقال الفيروسات عبر الطيور المهاجرة”، موضحا أن الدواجن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، لضعف مناعتها، يليها الحمام البلدي.
الطيور المهاجرة
بدوره، قال محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين: “إن الطيور المهاجرة تأتي بعدوى إنفلونزا الطيور من الدول القريبة من البحر الأحمر، لذا على أصحاب المدن الساحلية، خاصة المطلة على البحر الأحمر الحذر من انتقال العدوى إليها”.
بدوره وجّه محمد عطية، مدير الطب الوقائي بالهيئة العامة لخدمات الطب البيطري، منذ يومين، بضرورة مواصلة الهيئة سحب العينات من طيور التربية المنزلية التي تقع في مسار الطيور المهاجرة من خلال 45 موقعا، بمحافظات: “دمياط، بور سعيد، الإسكندرية، البحيرة، الفيوم، أسوان، كفر الشيخ، والشرقية، جنوب سيناء”.
يُذكر أن مصر أُصيبت في 2017، بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة “H5N8″، القادم من أستراليا عن طريق الطيور المهاجرة، وهو ثلاثة أنواع من الفيروسات المُحوّرة، مما تسبب في خسائر فادحة بصناعة الدواجن.
عصافير الزينة
وفي قرار وقائي، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حظر استيراد طيور وعصافير الزينة من الخارج، كإجراء احترازي لمواجهة بعض الأمراض التي تنقلها مع دخول فصل الشتاء، خاصة إنفلونزا الطيور، حفاظا على الثروة الداجنة.
وقال أحمد عبد الكريم، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، الأحد، في تصريحات صحفية: “إن قرار وقف استيراد جميع طيور الزينة من الخارج جاء بداية من شهر أكتوبر الجاري، حتى مارس المقبل، وهو وقف استيراد موسمي، كإجراء احترازي لمواجهة أي أمراض وبائية تحملها الطيور”.
بدوره، قال مجدي سيد حسن، أستاذ رعاية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية: “إن عصافير الزينة سهل إصاباتها بالأمراض، لأنها متعددة السفر من مكان إلى مكان، والإسهال أشهر الأمراض التي تصيبها”.
الوقاية خير من العلاج
وحول أشهر الدول التي تستورد منها مصر هذه الأنواع، أوضح حسن، في تصريحات صحفية، أنها: ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، وإندونيسيا، وشمال إفريقيا، وأشهر الطيور التي يجرى استيرادها من أوروبا هي عصافير الزينة، أما أستراليا، فيُجرى استيراد طيور “الكناريا” منها.
وكشف حسن عن أن معظم عصافير الزينة التي يُجرى تربيتها في المنزل من السهل أن تسبّب أمراضا تنافسية للإنسان، لذا يجب التأكد من بعض الشروط عند استيرادها، منها:
- التأكد من صحة الطائر عن طريق الفحص البيطري.
- أن يُجرى الاستيراد من مصدر موثوق.
- استيراد نوع واحد، وعدم الخلط بين الأنواع في شحنة واحدة.
- أن يغطي الريش الجسم بالكامل، والعيون براقة ولامعة.
- المنقار سليم خالٍ من التقوسات، وأصابع الأرجل سليمة.
وذكر حسن العديد من المواصفات المتبعة للحفاظ على صحة الطيور، منها:
- تنظيف الطائر باستمرار.
- أن يكون القفص واسعا حتى لا يكون الطائر محصورا عن الحركة.
- اختيار الأقفاص القوية، المصنوعة من المواد غير المضرة بالطائر.
- اختيار أقفاص بارتفاع جيد للطيور ذات الأجنحة الطويلة، أو طويلة الذيل.
- استخدام أوعية واسعة بدلا من العميقة عند تقديم الطعام والماء للطير.
- يفضل أن يكون هناك أكثر من وعاء، بحيث يُجرى تنظيف أحدها، بينما يُجرى استخدام الآخر.
- تنظيف الأقفاص بشكل مستمر بالماء والصابون، ثم تعريضها لأشعة الشمس، للقضاء على الجراثيم والميكروبات.
وكانت وزارة الزراعة، قد أعلنت، في 22 من ديسمبر 2014، عن قرار حظر استيراد عصافير الزينة من الخارج، بعد ظهور سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور في بعض دول العالم التي تهدد الثروة الحيوانية والداجنة.
إجراءات احترازية
واتخذ المسئولون العديد من القرارات أخيرا، لمواجهة العديد من الأوبئة، التي منها إنفلونزا الطيور، وهي:
- في التاسع من أكتوبر الجاري: قرر اللواء هشام السعيد، محافظ الغربية، غلق 19 مزرعة دواجن لمدة ثلاثة أشهر، لمخالفتهم قانون تنظيم تداول وبيع الطيور والدواجن الحية وعرضها للبيع.
- في اليوم نفسه: حدد عاطف عيسى، وكيل وزارة مديرية الطب البيطري ببور سعيد اشتراطات لإنشاء مزارع دواجن جديدة، منها: أن يكون بُعد موقع المزرعة عن الكتلة السكنية وعن أي نشاط داجني آخر لا يقل عن كيلو متر من جميع الاتجاهات.
- بداية هذا العام: أعدمت “الزراعة” شحنة بط مستوردة، تحتوي على 100 ألف بطة بمحافظتيْ المنوفية والشرقية، بالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بعد اكتشاف مرض وبائي “سالمونيلا” في الشحنة.
يُذكر أن إنفلونزا الطيور ظهرت لأول مرة بمصر، في 17 فبراير 2006، ووصل إجمالي حالات الإصابة بالمرض بين البشر حتى عام 2015 إلى 126 حالة، ومنذ ذلك الوقت أصبح المرض متوطنا، ينشط مع فصل الشتاء من كل عام، وتخسر مصر سنويا ما يقرب من 200 مليون طائر بسببه، وأحيانا أكثر.
أضف تعليق